سرعة و سهولة سقوط النظام في دمشق ،فلا عتاة المنجمين و لا اعمق من حلل في السياسة و الاستراتيجيا كان ينتظر او يراوده في المنام هكذا مشهد و تطور سياسي دراماتيكي هذا الزلزال الذي حصل في شرق المتوسط والهلال الخصيب ، حتى من داعمي إلى اعداء النظام و من قاتل من السوريين على مدى عقد وأكثر سواء ...احيانا اقول بقرارة نفسي، ربما راس النظام قام بهكذا خطوة و قلب الطاولة الراكنة السورية رأسا على عقب بعد أن ملّ من وعود الحلفاء و (الاشقاء) في إنهاء هذه الحالة السورية المستعصية حصل ما حصل....
الوحيد نتنياهو استدرك الحدث و التغيير الحاصل و لو المؤقت في الجيوسياسي على مرأى منه و لم ينتظر اكثر من نصف يوم، انتهز الفرصة و قام بأضخم عملية جوية في تاريخ كيانه بكل انواع الصورايخ من طائراته بالاجهاز على مقدرات الدولة السورية العسكرية، التسليحية و البحثية العلمية في اكثر من الف غارة ،انهم ملوك اقتناص الفرص و تجييرها ، بينما الانقلابيين في غيبوبة مقصودة عن هذا الاعتداء، وحتى العرب ، العجم والعالم كان يرى و يسمع (هذه المجزر النارية) هذا كله جرى بالتوازي مع اشغال الناس و الضخ المستمر من شاشات الاخبار لمشاهد للخارجين من السجن و سماع القصص من سجن "صيدنايا", مع كمية الكذب و الفبركة اللذين انكشفا بوقت قصير و رغم قساوة المشهد و هي حقيقة مدانة ، مما ادى خروج المجرمين المحكومين جنائيا و هم الغالبية ممن اطلق سراحهم ،حاله حال كل سجون من تركيا ، الانظمة العربية، دول العالم الثالث، ابو غريب ، بوكا و غوانتانمو،لاشيء يقع صدفة ،الحملة الإعلامية ايضا في سباق ازاحة الانظار عما يحصل من كارثة سياسية في البلد.، هي عمل منظم لجميع منصات و وسائل الاعلام على تبني و تمرير مشهد و مصطلح (تحرير) بدل احتلال ميليشيا إرهابية فعلا و قولا هي مصنفة قانونيا وفق معايير دولية و إنسانية تضم فصائل من جنسيات غير سورية تتضمن مجرمين و قاطعي الرؤوس الى حكم بلد اسمه سورية .
هؤلاء اصحاب عقيدة جهاد الاقربين ام قتال الاعداء الى ما بعد التمكين الذي لن ياتي ابداّ ، و مستعدون ان يذهبوا الى فينزويلا للجهاد فهي اقرب إليهم من فلسطين.
ما حدث هي الخطة B بعد فشل الثورات الملونة و المسلحة في عهد "اوباما - هيلاري" في اسقاط انظمة مدنية حصرا ، علما ان بقية الانظمة اكثر دموية و ديكتاتورية ..
الدور آت على مصر ربما إن نجحت هذه القوى في تجربتها الجديدة في القبض على مفاتيح دمشق وهو على مايبدو جاري العمل عليه بدعم تركي بنكهة عثمانية بانتظار ان يتحسي العرب روؤسهم و يعوا مصالحهم المرهونة بين فكين كل من اسرائيل و تركيا.
إنها اكبر إهانة لشعب و جغرافية تحدث في تاريخ العصور هو ما جرى و يجري في الشام، و المفارقة المبكية ترافق ذلك مع حملات تأييد ، تبييض و تلميع صور (الفاتح-الجولاني) و عصاباته .
ٱمراء هذه الفصائل هم القادة الجدد لما يسمى قوات مسلحة وطنية جديدة و على افتراض اعتبرنا ماقمت به هذه الفصائل (ثورة مسلحة)، لم يحدث في التاريخ أن ثورة مسلحة اسست دعائم دولة حرة و ديمقراطية و هناك شواهد ماثلة أمامنا من هنا العبرة، ان الصراع على السلطة هو الغاية من أي إنقلاب ابيض كان ام دموياّ اعتمادا على الجيوش في اي مجتمع ، ثم الساذج او المدفوع الاجر من يعتقد ان هناك قوة في العالم تريد لنا العيش بحرية،كرامة، استقلالية و ديمقراطية، لانه ببساطة سوف تنتفي ادوات تحكمها و سيطرتها عل مقدراتنا و قرارنا و مصائرنا ، هل يستوعب احد مالذي جري و ما هي نتيجة إلباس الذئاب لباس الحملان.؟ و تدفق الوفود الى لقاء (الفاتح) يعطيك الدليل على من اوصله و عبّد له طريق الوصول الى قصر الشعب و التحكم برقاب السوريين بداية و مستقبلهم تحت راية طالبان و فكرهم الاسود بأجندة تودي الى وئد سورية السوريين لقرن آت ، إن لم تحصل مفاجأة ما.
اذا علينا الاعتراف بالهزيمة علميا و مرحليا، و تمكن (داعش والنصرة ) من أسر مقدرات بلد بهذه الاهمية السياسية و الجغرافية بمساندة جيش مدجج من مرتزقة الاقلام المنظرة المدفوعة الثمن (الصفوة الفكرية و الفنية) ساهمت و مستمرة في غسل الادمغة من خلال عملية تجميل و أنسنة هولاء و إقناع المجتمع على انهم (قادة ثورة تغيير أفضل) و إنتصرت مدعومة بحملة إعلامية عربية معروفة الهوى و الاهداف.
لكم ان تتخيلوا هذه (النخب) لو انقلب الحال غدا، مئة و ثمانين درجة ما هو عليه موقفهم حسب نظرية (التكويع) التي اصبحت تريند ؟.
إنه بازار الشرق بكل لا يقينيته و تجلياته.