اكتشاف سفينة عمرها 2500 عام قبالة سواحل صقلية في البحر الأبيض المتوسط
منوعات
اكتشاف سفينة عمرها 2500 عام قبالة سواحل صقلية في البحر الأبيض المتوسط
26 كانون الثاني 2025 , 12:38 م

تمكن علماء الآثار من جامعة "أوديني" الإيطالية من اكتشاف سفينة تاريخية تعود إلى القرنين الخامس والسادس قبل الميلاد، إلى جانب مراسي من عصور مختلفة، وذلك قبالة سواحل صقلية في مياه سانتا ماريا ديل فوكالو، عُثر على بقايا السفينة مدفونة تحت ستة أمتار من الرمال والحجارة، مما يبرز الأهمية الأثرية الكبيرة لهذا الاكتشاف.

تصميم السفينة وتقنية البناء

تميزت السفينة المكتشفة بأنها بُنيت باستخدام تقنية تُعرف باسم "على الهيكل"، وهي من أوائل تقنيات بناء السفن، تعتمد هذه الطريقة على تشكيل الهيكل أولاً باستخدام ألواح خشبية يتم تركيبها لتشكيل السفينة قبل إضافة الإطار الداخلي.

الفرق بين تقنية "على الهيكل" والأساليب الأخرى

تقنية "على الهيكل": تبدأ ببناء الهيكل الخارجي من ألواح خشبية تُثبت معًا لتكوين القالب الأساسي للسفينة.

التقنيات اللاحقة: يبدأ بناء السفينة بإعداد الإطار أولاً، ثم تثبيت الألواح الخشبية عليه.

هذه التقنية كانت شائعة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، حيث ساعدت في تسريع عملية بناء السفن باستخدام مواد متوفرة مثل قطع الخشب الصغيرة.

حالة السفينة الحالية ودراسات إضافية

على الرغم من تآكل الهيكل بسبب العوامل الطبيعية، مثل تأثير الرخويات البحرية على الخشب، فإن الحالة العامة للسفينة تُعتبر جيدة بما يكفي لإعادة بناء نموذج ثلاثي الأبعاد، هذا النموذج يمكن أن يتيح للعلماء دراسة المواد الأصلية والتصميمات المستخدمة في بنائها، مما يفتح آفاقا جديدة لفهم تطور بناء السفن في العصور القديمة.

الأهمية التاريخية للسفينة

يُعتقد أن هذه السفينة قد تكون مرتبطة بالإغريق القدماء أو القرطاجيين، وهما من أبرز الحضارات التي ازدهرت في منطقة البحر الأبيض المتوسط خلال تلك الفترة، ويعزز هذا الاكتشاف الفهم التاريخي للتجارة والملاحة البحرية في تلك الحقبة الزمنية.

يُعد اكتشاف السفينة قبالة سواحل صقلية إضافة قيمة إلى التراث الأثري العالمي، إذ يلقي الضوء على تقنيات بناء السفن القديمة ويُبرز التقدم الحضاري الذي حققته شعوب البحر الأبيض المتوسط منذ أكثر من 2500 عام.