الجريب فروت وفوائده الصحية.. اكتشاف علمي جديد يفتح باب الحل لتفاعلات خطيرة
منوعات
الجريب فروت وفوائده الصحية.. اكتشاف علمي جديد يفتح باب الحل لتفاعلات خطيرة
26 كانون الثاني 2025 , 14:42 م

يُعرف الجريب فروت بفوائده الصحية المتعددة، ولكنه قد يتسبب بمشكلات خطيرة عند تناوله مع بعض الأدوية، حيث يمكن أن يعزز تأثيرها إلى مستويات خطيرة أو يقلل فعاليتها بشكل كبير، ولكن يبدو أن هناك أملا جديدا في الأفق لحل هذه المشكلة بفضل بحث علمي حديث.

المشكلة تكمن في مركبات "الفورانوكومارين"

تعود هذه المشكلة إلى مركبات تُعرف باسم "الفورانوكومارين" الموجودة داخل الجريب فروت، والتي تؤثر على أكثر من 100 نوع من الأدوية الموصوفة، لهذا السبب يُنصح الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية بتجنب بعض الفواكه، بما في ذلك الجريب فروت.

لكن ماذا لو لم تعد هذه المشكلة موجودة؟

البحث عن الحل في الجينات

قام فريق من مركز "فولكاني" في إسرائيل بدراسة الجينات المسؤولة عن إنتاج مركبات الفورانوكومارين في الجريب فروت والبرتقال الهندي (بوميلو)، ووجدوا مجموعة جينات متعددة في عائلة 2-oxoglutarate-dependent dioxygenase (2OGD)، وهي المسؤولة عن إنتاج هذه المركبات الدفاعية في النبات.

إمكانية تعديل الجريب فروت وراثيا 

تفتح هذه الاكتشافات الباب أمام إمكانية تعديل الجريب فروت والبرتقال الهندي وراثيا لإنتاج أصناف خالية من الفورانوكومارين، والجدير بالذكر أن بعض الفواكه الحمضية الأخرى، مثل البرتقال واليوسفي، لا تحتوي بشكل طبيعي على هذه المركبات.

يقول العالم النباتي يورام إيال من مركز فولكاني:

"يساعدنا هذا البحث على فهم أسباب إنتاج بعض أنواع الحمضيات لمركبات الفورانوكومارين، ويُمكِّن الباحثين ومُربي النباتات من تطوير أصناف خالية من هذه المركبات."

التحليل العلمي والتقنيات المستخدمة

اعتمد الباحثون على مزيج من تقنيات تحليل DNA وRNA، بالإضافة إلى مقارنة الجينات والتزاوج بين الفواكه، لتحديد الاختلافات في إنتاج الفورانوكومارين، وأظهروا أن جينات مختلفة ضمن مجموعة 2OGD مسؤولة عن إنتاج المركبات في أجزاء مختلفة من النبات، مثل الأوراق والجذور، أو في ظروف معينة، كتعرض الأنسجة للهجوم.

ومن بين الجينات المكتشفة، بدا أن الجين Cg2g000710 يلعب دورًا محوريًا في إنتاج الفورانوكومارين، كما اكتشف الباحثون وجود تسلسل DNA مميز مكون من 655 قاعدة يُعرف بـ655-base insertion sequence، يعطل نشاط هذا الجين في بعض الحمضيات الخالية من الفورانوكومارين، مما يشير إلى تطور هذه النباتات عبر الزمن.

أهمية الاكتشاف

يقول الباحثون:

 "لقد قمنا بتحليل الجينوم والتعبير الجيني لجين Cg2g000710 ونظائره، ووجدنا إطار قراءة سليماً لهذا الجين في أوراق الجريب فروت 'Hudson' وجينوم البوميلو، في المقابل كان هذا الجين غائبا تماما في اليوسفي 'Ora'."

يُعد هذا البحث إنجازت كبيرا في علم الأحياء، حيث يُمثل المرة الأولى التي يتم فيها رسم خريطة إنتاج الفورانوكومارين في الحمضيات. وعلى الرغم من أن الباحثين لم يقوموا فعليا بإنتاج جريب فروت خالٍ من الفورانوكومارين، إلا أن الأدوات والمعرفة أصبحت الآن متاحة لتحقيق ذلك.

الخطوة التالية: تطبيق الاكتشاف

قد يساعد هذا الاكتشاف في تجنب العواقب الخطيرة الناجمة عن تفاعلات الأدوية مع الفواكه. ومع ذلك، يتطلب الأمر المزيد من الأبحاث لمعرفة كيفية إنتاج هذه الفواكه المعدلة وراثيا دون التأثير على طعمها أو التسبب في آثار جانبية ضارة.

يختتم الباحثون بالقول:

 "يوفر عملنا الأساس لتطوير أصناف حمضيات آمنة للاستهلاك للأشخاص الذين يعتمدون على الأدوية الموصوفة، سواء من خلال التربية بمساعدة العلامات الجينية أو تعديل الجينوم."

يُظهر هذا البحث أن الحل لمشكلة تأثير الجريب فروت على الأدوية أصبح قريبا، مما يفتح الباب أمام استهلاك هذا النوع المفيد من الفواكه دون قلق من التفاعلات الدوائية.