أمريكا تستعد لإرسال شحنة كبيرة من القنابل إلى الاحتلال الإسرائيلي
أخبار وتقارير
أمريكا تستعد لإرسال شحنة كبيرة من القنابل إلى الاحتلال الإسرائيلي
27 كانون الثاني 2025 , 20:24 م

على الرغم من تعليق مبيعات الأسلحة الأجنبية مؤقتا لمدة ثلاثة أشهر الذي فرضه الرئيس دونالد ترامب، أفادت صحيفة "تايمز" أن الحكومة الأمريكية تستعد لاستئناف شحنة كبيرة من القنابل إلى إسرائيل. الشحنة تشمل 1800 قنبلة من طراز MK-84، وهي نوع من القنابل متعددة الأغراض التي استخدمتها القوات الأمريكية وحلفاؤها بشكل واسع على مدار عقود.

القنبلة MK-84: وصف وقدرة تدميرية هائلة

القنبلة MK-84 هي قنبلة متفجرة من صنع أمريكي، تزن حوالي 900 كجم (2000 رطل)، تعتبر هذه القنبلة من أكبر القنابل في الترسانة الأمريكية، وهي مصممة لإحداث دمار واسع النطاق، حيث يمكنها تدمير الأهداف الصلبة والناعمة على حد سواء، تحتوي القنبلة على شحنة كبيرة من مادة التراينيتروتولوين (TNT) أو ما يعادلها من المواد المتفجرة، وتشتهر بنطاق انفجارها الواسع وقدرتها على اختراق الهياكل قبل الانفجار، نظرا لقوتها التدميرية الهائلة، غالبًا ما تُستخدم ضد الأهداف الاستراتيجية مثل المنشآت العسكرية وخطوط الإمداد والمنشآت المحصنة بشدة.

التحديات المرتبطة باستخدام القنبلة في المناطق الحضرية

على الرغم من فعالية MK-84 في ساحة المعركة، يُعتبر استخدامها في المناطق الحضرية، خصوصا في الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية، محفوفا بالمخاطر، يشكل نطاق انفجارها الكبير وإمكانات التدمير الجانبي مصدر قلق بالغ، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأهداف القريبة من المناطق المدنية، وقد عبر عدد من الضباط العسكريين الأمريكيين عن تحفظاتهم بشأن استخدام مثل هذه الأسلحة في بيئات حيث تُعد حماية المدنيين أولوية، في هذا السياق، أثار استخدام MK-84 في قطاع غزة، العديد من النقاشات في الأوساط الدفاعية.

دعم عسكري أمريكي مستمر لإسرائيل

قرار الولايات المتحدة بتزويد إسرائيل بقنابل MK-84 يأتي في إطار استراتيجية دعم عسكري أوسع استمرت طوال النزاع مع حماس في غزة، يشمل هذا الدعم مختلف أنواع الذخائر التي تساعد إسرائيل على مواجهة التحديات في ساحة المعركة المعقدة، حيث أنشأت حماس شبكة واسعة من الأنفاق والمنشآت تحت الأرض في المناطق السكنية الكثيفة، ورغم أن البعض يرى أن القوة التدميرية للقنبلة قد تؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين، إلا أن المؤيدين يرون في هذه القنابل أداة فعالة ضد المواقع المحصنة لحماس. قدرتها على استهداف المنشآت الصلبة مثل الأنفاق ومخازن الأسلحة ومراكز القيادة تمنح الجيش الإسرائيلي ميزة حاسمة في القضاء على بنية حماس التحتية.

منصات الطائرات المقاتلة التي يمكنها إطلاق قنابل MK-84

تعد قنبلة MK-84 سلاحا متعدد الاستخدامات يمكن إطلاقه من عدة منصات طائرات مختلفة، مما يجعلها أداة فعالة في العمليات المشتركة عبر مسارح الحروب المتنوعة، عادةً ما تُسقط القنبلة بواسطة طائرات مجهزة برفوف قنابل متخصصة، وهي متوافقة مع مجموعة واسعة من الطائرات المقاتلة، بما في ذلك الطائرات الأمريكية والإسرائيلية من طراز F-15 و F-16، التي تُعتبر من العناصر الأساسية في القدرات التكتيكية لسلاح الجو الإسرائيلي، تستطيع هذه الطائرات توجيه قنابل MK-84 بدقة بفضل أنظمة الاستهداف المتقدمة، مما يضمن إطلاقها بفعالية عالية.

استخدام الطائرات الشبح F-35 والقاذفات الاستراتيجية

كما أن الطائرات المقاتلة الشبحية F-35 التابعة لإسرائيل قادرة على حمل وإطلاق قنابل MK-84. بفضل تقنيتها المتقدمة وأنظمة الطيران الإلكترونية الحديثة، يمكن للطائرة F-35 توصيل هذه القنابل الثقيلة مع الحد الأدنى من خطر الكشف، مما يجعلها مفيدة بشكل خاص في العمليات عالية المخاطر التي تتطلب التسلل والمفاجأة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للطائرات الاستراتيجية الأمريكية مثل قاذفات B-52 و B-1B Lancer و B-2 Spirit حمل MK-84، ولكن استخدام هذه الطائرات سيكون مقتصرا على المهمات الاستراتيجية الكبرى.

استئناف شحنات القنابل الأمريكية في وقت حساس

تأتي شحنة قنابل MK-84 في وقت حاسم حيث تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة.د، بعد تعليق مؤقت لمبيعات الأسلحة الأجنبية، تُعد هذه الشحنة إشارة إلى العودة إلى الوضع الطبيعي في الدعم الدفاعي، خلال فترة إدارة بايدن، أرسلت الولايات المتحدة مجموعة من الذخائر إلى إسرائيل، بما في ذلك الذخائر الدقيقة التوجيه والقنابل والذخيرة، لتعزيز دفاعاتها. رغم الضغوط الداخلية والخارجية التي تواجهها إدارة بايدن بشأن استمرار إمداد إسرائيل بالأسلحة، فإن المسؤولين الأمريكيين دافعوا عن هذا الدعم بالإشارة إلى أهمية ضمان حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وقدرتها على مكافحة التهديدات التي تمثلها حماس.

على الرغم من أن قنبلة MK-84 تعد واحدة من أكثر القنابل تدميرا في ترسانة الولايات المتحدة، فإن دورها في الحروب الحديثة يتوازن مع خطر التدمير الجانبي، مع استمرار النزاع بين إسرائيل وحماس، من المحتمل أن تظل قضية استخدامها في البيئات الحضرية محل جدل، ولكن فعاليتها في استهداف المنشآت المحصنة في غزة تضمن استمرار استخدامها في المخزون العسكري الإسرائيلي.