قنبلة من العيار الثقيل جدًا بوجه الرئيس ميقاتي.. الرئيس برّي ينفي موافقته على التمديد ل18 شباط كما زعم ميقاتي
مقالات
قنبلة من العيار الثقيل جدًا بوجه الرئيس ميقاتي.. الرئيس برّي ينفي موافقته على التمديد ل18 شباط كما زعم ميقاتي
عدنان علامه
28 كانون الثاني 2025 , 05:15 ص


عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

فجر الرئيس بري قنبلة من العيار الثقيل جدًا بوجه ميقاتي حين نفى

موافقته على التمديد ل18 شباط كما زعم.

وجاء تعليق رئيس مجلس النواب، الاستاذ نبيه بري، على تصريح رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، بعد لقائه الوفد الأميركي اليوم، «بأنه تشاور معنا حول إعطاء مهلة إلى 18 شباط المقبل مقابل الضغط لوقف الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية»، قائلاً: «الحقيقة هي أنني اشترطت وقفاً فورياً لإطلاق النار والخروقات وتدمير المنازل وغيرها بالإضافة للتعهد بموضوع الأسرى».

وأشار بري إلى أنه اتصل برئيس الجمهورية، جوزاف عون، <<متمنياً عليه تبني هذا الاقتراح>>.

خلال متابعتي للأحداث في الساعات الأولى لصباح هذا اليوم توقفني خبر صادر عن البيت الأبيض حوالي الساعة 01:00 مضمونه : "أعلن البيت الأبيض تمديد الاتفاق اللبناني الإسرائيلي حتى 18 فبراير المقبل، وبدء محادثات بوساطة أمريكية بشأن إعادة الأسرى اللبنانيين الذين تم أسرهم بعد 7 أكتوبر 2023".

وتفاجأت بسرعة رد الرئيس ميقاتي الذي يجب أن يسجّل في سجل غينيس للأرقام القياسية في الإستجابة للأوامر الأمريكية؛ فقام مكتب الرئيس ميقاتي وبعد عدة دقائق بإصدار لتالي:

1- تشاورت مع الرئيسين عون وبري في شأن المستجدات الحاصلة في الجنوب وفي نتيجة الاتصالات التي جرت مع الجانب الأميركي.

2- تتابع اللجنة تنفيذ كل بنود تفاهم وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701.

ونتيجة لهذا التسرع غير العادي والإستثنائي كتبتُ مقالي وهو بعنوان : "ترامب يأمر وميقاتي يمتثل ويصدر أمرًا لم يعد من صلاحيته ليُثَبِّتَ الإحتلال في أرض الجنوب، وليضع لبنان على فوهة بركان"، وهو موجود على موقع إضاءات وصفحتي على الفيسبوك.

فالرئيس ميقاتي في سرعة تنفيذ الأوامر الأمريكية خدمة للعدو الصهيوني يكون قد وضع نفسه في دائرة الشبهة الإتهام مرة جديدة بعد صمته التام وعدم تصديه لإقتراف قوات الإحتلال المئات من جرائم الحرب والجرائم في الجنوب اللبناني.

فتثبيت إحتلال العدو للأراضي اللبنانية لمدة 18 يومًا إضافية أمر مرفوض، وكان يستحق التريث والدراسة والمزيد من المشاورات، ووضع خطة للمناورات دون إعطاء أية مكاسب للعدو.

فالحكمة تقضي بإبلاغ الرئيس ترامب النرجسي بأقصى درجاته : "سندرس إقتراحكم (وليس أوامركم) في الصباح فالوقت متأخر الآن".

َفإني لم أجد أي مبرر لتفسير هذا التسرع من الرئيس ميقاتي سوى التبعية التامة أَمريكا، بدلًا من السعي الحثيث لتحرير لبنان من براثن الإحتلال في أسرع وقت، بدلًا من تثبيت إحتلاله ل 18 يومًا إضافيًا؛ علمًا بأن لجنة مراقبة وقف إطلاق النار والرئيس ميقاتي قد غابوا كليًا عن السمع طيلة 60 يوما لإيقاف تفجير المنازل وحتى المساجد وحرث الطرقات وتخريب الأراضي الزراعية والبنى التحتية الطرقات.

والغريب بأن العدو الصهيوني قد وجه أصابع الإتهام للجنة وللرئيس ميقاتي بأنه ينفذ في الجنوب اللبناني التفاهمات المتفق عليها وفقًا لإتفاقية وقف إطلاق النار. وهذا يؤكد وجود تفاهم سري بموازاة إتفاقية وقف إطلاق النار يقضي بإعطاء العدو الصهيوني الضوء الأخضر بتنفيذ أهدافه؛ والدليل على ذلك، عدم تحرّك اللجنة وحضرتكم قيد أنملة لوقف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي إقترفها جنود الإحتلال وبشكل يومي وطيلة 60 يومًا.

وقد حضرني موقف الرئيس لحود بعد فرار جيش الإحتلال من لبنان في العام 2000 دون قيد أو شرط، وحين طلبت منه وزيرة الخارجية الأمريكية َادليو أولبرايت إصدار بيان يؤكد فيه إنسحاب جيش إلإحتلال من لبنان حتى الحدود الدولية، فاستمهلها وتأكد من كبار الضباط عن الوضع الميداني، وجاء الرد بالنفس. فأبلغوها الرئيس بأنه لن يفعل، لأن الواقع ينافي ذلك. فقالت له وهل تعرف مع من تتكلم؛ فرد الرئيس المقاوم إميل لحود : "أعرف، ولكن الوقت متأخر وأريد أن أنام، وأقفل الخط بوجهها.

وهذا ما أضافه الرئيس لحود : "إسألوا اولبرايت التي أقفلتُ خط الهاتف بوجهها بعد أن قلت لها إنّني لست بوارد التفريط بأيّ شبر من أرض بلدي...".

فالرئيس لحود لم يكترث لأية تهديد بالعقوبات عليه.

آمل أن تحتذوا بهذا الرئيس المقاوم؛ وكان الأجدى أن تقولوا لترامب ولغيره "إنّني لست بوارد التفريط بأيّ شبر من أرض بلدي..."، وأن الوقت متأخر أريد أن أنام.

وإن غدًا لناظره قريب

28 كانون الثاني/يناير 2025 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري