تأخر مرحلة
دراسات و أبحاث
تأخر مرحلة "النوم العميق مع الأحلام"؟ قد يكون إنذار مبكر للزهايمر
29 كانون الثاني 2025 , 12:40 م

 أظهرت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يستغرقون وقتا أطول للدخول في مرحلة " النوم العميق مع الأحلام " (REM) قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر، نُشرت هذه النتائج في 27 يناير في مجلة "الزهايمر والخرف"، حيث أشار الباحثون إلى أن تأخر هذه المرحلة يعطل قدرة الدماغ على توحيد الذكريات، مما يؤثر سلبا على عملية التعلم والتذكر.

كيف يؤثر تأخر النوم العميق على الدماغ؟  

قالت الباحثة الرئيسية، الدكتورة يويي لنج، الأستاذة المساعدة في قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: "إذا كانت مرحلة النوم العميق مع الأحلام غير كافية أو متأخرة، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة هرمون الإجهاد الكورتيزول، مما يؤثر على منطقة الحصين في الدماغ، وهي منطقة حاسمة لتوحيد الذكريات."  

وأضافت لنج أن الدراسات السابقة أظهرت أن جودة النوم وكميته يمكن أن تؤثر على خطر الإصابة بالزهايمر. في هذه الدراسة، ركز الباحثون على مرحلة النوم العميق مع الأحلام لأن الدماغ خلالها يعالج الذكريات، خاصة تلك المرتبطة بالعواطف، ويخزنها على المدى الطويل.  

مراحل النوم ودورها في صحة الدماغ  

خلال النوم، تحدث مرحلة النوم العميق مع الأحلام بعد ثلاث مراحل من النوم الخفيف، والتي تكون كل منها أعمق من سابقتها، تستغرق هذه المراحل الأربع 90 دقيقة أو أكثر، وقد يتكرر هذا الدوران من أربع إلى خمس مرات خلال الليل.  

 تفاصيل الدراسة ونتائجها  

في هذه الدراسة، تابع الباحثون 128 شخصا بمتوسط عمر 70 عاما، كانوا يتلقون العلاج في قسم الأعصاب بمستشفى الصداقة الصينية اليابانية في بكين. نصف المشاركين كانوا مصابين بالزهايمر، بينما كان الثلث يعاني من ضعف إدراكي خفيف، وهو مؤشر تحذيري للإصابة بالمرض.  

خلال الدراسة، نام المشاركون في العيادة بينما تتبع الباحثون نشاط موجات أدمغتهم وحركة العينين ومعدل ضربات القلب والتنفس، تم تقسيم المرضى إلى مجموعتين بناءً على توقيت دخولهم في مرحلة النوم العميق مع الأحلام.  

أظهرت النتائج أن المرضى الذين تأخروا في الدخول إلى هذه المرحلة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر، كما كانت لديهم مستويات أعلى من البروتينات السامة المرتبطة بالمرض، مثل الأميلويد والتاو، بالإضافة إلى ذلك كان لديهم مستويات أقل بنسبة 39% من البروتين الصحي "عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ" (BDNF)، الذي تنخفض مستوياته لدى مرضى الزهايمر.  

 هل النوم السيء يسبب الزهايمر أم العكس؟  

ومع ذلك، لم تستطع الدراسة تحديد ما إذا كان تأخر مرحلة النوم العميق مع الأحلام يؤدي إلى الزهايمر أم أن المرض نفسه يتسبب في هذا التأخر، وأشار الباحثون إلى أن تحسين جودة النوم قد يساعد في الوقاية من المرض، مستشهدين بدراسات سابقة على الفئران ربطت بين استخدام مكملات الميلاتونين وانخفاض مستويات بروتينات التاو والأميلويد.  

 نصائح للحفاظ على صحة الدماغ  

وقالت لنج: "يجب أن تركز الأبحاث المستقبلية على تأثير الأدوية التي تؤثر على أنماط النوم، حيث قد تساعد في تعديل تطور المرض."  

في الوقت الحالي، ينصح الباحثون الأشخاص المهتمين بصحة أدمغتهم بتحسين عادات النوم، مثل علاج انقطاع النفس النومي وتجنب الإفراط في شرب الكحول، حيث يمكن أن يتداخل كلاهما مع دورة النوم الصحية، كما نصحوا المرضى الذين يتناولون مضادات الاكتئاب والمهدئات التي تقلل من مرحلة النوم العميق مع الأحلام بمناقشة مخاوفهم مع أطبائهم إذا كانوا قلقين بشأن الإصابة بالزهايمر.  

بهذه النصائح والتفاصيل، يمكن للأفراد اتخاذ خطوات استباقية لحماية صحتهم الدماغية وتقليل خطر الإصابة بالزهايمر.