إيران تطلق صاروخ بدر المضاد للدبابات.. تحديث كبير في القدرات العسكرية البرية
أخبار وتقارير
إيران تطلق صاروخ بدر المضاد للدبابات.. تحديث كبير في القدرات العسكرية البرية
30 كانون الثاني 2025 , 14:08 م

كما أوردت تقارير موقع "باتاراميس" في 28 يناير 2025، أجرت إيران أول اختبار موثق علنياً لصاروخها الجديد المضاد للدبابات "بدر"، ويبدو أن هذا النظام هو نسخة معدلة من صاروخ "الماس"، حيث تم تقليل عيار الصاروخ من 130 ملم إلى 110 ملم، ويتميز صاروخ "بدر" بأنه سلاح يعمل بنظام "أطلق وانسَ"، يمكن تشغيله بواسطة فرد واحد، ويصل مداه التشغيلي إلى كيلومترين، وهو مصمم لمكافحة المركبات المدرعة، وقد أدى تقليل العيار إلى نقاشات حول تخفيف الوزن وتحسين قابلية النقل للمشغلين الأفراد، ويسمح التصميم الأخف بتمكين جندي واحد من حمل النظام ونشره دون الحاجة إلى أفراد إضافيين أو إعدادات معقدة، وتشير المواصفات المتاحة إلى أن صاروخ "بدر" قادر على اختراق ما يصل إلى 60 سنتيمتراً من الدروع،ويبلغ زمن طيران الصاروخ 13 ثانية، بينما يبلغ وزنه الإجمالي حوالي 15 كيلوجراماً، مما يساهم في سهولة استخدامه.

اختبارات عسكرية حديثة

خلال مناورات عسكرية إيرانية حديثة في المنطقة الغربية من البلاد، تم اختبار صاروخ "بدر" إلى جانب أنظمة أسلحة أخرى، وشملت هذه المناورات، التي أجريت على محور "قصر شيرين" إلى "نفت شهر"، عمليات مشتركة باستخدام منصات مثل طائرات "أبابيل" و"آرش نزاجة" الهجومية بدون طيار، وقد تم استخدام هذه الأنظمة غير المأهولة في هجمات منسقة ومهام تدمير أهداف، مما يظهر جهود إيران لدمج الذخائر الموجهة بدقة في عملياتها العسكرية.

تصريحات قيادية

صرح العميد كريم تشيشاك، نائب رئيس أركان عمليات القوات البرية الإيرانية، بأن صاروخ "بدر" كان أحد الأسلحة الجديدة التي تم تقييمها خلال هذه المناورات، ومن المتوقع أن يحل نظام صاروخ "بدر" المضاد للدبابات محل الأنظمة القديمة، مثل صواريخ "ساعد" المضادة للدبابات، والتي كانت تستخدمها القوات الإيرانية والمجموعات المتحالفة معها في العراق واليمن وسوريا ولبنان، وهذا يشير إلى أن صاروخ "بدر" قد يتبع نمط نشر مماثل.

 تحليل لقطات الاختبار

تم تحليل لقطات إطلاق الصاروخ، حيث أشار بعض المحللين إلى أن صاروخ "بدر" قد يستخدم مسار هجوم بزاوية عالية، مما قد يشير إلى قدرة على الهجوم من الأعلى، وعلى الرغم من عدم تأكيد ذلك رسمياً، فإن هذه الميزة قد تعزز فعالية الصاروخ ضد المركبات المدرعة من خلال استهداف المناطق الأقل حماية، بالإضافة إلى ذلك فإن تقليل العيار مقارنة بصاروخ "الماس" (وهو نسخة من الصاروخ الإسرائيلي المضاد للدبابات) ليس واضحاً بسهولة، ولكنه يساهم في تقليل الوزن وزيادة قابلية النقل، وقد لاحظ بعض المعلقين أن الاستقرار أثناء الإطلاق يعد عاملاً حاسماً للمشغلين، ولكن نظام "أطلق وانسَ" يبسط استخدام الصاروخ من خلال إلغاء الحاجة إلى التوجيه اليدوي بعد الإطلاق.

تطور الصواريخ المضادة للدبابات في إيران

تعود جهود إيران في تطوير الصواريخ المضادة للدبابات إلى سبعينيات القرن الماضي، عندما حصلت على صواريخ "بي جي إم-71 تاو" الأمريكية في عام 1971. وخلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، سعت إيران إلى تطوير قدرات محلية في هذا المجال، مما أدى إلى إنتاج صاروخ "طوفان"، وهو نسخة معكوسة الهندسة من صاروخ "تاو". وأصبح "طوفان" أساس صناعة الصواريخ المضادة للدبابات في إيران، حيث بدأ الإنتاج التسلسلي في أواخر الثمانينيات، كما طورت إيران صاروخ "رعد"، الذي تم تصميمه على غرار الصاروخ السوفيتي "9 إم 14 إم ماليوتكا" (AT-3b Sagger)، ودخل مرحلة الإنتاج الكمي في عام 1988 وتم الكشف عنه علناً في عام 1997. ومع مرور الوقت، وسعت إيران ترسانتها من الصواريخ المضادة للدبابات، حيث قدمت إصدارات أكثر تطوراً من "طوفان" وأنظمة أخرى ذات قدرات توجيه واختراق محسنة.

التطورات الحديثة

في السنوات الأخيرة، وسعت إيران قدراتها المضادة للدبابات من خلال تطوير ونشر أنظمة صاروخية متعددة، فقد قدمت الحرس الثوري الإيراني نسخة أرضية من صاروخ "الماس" المضاد للدبابات في يوليو 2021، وهو نظام يهاجم من الأعلى ويصل مداه إلى 8 كيلومترات، وفي أبريل 2023، أجرى الحرس الثوري اختباراً لصاروخ "صديد-365" المضاد للدبابات، والذي يمتلك مدى مماثلاً يبلغ 8 كيلومترات، وفي فبراير 2024، كشفت إيران عن نظام صاروخ "شفق"، المصمم لمهاجمة الأهداف المدرعة على مسافات تصل إلى 20 كيلومتراً، وتشير هذه التطورات إلى جهود إيران لتحسين أنظمة الذخائر الموجهة المضادة للدروع وزيادة المدى التشغيلي لأسلحتها المضادة للدبابات. بالإضافة إلى ذلك، أعادت إيران تركيز جهودها على تطوير أنظمة صاروخية محلية، بما في ذلك الصاروخ الأسرع من الصوت "فتاح"، وصاروخ "باوه"، والصاروخ الباليستي "خوررمشهر-4"، لدعم استراتيجيتها الدفاعية وتعزيز قدرات قواتها المسلحة.