وصل السيل الزبى في الشأن الفلسطيني، شعب فلسطين يستحق قيادة بمستوى التضحيات والمخاطر والتحديات
مقالات
وصل السيل الزبى في الشأن الفلسطيني، شعب فلسطين يستحق قيادة بمستوى التضحيات والمخاطر والتحديات
رشيد شاهين
1 شباط 2025 , 16:42 م


كتب الأستاذ رشيد شاهين

منذ اعلان المنظمة ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني في مؤتمر القمة العربي الذي انعقد في المغرب سنة 1974، اصبحت المنظمة " بقرة مقدسة" لا يجوز المساس بها او " بقدسيتها" علما انها لم يتم انتخابها او استشارة اي من ابناء فلسطين بشأنها ولم يجر استفتاء عليها بحيث تأخذ شرعيتها من خلال ابناء الشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده.

هذا الامر برأيي الشخصي لا بد ان ينتهي، وان يتم وضع حد له من خلال استفتاء او إنتخابات حقيقية، نزيهة وشفافة تجري في جميع اماكن تواجد الشعب الفلسطيني.

خلال الحرب الاجرامية على غزة وعلى مدار 15 شهر من شلال الدم، كانت المنظمة المذكورة اقرب إلى صفوف الحياد حتى لا نقول الاعداء منها الى صف ابناء غزة وكذا الامر في جنين وجميع مواقع الاشتباك و المقاومة في الضفة الغربية.

ما يرد في هذه المقالة، ليس بالضرورة هي الاسباب التي تحعلني ادعوا الى ما ورد في العنوان، وانما هي جزء، او أقل القليل من عديد الاسباب التي هي اكثر اهمية بكثير مما في هذه المقالة، وقد يلزم لسرد الاسباب التي تستدعي وجود قيادة افضل للشعب الفلسطيني عشرات وربما مئات الصفحات لذكر رزايا القيادة والى اي منحدرات اخذت فلسطين شعبا وقضية.

على سبيل المثال لا الحصر، وبتقديري المتواضع ان اعلان الرئيس المأفون دونالد ترمب عن رغبته بتطهير غزة من اهلها الفلسطينيين وترحيلهم الى مصر والاردن "بشكل خاص" لم يلق التفاعل اللازم او ردود الفعل المناسبة من " القيادة الفلسطينية"، علما بان هذه الدعوة تعتبر واحدة من اخطر ما تم الدعوة إليه منذ وعد بلفور وهي كما ارى اكثر خطورة من ذلك الوعد المشؤوم.

اعتقد ان الحد الادنى المطلوب للرد على تلك الدعوة " المجنونة" كانت تستدعي على الاقل اجتماعات ثنائية او ثلاثية ان امكن مع قادة الاردن ومصر، " بعد ايام عديدة يبدو ان هنالك اجتماعات سيعقد" او ان تتم الدعوة لاجتماع قمة عربية سواء على مستوى القادة او وزراء الخارجية، كما انها تستدعي إثارة الموضوع على مستوى مجلس الامن.

الواضح ان لدى شعب فلسطين قيادة تعيش خارج سياق الاحداث، وهي لم ترتق في اي من شخوصها الى مستوى " رجال الدولة" وتعمل ضمن سياقات حزبية او فصائلية وتهتم بصغائر الامور لا بالمسائل التي تضرب عصب القضية.

القيادة الفلسطينية تعمل ضمن " برنامج مناكفة" او منافسة مع فصائل المقاومة ليس الا.

العلاقة على سبيل المثال مع الامارات العربية المتحدة " بغض النظر عن اي شيء، للقيادة علاقات مع دول معادية ومنها كيان الصهاينة" مرتبطة برغبات ومماحكات تتعلق بالرئيس القائد، وهي كذلك في معظم العلاقات، تعتمد على " مزاج" سيادته، ورغباته وربما مصالحه الخاصة.

وعلى سبيل المثال، الزيارة التي قام بها رئيس حكومة سلطة رام الله محمد مصطفى، الى دمشق تأتي في سياق عدم ترك " الساحة السورية " حكرا على حركة حماس وخوفا من ان تستأثر حماس وغيرها من الفصائل تمثيل الفلسطينيين او استقطابهم وتجييشهم لصالحها في سوريا ولا علاقة لها بالبحث الجدي الجاد في موضوع اعادة اعمار مخيم اليرموك الذي تحول الى كومة من الركام بفعل الحرب هناك، هذا المخيم متروك منذ عشرة اعوام بدون اعمار او اي اهتمام من قيادة المنظمة.

هذا الامر ينطبق على لبنان و العلاقة مع ابناء المخيمات الفلسطينية هناك، حيث انه وعندما زار الشهيد اسماعيل هنية تلك المخيمات قامت الدنيا ولم تقعد احتجاجا وتم إرسال موفد رئاسي الى لبنان ليقوم بزيارة " مضادة" وبدلا من ذلك ذهب ليجتمع مع مجرم مدان شارك بذبح الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا.

من يريد او لديه الرغبة في تمثيل شعب مثل الشعب الفلسطيني العظيم خاصة بعد الملحمة التاريخية في غزة عليه ان يرتقي الى مستوى الاحداث وان يخرج من " قوقعة" العقلية الفصائلية والحزبية المريضة التي اضرت وما زالت تضر بالشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وان يمارس دور رجل الدولة وان يكون رئيسا لكل الشعب الفلسطيني من خلال عملية ديمقراطية شفافة ونزيهة وان تجري حيثما تواجد ابناء الشعب الفلسطيني حيثما امكن.

1-2-2025 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري