قد تكون الشمس على وشك إطلاق توهج عنيف، وفقا لدراسة حديثة، على الرغم من أن الشمس تبدو للرائي العادي كجسم ثابت ولا يتغير، إلا أن الواقع مختلف تماما، الشمس عبارة عن كتلة متوهجة من البلازما – غاز مشحون كهربائيا – تتأثر بشكل دائم بالمجال المغناطيسي للشمس، تعد عدم القدرة على التنبؤ بنشاط الشمس أحد التحديات التي تواجه علماء الفيزياء الشمسية الحديثة.
التحدي: عدم القدرة على التنبؤ بآثار الانبعاثات الكتلية الإكليلية
تعد الانبعاثات الكتلية الإكليلية (CMEs) أحد الجوانب التي يصعب التنبؤ بآثارها بدقة، هذه الانبعاثات هي انفجارات هائلة للبلازما تنطلق من إكليل الشمس إلى الفضاء بسبب اضطرابات في المجال المغناطيسي الشمسي، غالبا ما ترتبط هذه الأحداث بالتوهجات الشمسية وتحدث عندما تعيد خطوط المجال المغناطيسي تنظيم نفسها فجأة، مما يؤدي إلى إطلاق كميات هائلة من الطاقة.
سرعة وتأثير الانبعاثات الكتلية الإكليلية
يمكن أن تنتقل الانبعاثات الكتلية الإكليلية بسرعات تتراوح من بضع مئات إلى عدة آلاف من الكيلومترات في الثانية، وقد تصل إلى الأرض في غضون أيام إذا كانت مسارتها في اتجاهنا، عند وصولها، يمكن أن تتفاعل مع الغلاف المغناطيسي للأرض وتسبب عواصف مغناطيسية، مما قد يعطل الاتصالات الفضائية وأنظمة تحديد المواقع العالمية (GPS) وشبكات الطاقة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي إلى نشاط شفقي مذهل، مما يخلق عروضا رائعة للشفق القطبي.
الحل: الذكاء الاصطناعي يتنبأ بالنشاط الشمسي
في دراسة أجراها فريق من علماء الفلك بقيادة سابرينا غواستافينو من جامعة جنوة، تم تطبيق الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالأحداث المرتبطة بالعاصفة الشمسية التي حدثت في مايو 2024، بما في ذلك التوهجات الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية من المنطقة المسماة AR13664.
نتائج مذهلة باستخدام الذكاء الاصطناعي
استخدم الفريق تقنيات التعلم الآلي لتحليل كميات هائلة من البيانات التي تم جمعها سابقا، للكشف عن أنماط معقدة كان من الصعب اكتشافها باستخدام الطرق التقليدية، كانت العاصفة الشمسية في مايو 2024 فرصة مثالية لاختبار قدرة الذكاء الاصطناعي على التنبؤ بالنشاط الشمسي، وفقا للدراسة، أظهرت التنبؤات "دقة غير مسبوقة مع تقليل كبير في عدم اليقين مقارنة بالطرق التقليدية".
تأثير الدراسة على الحياة على الأرض
يمكن أن يكون لعواصف الانبعاثات الكتلية الإكليلية تأثيرات كبيرة على الأرض، بما في ذلك انقطاع التيار الكهربائي وتعطل الاتصالات والأقمار الصناعية، لذلك يعد تطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالنشاط الشمسي تقدما مثيرا، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يحصل مراقبو السماء على تنبؤات أفضل لنشاط الشفق القطبي.
مستقبل واعد للتنبؤ بالطقس الفضائي
تظهر هذه الدراسة أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة قوية للتنبؤ بالعواصف الشمسية وتأثيراتها على الأرض، مع تحسن هذه التقنيات، يمكن أن نكون أكثر استعدادا لمواجهة التحديات التي تطرحها الشمس على حياتنا اليومية.



