اللافت أن رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير أعلن عددًا جديدًا عن قتلى العدو منذ 7 أكتوبر 2023 ؛ كما إستعمل ولأول مرة تعبيرًا ملطفًا عن قتلى الجيش حين قال إن 5942 عائلة إسرائيلية جديدة، انضمت إلى قائمة الأسر الثكلى خلال عام 2024.
وللعلم كان العدد المعلن هو 900 قتيل؛ أي 15% فقط من العدد الحقيقي.
وأعداد القتلى المرتفع َمن جيش العدو وإنعدام الروح القتالية لدى الجنود كانا السبب الرئيسي لطلب نتنياهو وقف إطلاق النار على جبهتي لبنان وغزة.
و لكن حصل تفريط من المفاوض اللبناني الذي، لم يحرص على حفظ دماء الشهداء. ففرَّط بالسيادة وسلامة لبنان ووحدة أراضيه؛ بدليل أن مجلس الأمن والأمم المتحد وقوات اليونيفيل والجيش اللبناني لم يتدخلوا قيد إنملة لردع إعتداءات العدوان الصهيوني.
فالعدو لديه ضوء أخضر أمريكي وقد فجر جنود العدو عددًا كبيرًا من المنازل وخرَْب البنى التحتية في فترة وقف إطلاق النار أكثر مما دمر في العدوان على لبنان بقذائف زنة 2000 باوند ومعظم الصواريخ كانت أجسامها ممزوجة باليورانيوم المنضب وللأسف طال الضغط الأمريكي الدولة اللبنانية بكافة أركانها الذين قبلوا التمديد الذين فرضه ترامب حتى 18 شباط.
عدنان علامه /عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
الوقت- قال إيال زامير رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن 5942 عائلة إسرائيلية جديدة، انضمت إلى قائمة الأسر الثكلى خلال عام 2024، بينما تم استيعاب أكثر من 15 ألف مصاب في نظام إعادة التأهيل.
وافاد المركز الفلسطيني للاعلان ان زامير قال في بيان له، بثته /القناة 12/ الإسرائيلية، الأحد الماضي، وجاء في معرض إشارته الى عواقب القتال المستمر، داعيا إلى ضرورة الاهتمام بأسر الجرحى والقتلى، وقال إنه “يتعين علينا ضمان حصولهم على الدعم والمساعدة المناسبين”.
ويرى الخبراء في الشأن الإسرائيلي أن تعبير “قائمة الأسر الثكلى” مستخدم في أدبيات جيش الاحتلال كمصطلح يدل على أعداد الأسر التي تأكد مقتل أحد أفرادها من العسكريين خلال الحرب.
ورغم التكتم الشديد على حجم خسائر الجيش، فقد نشرت بعض المصادر الإسرائيلية على وسائل التواصل الاجتماعي أن نظام الإحصاءات في المستشفيات سجل أن مجموع عدد القتلى الإسرائيليين نتيجة الحرب في غزة ولبنان والضفة الغربية وصل إلى 13 ألف قتيل.
وكان يوسي يهوشع المحلل العسكري لصحيفة /يديعوت أحرنوت/ قد رجح في تقرير سابق أن يكون الجيش الإسرائيلي فقد العام الماضي بسبب الحرب على قطاع غزة المئات من القادة والجنود، إضافة إلى نحو 12 ألف جريح ومعاق.
وتعتبر الأرقام الجديدة -التي نشرها رئيس هيئة الأركان المعين- مخالفة تماما لبيانات الجيش السابقة التي كانت تتحدث فقط عن نحو 900 قتيل.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي يحافظ على إخفاء خسائره في الحرب، ويورد أرقاما قليلة جدا لعدد قتلاه وجرحاه على الجبهات المختلفة، إلا أن تقريرا نشرته صحيفة /هآرتس/ بمناسبة مرور عام على الحرب تحدث عن 12 ألف جندي جريح ومعاق تم نقلهم إلى قسم إعادة التأهيل التابع لوزارة الجيش.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني المنصرم، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى من 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم في الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
وارتكبت قوات الاحتلال بدعم أميركي بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.



