ظاهرة لا نينيا تعود وتبرد المحيط الهادئ وتسبب اضطرابات مناخية عالمية
منوعات
ظاهرة لا نينيا تعود وتبرد المحيط الهادئ وتسبب اضطرابات مناخية عالمية
9 شباط 2025 , 15:31 م

عادت ظاهرة لا نينيا، التي تؤدي إلى تبريد المحيط الهادئ وإحداث تغيرات كبيرة في أنماط الطقس العالمية, ورغم أن NOAA أكدت وجودها، إلا أنها ضعيفة وقصيرة الأمد ولن تعكس اتجاه الاحترار العالمي المتزايد، لكنها قد تؤدي إلى عواصف وجفاف واختلافات مناخية واضحة.

وصول لا نينيا إلى المحيط الهادئ

بعد سبعة أشهر من الترقب، ظهرت لا نينيا أخيرا في المحيط الهادئ الشرقي خلال ديسمبر 2024، لكن العلماء يتوقعون أن تكون قصيرة الأمد، مع احتمالية عودة الظروف الطبيعية بحلول ربيع 2025.

تحدث لا نينيا عندما تدفع الرياح التجارية القوية المياه الباردة العميقة إلى السطح، مما يؤدي إلى انخفاض درجات حرارة المحيطات بالقرب من خط الاستواء، هذه الظاهرة تؤثر على الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى تغييرات كبيرة في مستويات الرطوبة وأنماط الطقس العالمية.

تأكيد NOAA لظروف لا نينيا

في تقرير صادر بتاريخ 9 يناير 2025، أكد مركز التنبؤات المناخية التابع لـ NOAA أن درجات حرارة سطح البحر كانت أقل من المتوسط بمقدار 0.7 درجة مئوية في منطقة نينيو 3.4 بالمحيط الهادئ الاستوائي.

وظهرت بصمات لا نينيا في شكل انخفاض مستويات سطح البحر، حيث تؤدي المياه الباردة إلى انكماش المحيط، على العكس، تؤدي المياه الدافئة إلى تمدد المحيط وارتفاع مستوياته، مما يجعل تأثير لا نينيا واضحا في صور الأقمار الصناعية التي ترصد التغيرات في ارتفاع سطح البحر.

رصد لا نينيا من الفضاء

يتم تتبع تأثيرات لا نينيا عبر القمر الصناعي Sentinel-6 Michael Freilich، والذي يوفر بيانات دقيقة حول اختلاف مستويات سطح البحر. وتشير التقديرات إلى أن هذه الظاهرة ليست قوية مقارنة بالسنوات السابقة، حيث كانت درجات الحرارة في المحيط الهادئ في يناير 2011 أقل بمقدار 1.6 درجة مئوية عن المتوسط، مقارنة بـ 0.7 درجة مئوية فقط في يناير 2025.

اضطرابات الطقس العالمية بسبب لا نينيا

تؤدي لا نينيا إلى تغييرات ملحوظة في التيارات الجوية، مما يسبب زيادة هطول الأمطار في بعض المناطق والجفاف في مناطق أخرى.

في المحيط الهادئ الغربي، قد تشهد إندونيسيا وأستراليا ارتفاعا في معدلات الأمطار.

في أمريكا الجنوبية، قد تعاني البرازيل والأرجنتين من ظروف جافة، بينما تزداد الأمطار في أمريكا الوسطى.

في أمريكا الشمالية، يصبح شمال غرب المحيط الهادئ أكثر برودة وعواصف، بينما تكون الولايات الجنوبية والمكسيك أكثر دفئا وجفافا.

هل لا نينيا تقلل من ارتفاع درجات الحرارة العالمية؟

تمثل ظاهرة ENSO عاملاً طبيعيا يؤثر على التقلبات السنوية في درجات الحرارة العالمية، ورغم أن لا نينيا تؤدي إلى تبريد المحيط الهادئ، فإنها لا تعكس الاتجاه العام للاحترار العالمي، حيث شهد العالم بعضا من أكثر السنوات حرارة بالتزامن مع وجود لا نينيا، مثل عامي 2010 و2020.

رغم أن لا نينيا الحالية ضعيفة نسبيا، فإنها لا تزال تؤثر على أنماط الطقس العالمية، مما يؤدي إلى عواصف وأمطار غزيرة في بعض المناطق، وجفاف في مناطق أخرى، وبينما قد تختفي هذه الظاهرة بحلول ربيع 2025، سيظل تأثيرها محسوسا في الأشهر القادمة، مما يستدعي مراقبة دقيقة للأنماط المناخية العالمية.