*عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين*
*فخامة رئيس الجمهورية؛ لقد تم إنتخابكم في ظروف صعبة جدًا والحِملُ والأعباء ثقيلة جدًا.*
*لقد كان لإنتخابكم نكهة خاصة أضافها الثنائي الشيعي ليُعبِّرا عن التضامن الوطني لإنقاذ لبنان…… كل لبنان.*
*لقد شهدتم في الأشهر القليلة قبل تبؤكم لسدة الرئاسة وبعده أحداثًا إستراتيجية وخطيرة تهدد سلامة لبنان ووحدة أراضيه بصفتكم قائدًا للجيش، وبصفتكم رئيسًا للجمهورية. وللأسف لم تكن المعالجات بحجم المخاطر. وللأسف كانت إستجابة للإملاءات الأمريكية خدمة للعدو الصهيوني ومنها على سبيل المثال لا الحصر :*
*1- المفاوضات مع الوسيط الأمريكي هوكشتاين بواسطة رئيس الحكومة السابق؛ وكنتم قائدًا للجيش. وفي الأيام السابقة وحتى اليوم لا يزال العدو يستبيح الأراضي اللبنانية دون حسيب أو رقيب.*
*وللعلم فقد دمر العدو الصهيوني خلال فترة وقف إطلاق النار 5 أضعاف ما دمره خلال حرب الإبادة. الأمر الذي يؤكد ما يدعيه المتحدث بإسم جيش العدو( أفيخاى أدرعي) بأن ما ينفذه جيش العدو هو بناءً على وجود تفاهم مع لبنان ضمن إتفاقية وقف إطلاق النار. ولم يصدر عن قيادة الجيش أو الحكومة قبل إقالتها وبعده أي بيان ينفي مزاعم العدو جملة وتفصيلًا. كما لم يطلق الجيش اللبناني او لجنة المراقبة أي طلقة رصاص بإتجاه العدو لردعه عن الإعتداءات بحق لبنان شعبًا وأرضًا. ولم يتدخّل الوسيط الأمريكي لا من قريب أو بعيد للحفاظ على سيادة لبنان ووحدة أراضيه.*
*2- سُحِبَ إذن الهبوط من الطائرة الإيرانية الخميس الماضي بعد تهديد افيخاي ادرعي بالإعتداء على مطار بيروت. وللأسف لم يتخذ أي قرار فوري بإعادة المسافرين إلى بيروت. وقد أوضح مكتب الرئاسة بأن رئيس الجمهورية قد إتخذ قرار المنع بعد التشاور مع رئيس الحكومة(بدون أية صلاحية) علمًا بأن الحكومة وبموجب الدستور ليس لديها أية صلاحيات بممارسة مهامها حتى تنال ثقة مجلس النواب؛ وهي لم تنالها حتى الآن.*
*إن مستشاري رئيس الجمهورية أخطأوا حين أقترحوا سحب إذن الهبوط؛ لأن التهديد بالعدوان على سيادة وطن تم انتهاكها سابقًا دون تنديد دولي، والتهديد بالعدوان على منشأة مدنية وعلى طائرة مدنية هي جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.*
*وهذه رواية العدو التي ارعبت رئيس الجمهورية:-*
*وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، مساء الجمعة، أن الطائرة الإيرانية التابعة لشركة "ماهان إير"، والتي تم منعها من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، بعد تحذير وتهديد من قبل الجيش الإسرائيلي، كانت تحمل ملايين الدولارات إلى تنظيم حزب الله، بهدف مساعدته على التعافي وإعادة التأهيل.*
*وأوضحت الصحيفة العبرية، أنه تم التعرف على الطائرة من قبل الاستخبارات مسبقاً، حيث حذر المتحدث
باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي باللغة العربية، من أن الجيش الإسرائيلي سيتحرك ضد الرحلات الجوية المدنية، التي تنقل من خلالها إيران الأموال إلى حزب الله - مع تهديد واضح بأن إسرائيل قد تتحرك
ضد مطار بيروت.*
*وحاول القاضي المفوَّه أن يشرح أسباب المنع؛ ولكنه تلعثم كليًا وبشكل لافت ولم يستطيع التفوه بجملة مفيدة واحدة.*
*وانا سأشرح لكم سبب التلعثم؛ وعدم القدرة على النطق لأن ما يقوله ناجم عدم معرفته بالطرقات الجوية وبالبروتوكولات المعمول بها عالميًا، وما أخبروه به على عجل عن تقاطع خطوط الطيران العالمية مع خط الطائرة الإيرانية هو محض إفتراء وكذب.*
*فطائرة ماهان الإيرانية كما كل طائرات العالم لها خط طيران محدد في كل رحلةة؛ وهو نفسه منذ عدة عقود. وقد عدل أثناء أحداث سوريا فقط وإحتلال أمريكا لجزد من سوريا وإنشاء قاعدة التنف. ولم يتم التبليغ عن أية حادثة تحطم في الجو نتيجة تداخل في خطوط مسير الرحلات الجوية.*
*وأثناء التحضير لأية رحلة جوية وفحص الطائرة من تحت قمرة القيادة؛ يقوم الطيّار بأدخال إحداثيات الرحلة ليتحكم بها الطيار الآلي لاحقًا.*
*وبالتالي فإن القرار هو قرار سياسي بإمتياز إمتثالًا للتهديدات الإسرائيلية. ولم تتدخل أمريكا لوقف التهديدات الإسرائيلية المتكررة التي تهدد سيادة لبنان وسلامة أراضيه.*
*3- وأخطر تدخل أمريكي سافر لصالح العدو لفرض إستمرار الإحتلال الإسرائيلي بعد 18 شباط الذي فرضه ترامب والتزم به لبنان؛ كان خلال زيارة سفيرة الإنتداب الأمريكي برفقة رئيس لجنة وقف إطلاق النار لدارة الرئيس بري وأبلغته بوقاحة تخطت كافة الارقام القياسية لموسوعة غينيس : "الإحتلال سينسحب في 18 شباط من القرى التي ما زال يحتلها، ولكنه سيبقى في 5 نقاط".*
*فهذه حقيقة أمريكا؛الوسيط غير النزيه والمنحاز كليًا لإسرائيل لتفرض إعترافًا ةرسميًا بتشريع الإحتلال بعد منعها التصدي له منذ 80 يومًا.*
*وكان من المفترض من رئيس الجمهَورية أن يقيم الدنيا ولا يقعدها على هذا الإجراء بما فيه إستدعاء السفيرة الأمريكية والطلب منها إنهاء الإحتلال كما تعهدت الإدارة الأمريكية أثناء ولاية بايدن؛ وإبلاغ إسرائيل بوقف أعمال التحصين والتدشيم في النقاط الخمسة بدلًا من فرض بقاء هذه النقاط.*
*إن القرارات التي اتخذها وزير الداخلية اليوم بمواجهة المحتجين سلميًا هي خرق للدستور اللبناني وهي خطوة ستأخذ لبنان إلى مفترق خطير جدًا لغض البصر عن الإعتداءات الإسرائيلية كما حصل في سوريا؛ والتركيز على قمع حزب الله. وللأسف هناك أدلة دامغة على تخلي العهد عن الدفاع عن لبنان وشعبه والتفريط بسيادة لبنان ووحدة أراضيه لصالح العدو.*
*وإن أمر تصدي الجيش للمواطنين اللبنانيين في إعتصامهم في الطرقات العامة وعلى طريق المطار في الوقت الذي يستبيح العدو جنوب لبنان هو وصمة عار على من اتخذ القرار بالتصدي للمعتصمين.*
*فالقصة بين حzب الله والأمريكي ليست قصة رمانة بل قلوب مليانة. وللأسف سقطت حكومة لبنان السابقة في إدارة فن التفاوض ولم تستغل حاجة نتنياهو الملحة جدًا لوقف إطلاق النار؛ فكان مستعدًأ لدفع كل شيء، ولكن الرئيس ميقاتي أهدر الفرصة الذهبية نتيجة الضغط الأمريكي بتهديد مصالحه في لبنان والخارج؛ وفي المقلب الآخر إستطاع الفلسطينيون تحقيق ما يريدون من نتنياهو. ولكن سوء إدارة الرئيس ميقاتي للتفاوضأعطى نتنياهو وعلى طبق من ذهب الوقت اللازم لتحويل التهديد إلى فرصة.*
*فقد هدد نتنياهو لبنان في الوقت الذي طلب فيه وقف إطلاق النار بأن يختاروا بين خيارين غزة أَو الضفة وللأسف لم يتصل الرئيس ميقاتي بالمقاومة لمعرفة حقيقة الموقف الميداني ليناور ويفرض على العدو الإنسحاب الفوري؛ أو ليطلع على المفاوضات السابقة وخفاياها وشروطها.*
*ولا بد من الإشارة والإشادة بموقف الرئيس حافظ الأسد حين طلبت إسرائيل وقف إطلاق النار عام 1996؛ وجاء الوسيط الأمريكي إلى سوريا وهدد المقاومة بالويل والثبور وعظائم الأمور. فأستمهلهم الرئيس وأبقاهم على مائدة الغداء لكسب الوقت وأرسل موفدًا خاصًا إلى قادة المقاومة وأبلغهم بإصرار الأمريكي والإسرائيلي ان يذكروا "الجماعات المسلحة" فقط في الإتفاق. وقد عاد الموفد بمسودة الإتفاق وبالرسالة الشفهية التالية بعد تحميل الموفد أحر التحيات وتثمين هذه الخطوة للرئيس حافظ الأسدظ وباللغة العامية: "الأمريكي هدفه أن يسك الركاب؛ فشد ركابك فخامة الرئيس، ونحنا بألف خير ولكم مطلق الحرية في فرض الشرَوط التي تعجبكم، واقترحنا الصيغة التالية؛ وقد أقرها الرئيس الأسد دون أي تعديل".*
*إن التطورات السياسية والعسكرية في لبنان مرتهنة بموقف رئيس الجمهورية والإجراءات الميدانية ضد تواجد الإحتلال على أي شبر من الأراضي اللبنانية منذ اليوم وحتى 18 شباط. ولن ينفذ القرار 1701 في ظل وجود جندي واحد من الإحتلال علي أي ذرة تراب من الحدود اللبنانية.*
*وبعد 18 شباط سيتحدد مصير لبنان ورئيس جمهوريته وحكومته.*
*فهل سيغامر الرئيس عون ليرضي أمريكا؟*
*وإن غدًا لناظره قريب*
*15 شباط/فبراير 2025*



