الكشف عن العلاقة بين المنافسة الجنسية وجودة السائل المنوي
منوعات
الكشف عن العلاقة بين المنافسة الجنسية وجودة السائل المنوي
22 شباط 2025 , 11:48 ص

من المعروف أن الرجال يستخدمون أساليب مختلفة لجذب الشريكات والتفوق على المنافسين، مثل قيادة السيارات الفاخرة أو ممارسة رياضة رفع الأثقال، ولكن وفقا لدراسة جديدة، هناك وسيلة أكثر دقة وأقل وضوحا قد تلعب دورا في هذه المنافسة: تحسين جودة السائل المنوي بشكل غير واعٍ.

تفاصيل الدراسة: كيف تمت الأبحاث؟

أجرى الباحثون الدراسة على 34 زوجا من العلاقات المستقرة والنشطة جنسيا، حيث تراوحت أعمار المشاركين بين 18 و32 عاما، تم جمع بيانات من الرجال حول علاقتهم بشريكاتهم، مع التركيز على مدى إدراكهم لوجود رجال آخرين في حياة شريكاتهم، مثل الأصدقاء الذكور وزملاء العمل.

على مدى 45 يوما، تم جمع ست عينات من السائل المنوي لكل مشارك، ومن ثم تحليل جودة هذه العينات، بما في ذلك تركيز الحيوانات المنوية، وحركتها، وكميتها.

المنافسة الجنسية تحفز إنتاج المزيد من الحيوانات المنوية

أظهرت النتائج أنه عندما يعتقد الرجال أن شركاءهم يتفاعلون مع عدد أكبر من الرجال الآخرين، فإنهم ينتجون سائلا منويا يحتوي على تركيز أعلى من الحيوانات المنوية في كل قذف.

يعود هذا التفسير إلى المنطق التطوري: عندما يشعر الرجل أن هناك منافسة أعلى، قد يحاول لا شعوريا زيادة فرص نجاحه التناسلي من خلال إطلاق عدد أكبر من الحيوانات المنوية.

ومع ذلك، لا يستطيع الرجال القيام بذلك بإرادتهم، حيث أن هذه العملية تجري تلقائيًا ودون وعي منهم، مما يجعلها إحدى الخدع البيولوجية المثيرة للاهتمام.

مقارنة مع دراسة سابقة: هل تتغير النتائج مع الزمن؟

هذه الدراسة مستوحاة من بحث سابق أجراه عالما الأحياء روبن بيكر ومارك بيليس في جامعة مانشستر عام 1993. حينها، ركز الباحثان على عدد الساعات التي قضاها الزوجان بعيدا عن بعضهما منذ آخر لقاء جنسي، ووجدوا أن الرجال الذين قضوا وقتًا أطول بعيدًا عن شريكاتهم أنتجوا سائلا منويا أكثر تركيزا.

لكن الدراسة الحديثة، التي قادتها عالمة النفس تارا ديليتشي من جامعة أوكلاند، وسّعت نطاق البحث ليشمل إدراك الرجال لوفاء شركائهم ومدى اعتقادهم بوجود منافسين جنسيين.

نتائج مثيرة للاهتمام: ماذا كشفت الدراسة الحديثة؟

بعد تحليل العينات، لاحظ الباحثون تناقضا بين نتائج الدراسة الجديدة والقديمة:

لم يكن الوقت الذي قضاه الشريكان منفصلين مؤشرًا قويًا على جودة السائل المنوي، على عكس ما اقترحته الدراسة السابقة.

لكن وجود أصدقاء ذكور وزملاء عمل في حياة الشريكة ارتبط بزيادة تركيز الحيوانات المنوية، مما يدعم فرضية المنافسة الجنسية.

كما لوحظ أن القذف خلال العلاقة الجنسية يحتوي على عدد أكبر من الحيوانات المنوية مقارنة بالقذف أثناء الاستمناء، وهو ما يتماشى مع النظريات التطورية.

المثير للدهشة أن الحيوانات المنوية في القذف أثناء الاستمناء كانت أكثر قدرة على الحركة، وخاصة عند الرجال الذين رأوا شريكاتهم أكثر وفاءً، وهي نتيجة غير متوقعة تحتاج إلى مزيد من البحث.

أسئلة مستقبلية: هل يمكن للرجال التكيف مع المنافسة بسرعة؟

ما زالت هناك العديد من التساؤلات حول هذه الظاهرة. على سبيل المثال، لا يُعرف حتى الآن ما إذا كان الرجال يقومون بإنتاج المزيد من الحيوانات المنوية فعليًا، أم أنهم فقط يفرزون كمية أكبر مما هو مخزن لديهم.

بما أن إنتاج الحيوانات المنوية يستغرق حوالي 64 يوما، فمن غير الواضح كيف يمكن للرجل أن يستجيب بسرعة لمنافسة متزايدة. ربما يكون الحل التطوري الأسرع هو إطلاق عدد أكبر من الحيوانات المنوية بدلاً من إنتاج المزيد منها.

يعتقد الباحثون أن الدراسات المستقبلية يمكن أن تستكشف بشكل أعمق الآليات البيولوجية وراء هذه الظاهرة، وكيف تؤثر العوامل الاجتماعية والنفسية على إنتاج الحيوانات المنوية عند الرجال.

قد لا يكون لدى الرجال سيطرة واعية على هذه العملية، لكنها تبقى مثالا مذهلا على كيفية تفاعل أجسادنا مع بيئاتنا الاجتماعية دون أن ندرك ذلك.