لم تعد المساكنة ممكنة مع : أمريكا ــ اسرائيل ــ ممالك العمالة ، نحن في أتون حرب إما لنا وإما لهم
وعلى الكل أن يعرف أن سلاح التجويع ، الذي نزلوا به إلى الميدان ، هو سلاحهم الأخير
فساعة الحسم آتية لاريب فيها ، آتية من العراق ، عندها تصبح كلمة (لهم) غير واردة
عندما ندرك أننا لسنا في حرب فرعية ، بل نحن في حرب وجود ، [ نعم هنا كلمة ( وجود ) تحمل كل معانيها ] ، وكلمة نحن لا نعني بها سورية لوحدها ، بل كل المنطقة ، من الغرب إلى الشرق ، فالعراق ثلاث دول احداها ( كردية متصهينة ) ، وسورية خمس دول فيها امتداد للدولة الكردية المتصهينة .
لا أردن ، ولا فلسطين ،
وحتى السعودية فسيكون للصهاينة كانتون في نجران . وسيشكل تاريخ ملوكها ، مواضيعاً لمئات الكتب ، تتندر عن فجور ملوكها ، وعن حياتهم الباذخة المجنونة ، وعن عبثهم في شعوب المنطقة ، وعن أدوارهم في التآمر على المنطقة ، وفي المجالات اللاإنسانية التي أنفقت فيها أموالهم .
[ كل هذه الاحتمالات ، أَشَّرَ على نذرها تسارع التطبيع المجنون ، والواسع ، في غالبية الدول العربية ] .
وعندما ندرك أن لا تقدم ولا حرية لمجتمعاتنا كلها ، ما دامت أمريكا تقوم بدور الوصي على المنطقة ، وما دامت اسرائيل تهدد استقرارنا ووجودنا بشكل يومي ، ، وما دامت ممالك الخليج تنفق كل أموال النفط العربي ، للتآمر وتمزيق مجتمعاتنا العربية .
فالعولمة الأمريكية وامتدادها اسرائيل ، لم تعد تحدياً سياسياً ـــ عسكرياً ــ اجتماعياً لنا فحسب ، بل باتت تشكل تحدياً لوجودنا ، لحياتنا ، لحريتنا ، لمستقبل شعوبنا ، نحن وكل شعوب الجنوب ، فالثراء الفلكي في الشمال ، بُني ولا يزال يتراكم من خلال الحروب ، التي تحصد الملايين كل عام من أبناء الجنوب ، فمن لم تمته الحرب ، يميته الجوع ، أو المرض ، وإبقاء الجميع نهباً لبراثن التخلف ، والصراعات المذهبية .
..................إذن إما بقاءنا عبيداً لأمريكا ــ اسرائيل ، ومعنا الملوك الأغبياء ، وإما الصمود ، والتصدي ، والمواجهة ، وتحمل الجوع ، لأنه طريقنا الأخير نحو مستقبل الحرية ، نعم نحن أمام فرصتنا الأخيرة !! .
[ ليـــــــــــــــس فـــــــــــــي هـــــــــــذا أيـــــــــــــــة مبـــــــــــــالغة ]
بكل دقة : نحن الآن أمام الحقيقة الواضحة ، ( حياة مع حرية ، أو استعباد لقرون ) ، ولكل مواطن دور في هذه الحرب ، كل في مجاله ، وليس هناك من مبرر لأحد كائناً من كان ، ولا يجوز التخفي وراء أي عذر أو سبب ، أو بذريعة تنامي الفساد والفاسدين ، فهذا نعالجه حتماً بعد اجاز حرب الوجود .
وهذا يجعلنا نعتبر كل مقصر في أي مؤسسة من مؤسسات الدولة ، و كل فاسد ومفسد ، وكل من يتاجر بفقر الفقراء ، ويتناسى الحرب العالمية الوحشية ، التي نواجهها منذ عشر سنوات ، عميلاً مشاركاً في الحرب ، وسيكون له حسابه في أوانه .
وهذا يجعلنا نتهم :
كل مواطن يتناسى كل المذابح ، والقتل ، والتدمير ، والتهجير ، وحرب التجويع بصفتها السلاح الاحتياطي الأخير ، من أسلحة معسكر الأعداء المتوحش ، ويحمل الحكومة لوحدها وزر كل هذا ، هو غافل ، أو مغفل ، أومن عملاء الداخل ، ومساهم فعال في الحرب النفسية التي تحاول اغتيال صمود شعبنا ، والانتصارات الباهرة التي حققها .
والدليل القاطع : تشبث أمريكا بنفط الجزيرة ، وتَعَمُّدُ ( قسد ) العميلة سرقة قمح الجزيرة ، وحرق ما لا يسرق ، الجزيرة التي تشكل 80 % من سلة الغذاء السورية ، انها حرب التجويع ، على أمل ان يدفع الجوع الناس إلى الكفر بالوطن .
وما أدركوا أن من تحمل تسعاً من سنوات حرب الموت ، والتدمير ، والتهجير ، لن تهزمه حرب التجويع .
أذكركم بمجازر درعا ، وجسر الشغور ، وباب عمر ، ودمار حلب ، والرقة ، وغيرها كثير ، ولا يمكن أن ننسى جيش الاسلام في دوما .
أما ادلب : فتحريرها واقع لا محالة ، كما تشرق الشمس كل صباح ، ولقد أزف الموعد ، أما ( قسد ) فستتركها أمريكا وحيدة ، يتيمة ، عندها يحين الحساب ، من أبناء الجزيرة ذاتهم .
نختم ونقول :
[ انها حرب الخلاص من الاستعمار الغربي ـــ الأمريكي ــ الاسرائيلي ، إلى الأبد ، وعلى الكل تحمل مسؤولياته ، ومن يقصر ، أو يتراخى ، أو يرفض المساهمة ، تحت أي حجة كانت ، لا تبرير له ، وهو ملعون من الشعب والوطن ] .