دراسة تكشف تغيرات بؤبؤ العين أثناء النوم وعلاقتها بنشاط الدماغ
منوعات
دراسة تكشف تغيرات بؤبؤ العين أثناء النوم وعلاقتها بنشاط الدماغ
13 آذار 2025 , 05:08 ص

كشف باحثون سويسريون عن ظاهرة مثيرة تحدث أثناء النوم، حيث يتغير حجم بؤبؤ العين بشكل مستمر، مما يعكس تحولات ديناميكية في نشاط الدماغ، وتشير هذه الدراسة إلى أن هذه التغيرات قد تساهم في فهم أعمق لاضطرابات النوم والأمراض العصبية.

حركة العين أثناء النوم: ما الذي يحدث بالفعل؟

على الرغم من أن العيون تظل مغلقة أثناء النوم، إلا أن هناك نشاطا مكثفا يجري تحت الجفون، لاحظ فريق بحثي من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ (ETH Zurich) بقيادة كارولين لوشتنبرغر، وسارة مايسنر، ونيكول ويندروث، أن حجم بؤبؤ العين لا يبقى ثابتا أثناء النوم، بل يتغير باستمرار، فيتسع تارة ويتقلص تارة أخرى.

علاقة تغيرات البؤبؤ بحالة الدماغ أثناء النوم

أظهرت الدراسة أن هذه التغيرات تعكس مستوى التنشيط العصبي في الدماغ، حيث تنتقل حالة الاستثارة العصبية بين مستويات مختلفة خلال النوم، وتتناقض هذه النتائج مع الفرضية القديمة التي كانت تفترض أن الدماغ يكون في حالة استرخاء تام أثناء النوم.

دور بؤبؤ العين في قياس نشاط الدماغ

نظرا لأن المناطق المسؤولة عن تنظيم التنشيط العصبي تقع في أعماق جذع الدماغ، فقد كان من الصعب قياس هذه التغيرات بشكل مباشر في البشر أثناء النوم. ولكن فريق الباحثين وجد أن حجم بؤبؤ العين يمكن أن يكون مؤشرا على هذه التحولات العصبية، تمامًا كما هو الحال أثناء الاستيقاظ.

تقنية جديدة لدراسة تغيرات بؤبؤ العين أثناء النوم

طور الباحثون تقنية مبتكرة تعتمد على استخدام ضمادة شفافة ولاصقة خاصة، تسمح ببقاء عيون المشاركين مفتوحة لعدة ساعات أثناء النوم، وأوضح مانويل كارو دومينغيز، المؤلف الرئيسي للدراسة، أن معظم المشاركين لم يواجهوا صعوبة في النوم رغم بقاء عيونهم مفتوحة في غرفة مظلمة.

ارتباط حجم البؤبؤ بمراحل النوم ونشاط الدماغ

أظهرت البيانات أن تغيرات حجم البؤبؤ ترتبط ارتباطا وثيقا بمراحل النوم المختلفة، كما تعكس أنماطا محددة من نشاط الدماغ، مثل مغازل النوم (Spindles) والموجات العميقة، والتي تلعب دورا مهما في تثبيت الذاكرة وتحسين جودة النوم.

هل يمكن أن تساعد هذه الدراسة في علاج اضطرابات النوم؟

يعتقد الباحثون أن فهم ديناميكيات بؤبؤ العين أثناء النوم قد يوفر رؤى جديدة حول اضطرابات النوم مثل الأرق واضطراب ما بعد الصدمة وحتى مرض ألزهايمر، لذلك يخطط الفريق لإجراء مزيد من الأبحاث حول كيفية تأثير العقاقير على "الموضع الأزرق" في الدماغ، والذي يُعتقد أنه يلعب دورا رئيسيا في هذه التغيرات.

تمثل هذه الدراسة خطوة مهمة نحو فهم أعمق لآليات النوم وعلاقتها بنشاط الدماغ. كما تفتح آفاقا جديدة لتطوير وسائل تشخيصية مبتكرة لعلاج اضطرابات النوم وتحسين جودة الحياة لكثير من الأشخاص الذين يعانون من مشكلات النوم المزمنة.