شهدت منطقة جبل آدامز، أحد أكبر البراكين النشطة في ولاية واشنطن، سلسلة من الزلازل المثيرة للقلق، مما دفع الخبراء إلى تكثيف جهود المراقبة تحسبا لاحتمال حدوث ثوران بركاني.
موقع جبل آدامز وأهميته الجيولوجية
يقع جبل آدامز في جنوب وسط ولاية واشنطن، ويبلغ ارتفاعه 12,000 قدم (3,657.6 متر)، يُصنّف هذا الجبل ضمن البراكين الطبقية التي تشكل تهديدا جيولوجيا كبيرا، إذ يمكن أن يتسبب في انهيارات أرضية وانزلاقات طينية سريعة، قد تعرّض آلاف الأشخاص للخطر.
هل يمكن أن يثور جبل آدامز قريبا؟
على الرغم من أن جبل آدامز لم يشهد ثورانا بركانيا منذ حوالي 1,000 عام، إلا أن هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) تؤكد أن ثورانه في المستقبل أمر لا مفر منه، ومع ذلك لا يمكن التنبؤ بموعد دقيق لهذا الحدث،
ولهذا السبب، قامت الجهات المختصة بتركيب محطات رصد زلزالية حول البركان لمتابعة أي نشاط غير اعتيادي قد يشير إلى احتمالية حدوث ثوران.
النشاط الزلزالي في الأشهر الأخيرة
خلال الفترة الممتدة بين سبتمبر وأكتوبر من العام الماضي، رصد العلماء 9 زلازل تراوحت قوتها بين 0.9 و2.0 درجة على مقياس ريختر، علمًا بأن النشاط الزلزالي المعتاد في المنطقة لا يتجاوز زلزالا واحدا كل سنتين إلى ثلاث سنوات.
هل هذه الزلازل مؤشر على ثوران قريب؟
رغم القلق المتزايد، يؤكد الخبراء أن هذه الهزات تعتبر نشاطا طبيعيا ولا تشير بالضرورة إلى ثوران وشيك، ومع ذلك، فإن المخاطر الكبرى التي يشكلها جبل آدامز لا تتعلق فقط بالانفجارات البركانية، وإنما أيضا بالانهيارات الأرضية والانزلاقات الجليدية، التي قد تحدث حتى في غياب أي نشاط بركاني كبير.
تعزيز المراقبة الجيولوجية للحد من المخاطر
من أجل تحسين مراقبة النشاط الزلزالي، تم إضافة ثلاث محطات رصد جديدة حول البركان، ما يتيح تحديدا أكثر دقة لمواقع الزلازل وعمقها وقوتها، وتساهم هذه الإجراءات في تعزيز فهم العلماء للأسباب الكامنة وراء هذا النشاط الزلزالي غير المعتاد.
انخفاض النشاط الزلزالي.. ولكن هل انتهى الخطر؟
في الوقت الحالي، أفاد العلماء بأن النشاط الزلزالي حول جبل آدامز قد تراجع بشكل ملحوظ، إلا أن مراقبة البركان ستستمر، خاصة أن الزلازل الصغيرة التي تم تسجيلها حتى الآن لا تكفي لإحداث ثوران بركاني، إذ إن الزلازل التي تسبب انفجارات بركانية عادة ما تكون بقوة تتجاوز 6 درجات على مقياس ريختر، وهو أمر لم يُسجل في هذه الحالة.
حقائق تاريخية عن جبل آدامز
يعود تاريخ تشكل جبل آدامز إلى حوالي 520 ألف عام.
شهد آخر ثوران له بين 3,800 و7,600 عام.
يُعرف بأن ثوراته البركانية عادة ما تكون اندفاعية وليست انفجارية، حيث تطلق حممًا بركانية بطيئة التدفق بدلا من الانفجارات العنيفة.
الخلاصة: هل ينبغي القلق؟
رغم النشاط الزلزالي الأخير، لا توجد أدلة علمية قاطعة تشير إلى أن جبل آدامز على وشك الثوران، ومع ذلك تبقى المخاطر الجيولوجية الأخرى، مثل الانهيارات الأرضية والتدفقات الطينية، تهديدا قائما يستدعي الحذر واتخاذ إجراءات وقائية مستمرة.
سيواصل العلماء مراقبة البركان عن كثب، وفي حال ظهور مؤشرات أقوى على حدوث ثوران بركاني، سيتم إصدار تحذيرات مبكرة لحماية السكان والمناطق المحيطة.



