المبادرة الوطنية الأردنية
جورج حدادين
إعادة تشكيل الشرق الآوسط
اسقاط النظام السوري، وفتح الطريق أمام قوى الفاشية التكفيرية للإستيلاء على دمشق دون مقاومة ولا رصاصة واحدة تطلق.
إبقاء الفصائل التكفيرية مسلحة وإبقاء المجموعات المسلحة منفصلة عن بعضها البعض، في الجنوب والشمال والشرق( احمد العودة ، ابناء معروف، قسد ) وإبقاء ولاءاتها على حالها، كل فصيل له ولاء لقوة خارجية، وحتى الفصيل الواحد مقسم الولاءات، بمعنى لم يتم الدمج والولاء للجهة واحدة.فجأة تحدث المجازر ويدب الرعب بين صفوف الناس، لماذا؟
فجأة توقّع قسد اتفاق إندماج مع الجولاني؟
ضرب حزب الله، إغتيالات قيادات الصف الأول والثاني ولربما الثالث، بواسطة البيجر ووسائل اتصالات أخرى والتجسس الفضائي والمعلومات الدقيقة من قبل أجهزة استخبارات عالمية
.ثم التوافق على رئيس جمهورية ورئيس وزراء في لبنان، بعد سنوات من الفراغ الرئاسي، واتفاق هدنة، خارج رغبة طرف في الحزب ، وعبر إملاء امريكي وبتوافق مع النظام الرسمي العربي،
السكوت على الخروقات الفاشية للهدنة، والسماح بالبقاء في خمس مواقع ( تسمى نقاط ) بالإضافة لثلاثة عشر موقع سابق، يبدو أنهاء طريق دخول المجاميع الفاشية التكفيرية لمحاصرة ومقاتلة حزب الله في البقاع والجنوب.محاولة تهجير فلسطيني غزة والضفة، ونفي قيادات حماس خارج غزة، ومحاولة إجبار حماس على تسليم السلاح وإدارة القطاع للسلطة الفلسطينية، التي بدورها تنسق مع الكيان وتقمع وتقتل المقاومين في مخيمات الضفة، ثم فجأة تفتح الولايات المتحدة حواراً مباشراً مع حماس.
الفوضى الخلاقة، أخبث حرب غير مسلحة، الحروب الناعمة، التي أنتجها العقل الاستراتيجي الأمريكي حيث تمت صياغة هذا االسياسة بعناية فائقة من قبل النخب الأكاديمية ومراكز صنع القرار في الولايات المتحدة هل تعلم منظومة القيادات الحاكمة التابعة، من تخدم عملية الفوضى الخلاقة؟بالتأكيد تعلم وتتواطئ لصالح هيمنة المركز الرأسمالي العالمي للسيطرة على ثروات ومقدرات دول المحيط،هل تعلم النخب التابعة من تخدم سياسة الفوضى الخلاقة؟هل تعلم جماهير القطيع المختزن حقداً طائفياً ومذهبياً، دورها في الفوضى الخلاقة؟كَشفت تسريبات ويكليكس - WikiLeaks عن أليات عمل الفوضى الخلاقة"
المُؤسسات العالمية الأمريكية وفي طليعتها وزارة الخارجية الأمريكية ومؤسساتها الإستخبارية، ومؤسسات بحثية أُخرى، تقوم بجمع مدى وحجم من المعلومات تشمل - تقريباً كل - ما يتعلق بالخلافات المحلية وأطرافها ورموزها وأسبابها وحجمها." ولا يقف الأمر عند حد الخلافات، بل يتعداه "إلى قراءة تركيبة القوى الإجتماعية ومطالبها وطبيعة الأنظمة والقدرة على استجابتها لتلك المطالب أو عجزها عن ذلك".
لقد طورت الولايات المتحدة الأمريكية هذا النهج، الفوضى الخلاقة، الحرب الناعمة، بديلاً للجوء إلى العمل العسكري المباشر. ( منقول عن الوكيبديا)عناصر الفوضى الخلاقة:الفوضى الخلاقة تعتمد جوهرياً على عناصر متعددة يَصْلُح بعضها للهيمنة على بلد ويصلح بعضها الآخر لبلد آخر نذكر منها:
- العنصر الأول: دراسة النسيج القومي ( الاجتماعي ) لبلد ما من الناحية الدينية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإثنية ومعرفة الفروق والتوازنات المختلفة، ومحاولة استغلال أي مشكلة قائمة في الثقوب القومية ( الاجتماعية ) وتضخيمها تضخيماً يؤدي إلى التوتر ثم الصراع.
- العنصر الثاني: تصميم مجموعة من الانقلابات الظاهرة والباطنة ومجموعة من الاغتيالات بين صفوف القيادات الوطنية ورشوة كثير من المتنفذين في الأجهزة الحاكمة وفي مجالات الإعلام المختلفة، والتركيز على شخصية مختارة وإزاحة كل العوائق أمامها بالقتل سواء الحقيقي أو المعنوي، وذلك كله من أجل إضعاف نظام الحكم وتركيزه في أيدٍ تخضع تماما لهيمنتها، أو الإبقاء على مجموعة من الرؤوس المتساوية والمتصارعة والتضحية بالنظام كله حتى تفرغ هي للموارد تنهبها وللأسواق تحتلها.
- العنصر الثالث: الإفساد التنموي الذي ينتهي بالاقتصاد الوطني إلى اقتصاد تابع، وتفقد الملايين قدرتها على الإنتاج، ويتحول الوطن إلى مستهلك كبير لعالم الأشياء الذي يأتيه من الخارج والذي يدفع ثمنه كاملاً من موارده الطبيعية وركائزه المدفون تحت أرضه من معادن وبترول وخامات متعددة. وفي إطار هذا الإفساد التنموي يتم خلق مجموعة من رجال الأعمال المزيفين حيث تُسهَّل لهم عمليات الإقراض من القطاع العام ويحولونه إلى قطاع خاص، كما يحولون وجهته في توفير المنتجات وتوفير الأعمال إلى وجهة أخرى تذهب من خلالها ملايين فرص العمل وتتلاشى نسبة الإنتاج المحلي في كل المنتجات لصالح الاستيراد.وباختصار فإن التنمية الوطنية تحيط بها تنمية قهرية تحاول أنْ تَخنُقَهَا ليفقد الوطن قدرته على إنتاج أشيائه وتضعُف إرادته أمام القوى المهيمنة
.- العنصر الرابع: محاربة كل تجمع إقليمي يخدم دول المنطقة اقتصادياً أو سياسياً أو اجتماعياً، والسعي لتفتيت الموحد عن طريق الحروب الداخلية، مستغلة في ذلك بعض الأمراض الوطنية التي كانت هي السبب في خلقها بدعمها لحكام مستبدين ورجالات الدولة الفاسدين
.- العنصر الخامس: اختراق الحياة الثقافية عن طريق الدعم المالي لبعض المثقفين والفنانين والإعلاميين وإحداث فوضى ثقافية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.- العنصر السادس: تجنيد بعض المتخصصين أثناء دراستهم بالغرب وتوظيفهم في المؤسسات الدولية وتقديمهم للمناصب العليا في بلادهم.- العنصر السابع: تجنيد بعض رجالات الأجهزة الحساسة لتوجيه هذه الأجهزة ليخدموا مصالحهم.
يتبع
" كلكم للوطن والوطن لكم "



