الإعلامي محمد الحمد يوضح أبعاد الموقف اليمني تجاه غزة وسبب الخشية الإسرائيلية من اليمن
فلسطين
الإعلامي محمد الحمد يوضح أبعاد الموقف اليمني تجاه غزة وسبب الخشية الإسرائيلية من اليمن
15 آذار 2025 , 19:16 م

أوضح الإعلامي محمد الحمد، أبعاد الموقف اليمني الأخير تجاه غزة، والذي تجسد بحظر عبور السفن الإسرائيلية حتى يتم إدخال المساعدات إلى غزة، مبينا سبب الخشية الإسرائيلية واقتناعها بجدية هذا التهديد.

محمد الحمد: اليمن من أهم نقاط قوة المقاومة في غزة

حيث تحدث الحمد في لقاء على قناة المسيرة اليمنية، عن أبعاد موقف اليمن من غزة، بالاشارة إلى الموقف الأمريكي الذي عبرت عنه صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين أمريكيين أكدوا ضرورة حل المسألة في غزة حلا سياسيا وعدم العودة لاستئناف إطلاق النار، مبينا بأن هذا الموقف جاء بعد إعلان اليمن استئناف عملياته العسكرية باستهداف السفن الصهيونية وإغلاق البحر الأحمر وفرض معادلة الحصار بالحصار.

وبين بأن المسؤولين الأمريكيين وحتى العسكريين منهم عبروا عن خشيتهم من عودة العمليات العسكرية وعدم قدرتهم على تحييد اليمن، لأن اليمن اليوم وفقا لما نقلته أيضا الصحافة الأمريكية يمتلك قوة عسكرية كبيرة على مستوى السلاح المسير والقدرة الصاروخية، والتي لم تستطع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من التعامل معها أو التخفيف من خطورة قوة وإمكانية السلاح اليمني، وبالتالي فإن أحد أهم العوامل الضاغطة والأساسية وأبرز نقاط القوة التي تعتمد عليها المقاومة في غزة هي الموقف اليمني.

ولفت الحمد إلى أن المشكلة تبقى في موقف الأنظمة العربية التي تساهم دائما بالدفاع والوقوف مع الكيان الصهيوني، حتى بما يسمى الجسر البري الذي كان مسعفا للكيان الصهيوني بحسب تقرير البنك الدولي، وكان هدفه تخفيف الحصار الذي قامت به اليمن في البحر، مشيرا إلى أن الكيان ليس وحيدا، واليمن وحتى المقاومة عندما يعلنون هذا الموقف لا يقاتلون الكيان فقط بل يقاتلون معه الولايات المتحدة والناتو وهذه الأنظمة المتخاذلة التي وقفت وما زالت تقف في صف الكيان الصهيوني.

واعتبر بأن عودة اليمن تدق بالتأكيد ناقوس الخطر على الأمريكيين الذين لا يستطيعون تكرار ما فعلته إدارة الرئيس بايدن، فسياسة ترامب اليوم معروفة وهي ليست سياسة الاشتباك والتصادم، ويخشى أن يصاب بإحراج كبير أمام اليمن الذي لم يستطيعوا فعل شيء معه سابقا، وأحرجت القوات الأمريكية في البحر وتم إذلالها وهزيمتها في أكثر من مواجهة، وأيضا الكيان لا يستطيع فعل شيء، كما أن الأنظمة العربية تخشى أن تتطور المسألة شيئا فشيئا وتطالها هذه الصواريخ والمسيرات، وبالتالي ومن خلال كلام القائد عبد الملك الحوثي حول أن هذه هي الخطوة الأولى فلربما ستطال الخطوات القادمة هذه الأنظمة إن استمرت في ظلمها وحصارها لأنهم في مساندتهم لهذا الكيان هم يشتركون في حصار أهلنا في غزة.

تأثير العمليات اليمنية على الكيان الإسرائيلي

وعن سبب الاقتناع الصهيوني التام بجدية التهديد اليمني، اعتبر الحمد بأن ذلك عائد لكون اليمن صادق الوعد، وقد أصبح قوة إقليمية صاعدة كبيرة يحسب لها ألف حساب، مبينا بأن أحدا لم يجرؤ على الاشتباك مع القوات الأمريكية البحرية منذ الحرب العالمية الثانية ولم يطلق عليها رصاصة واحدة، واليوم يتم الاشتباك معها وإذلالها وتهرب في مرات عديدة أو تحتمي بالأساطيل الأخرى كما حصل عندما احتمت إحدى حاملات الطائرات الأمريكية بالأسطول الصيني، فكل هذا له دلائل واضحة إضافة لتصريحات القادة العسكريين الأمريكيين الميدانيين والذين عبروا بشهادتهم عن الصعوبة البالغة التي واجهوها خلال الاشتباك مع القوات اليمنية.

وتطرق الحمد إلى تأثير العمليات اليمنية على الكيان الإسرائيلي، مبينا أن مساحة تأثيرها على الاقتصاد الإسرائيلي كانت كبيرة جدا، فبعد جبهة الشمال التي أغلقت المنشآت التكنولوجية والزراعية، وجبهة غلاف غزة التي تعتبر المنشأة الزراعية الثانية، جاء اليمن مكملا أدخل الكيان في واد مظلم، وارتفعت قيمة المواد الغذائية وباقي السلع لأرقام لم يشهد الكيان مثيلا لها إطلاقا، وأيضا تسبب بهجرة الأموال حيث خرج في شهر أيار وحزيران فقط لعام 2024، أكثر من خمسة مليار دولار كهجرة عكسية إلى الخارج، أي أن هناك رجال أعمال أيقنوا عدم إمكانية البقاء في هذه المنطقة التي تشهد عمليات عسكرية وحصار خانق، وإضافة إلى ذلك هناك الرعب الذي أدخله اليمن، فبغض النظر عن الأضرار التي تحدثها الصواريخ والمسيرات اليمنية، فيكفي حالة الهلع والقلق ودخول هذا الكيان في الدائرة الحمراء ومشاهدة الملايين تهرع يوميا إلى الملاجئ، وتوقف الحياة والعمل والمدارس وغيرها وهم غير معتادين على ذلك.

وشكك الحمد في قدرة الجيش الإسرائيلي، لافتا إلى استعراض القوة الذي قام به نتنياهو من خلال البقاء في خمسة نقاط بجنوب لبنان، وتوغله في سوريا بلا حرب، لإعطاء صورة للمستوطنين أن اطمئنوا جيشكم قادر، ورغم ذلك فإن المستوطنين لم يعودوا إلى الشمال ولا الجنوب لأنهم فقدوا الثقة بهذا الجيش.

وتساءل إن كان الجيش الإسرائيلي الذي لم يستطع العودة إلى الحرب في غزة رغم الضوء الأخضر الذي منحه له ترامب، كيف يمكنه اليوم تحمل الحرب مع اليمن، وهم الذين اعترفوا بأنه إذا قال فعل، فاليمن عاد اليوم بخطوة أولى ضد السفن الإسرائيلية وستكون لذلك انعكاسات كبيرة على الكيان، وقد يعود اليمن إلى تفعيل خطوات أخرى ضد الكيان كما فعل سابقا.

وكانت القوات المسلحة اليمنية، قد أعلنت يوم الثلاثاء الماضي استئناف حظر عبور كافة السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي وفي باب المندب وخليج عدن، للضغط على الاحتلال لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.