التاريخ الاقرب يقول :الحوثيون يموتون ، لكنهم لا يستسلمون.
مقالات
التاريخ الاقرب يقول :الحوثيون يموتون ، لكنهم لا يستسلمون.
علي وطفي
16 آذار 2025 , 22:46 م


على الرغم من أن ترامب يطلق على نفسه " أعظم صانع سلام في العالم" إلا أنه ربما يلجأ إلى اعتداءات عسكرية صغيرة لتأكيد التزامه بعقيدة "السلام من خلال القوة"."لم ينس العالم بعد أنه خلال فترة ولايته الأولى ، أمر بضربات صاروخية قصيرة المدى ضد سوريا و بعض العمليات الامنية المؤثرة كما حدث مع قائد الحرس الثوري و قائد الحشد الشعبي في مطار بغداد

الضربات الجوية الحالية ضد الحوثيين قد تكون جزء من تكتيكات البنتاغون و البيت الأبيض لزيادة الضغط على إيران بعبارة أخرى يهاجم ترامب الحوثيين رسالة و اخافة لطهران لإجبارها على التخلي عن طموحاتها النووية

و استهدفت الضربات الأمريكية الأخيرة معاقل الحوثيين المعروفة باسم مراكز القيادة و البنية التحتية الرئيسية للجماعة و مع ذلك يعتقد الخبراء الأمريكيون أن القصف المنتظم للحوثيين (تم تنفيذ ضربات مماثلة مرارا وتكرارا خلال إدارة بايدن) لا يكفي ولن يؤدي لكسر مقاومتهم.

و كان مركز ابحاث الأطلسي عبر إحصايية انه من آذار 2015 إلى آذار 2022 نفذ التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية أكثر من 75000 غارة جوية ضد الحوثيين في اليمن.شاركت فيه عشرات الطائرات في هذه الهجمات في وقت واحد و نفذت ضربات دقيقة باستخدام طائرات مقاتلة أمريكية و أوروبية حديثة على مواقع الحوثيين و مع ذلك ، فشلوا في إلحاق الهزيمة بهم ثم جاء الرد على ذلك ، هاجم الحوثيون منشآت الطاقة والقواعد الجوية و غيرها من المنشآت العسكرية و المدنية في المملكة العربية السعودية.

في عام 2022 اضطرت المملكة العربية السعودية إلى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحوثيين و ليست مهتمة باستئناف الأعمال العدائية اليوم بالمباشر خوفا من ضربات الرد الانتقامية و لذلك لم تنضم الرياض إلى العمليات الجوية الأمريكية و البريطانية ضد الحوثيين عام 2024.

عام 2022 عقد السعوديون اتفاق وقف اطلاق نار و اتفاق سلام مع الحوثيين و انسحبوا من اللعبة الخطيرة جدا على اقتصاد المملكة

و نظرا لتاريخ الحوثيين الطويل من القتال و المقاومة أولا ضد الحكومة المركزية اليمنية ، التي أطاحوا بها ، ثم ضد التحالف الذي تقوده السعودية من غير المرجح أن تجبرهم الجولة الحالية من الضربات الجوية على التخلي عن الاستمرار في القتال فقوات انصار الله تتلقى الدعم ليس فقط من إيران ، و أيضا من خلال سلاسل التوريد من الصين و روسيا. لذلك إذا كانت الولايات المتحدة تنوي حقا إضعاف قدرات الانصار العسكرية ، فستحتاج إلى استخدام موارد أكثر من ضربات يوم السبت. و ينبغي أن تشمل بالإضافة الضربات العسكرية هذه اتصالات دبلوماسية مع موسكو و بكين ، و الاهم ارسال قوات بحرية إضافية لمنع وصول الإمدادات إلى الحوثيين ، فضلا عن زيادة الضغط الفعال على إيران.

تشير "إميلي ميليكين"، نائبة مدير الإعلام والاتصالات في مبادرة ( إن 7 )في برنامج الشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلسي إلى أن الضربات الأمريكية الأخيرة استهدفت معاقل الحوثيين المعروفة كمراكز رئيسية لقيادة الجماعة و بنيتها التحتية.

" ترتبط هذه العمليات بتصريحات سابقة لترامب و إدارته حول الحاجة إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد( المتمردين) كما بصفهم وقد تستهدف هذه الضربات القيادات العليا لانصار الله في مرحلة لاحقة على غرار ما حدث للقيادات حزب الله الاخيرة، اذ لا يزال الحوثيون يشكلون تهديدا كبيرا للمنطقة على الرغم من أن الهجمات على قواعدهم و مراكز القيادة و أنظمة الدفاع الجوي قد تضعفهم على المدى القصير فقد، لان هذا التنظيم اثبت مرارا مرونته. حتى بعد الضربات القاسية و المستمرة من قبل التحالف الذي تقوده السعودية على مدى سنوات و الآن الولايات المتحدة و بريطانيا وكما من المرجح أن يكون الرد على هذه الاعتداءات ضربة قوية تستهدف حاملة الطائرات "يو إس إس ترومان في البحر الأحمر أو ضد القواعد الأمريكية في المنطقة ، في محاولة إثبات للمؤيدين من ابناء الشعب اليمني و إلى حلفاء الخارج من طهران الى المدى الأوسع أنهم ما زالوا قادرين قد يقومون بعمليات برية للسيطرة على " مأرب" آخر معقل متبقي للحكومة اليمنية و المركز الرئيسي لإمداد البلاد بالنفط و الغاز ، أو قد يشنون هجمات على البنية التحتية السعودية الرئيسية في محاولة لوضع الحكومة في الرياض في موقف محرج الضغط على واشنطن في نهاية المطاف و هكذا تجربة اتت ٱكلها سابقا.

أن الهجمات التي نفذتها و ما زالت القيادة المركزية الأمريكية رضد اليمن يتم من قاعدة "العيديد في قطر" تمثل تغييرا مهما في السياسة الأمريكية تجاه الجيش اليمني و انصار الله و وفقا ذلك بادر الجيش الأمريكي على شن عمليات مركزة ضد قيادة الحوثيين و منشآت إنتاج الأسلحة في اليمن "هذه الهجمات تؤكد موقف الإدارة الأمريكية من ضرورة منع الحوثيين من تهديد و السيطرة على حركة الملاحة حريتها في البحر الأحمر و هي إشارة مهمة لأصدقاء الولايات المتحدة في المنطقة حول استعداد "واشنطن" لمواجهة الحوثيين بجدية و لكي تكون الحملة فعالة ، يجب أن تكون مستمرة و تدمر مراكز القيادة و السيطرة و القدرة على إنتاج و إطلاق الصواريخ و الطائرات بدون طيار. مستودعات الاسلحة كما يجب أن تمنع الحملة قدرة تواصل إيران مع اليمن و إغلاق طرق الإمداد (عبر بحر العرب و سلطنة عمان) بالاعتماد على المملكة العربية السعودية و الإمارات العربية المتحدة ، اللتين تعرفان جيدا الساحة اليمنية. و استشرافا للمستقبل ، كما يجب أن تؤدي هذه العمليات العدوانية أيضا إلى الإطاحة بالقيادة الأمر الذي يضعف بشكل خطير و كبير موقف إيران في هذه المنطقة الاستراتيجية و قدرتها على التاثير في هذه المنطقة الحيوية لها وبالتالي على موقعها في مفاوضاتها مع واشنطن " بالنظر إلى التوتر الشديد الحالي فإن هذه المواجهات قد تدفع طهران و واشنطن الى الاشتباك المباشر و إشعال الخليج بأكمله

 

اليوم هدف الادارة الامريكية من هذا الهجوم هو رد مباشر على استئناف و تهديد بقصف سفن الشحن البحري في البحر الأحمر و ما يترتب عن ذلك من تهديدات إقليمية واسعة و خطيرة.

لن تسفر الهجمات الأمريكية عن نتائج في الوقت الحالي هي فقط مجرد إشارة ردع قوية لهم و أيضاً تستهدف المنشآت و المعدات العسكرية مما يؤدي إلى استنفاذ موارد الجيش اليمني و انصار الله إلا أننا تعودنا و أثبتوا أنهم يظهرون دائما القدرة على التكيف و التعافي بعد كل معركة كما العادة ، ولاشك ان القصف الواسع و المستمر يؤثر بالمباشر على الحوثيين و على الكثير من المدنيين كون الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون يعيش فيها أكثر من 60 في المائة من سكان اليمن و هذا يثير الخوف و يزيد من العداء و الغضب اتجاه الولايات المتحدة من جانب المواطنين الذين لا يدعمون الحوثيين. بشكل او آخر و ربما يتسبب الدمار الواسع النطاق و الخسائر في صفوف المدنيين و هو ما يمكن للحوثيين استخدامه في تحشيد المزيد من الدعم لهم.

وهناك نقطة هامة قد يعمد اليها الاسطول الامريكي تشديد الحصار البحري لمنع تهريب الأسلحة و قطع الغيار من إيران و يزيل العوامل السياسية و الاقتصادية التي تعزز صمود و سيطرة و قوة الحوثيين العسكرية ، في النهاية ان الشيء المؤكد ان هذا العدوان يطيل في معاناة اليمنيين في كل المجالات .

المصدر: موقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة عن أي فلسطين تتكلم؟
عن أي فلسطين تتكلم؟
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً