جورج حدادين
قد يبدو للبعض الواقع القائم قاتماً بلا أمل، وللبعض الأخر إنسداد أفق، وللثالث احباط ويائس،
بالرغم من ذلك كله الجميع يبحث عن مخرج.
معطيات الواقع القائم:
أولاً: اسقاط النظام السوري وما تبعه من تسليم السلطة لقوى فاشية تكفيرية تابعة أوغلت في الدم السوري، وأنفذت جرائم بشعة ضد مكونات الشعب السوري، وسمحت بإحتلال أجزاء منه، على يد الفاشية التوراتية جنوباً والعثمانية الجديدة شمالاً والأمريكية شرقاً، مجاميع أهدرت الكرامة الوطنية، وهوية سوريا التاريخية.
وتعلن صراحة أن لا مصلحة لها في مقارعة الكيان الفاشي الصهيوني، ولا يهمها مصير الشعب الفلسطيني الأولية لمحاربة " الروافض "
ثانياً: ضربة قوية وجّهت للمقاومة اللبنانية، أغتيال القيادة الأولى والثانية، وعلى رأسهم القائد التاريخي السيد حسن نصرالله، وضربة تسليم السلطة اللبنانية قيادة التفاوض، وصولاً الى الاتفاق الذي على مايبدو من خلاله تم تقدم تنازلات للعدو الفاشي الصهيوني والأمريكي لم يتحقق في ساحة القتال.
ثالثاً: وحرب إبادة وتطهير عرقي للشعب الفلسطيني في القطاع والضفة ، وتدمير البنية التحتية لغزة ومخيمات الضفة،
رابعاً: أنكفاء المقاومة العراقية وتحجيم دورها في الصراع مع الفاشية التوراتية.
خامساً: سياسة الصبر الاستراتيجي الإيرانية التي سمحت بحصول تفكيك وحدة الساحات، وساهمت في انهيار سوريا، وضرب المقاومة اللبنانية.
كل ذلك صحيح، هي معطيات حقيقية، ولكن دعنا نقارن هذه المعطيات اليوم بمعطيات انطلاق المقاومة بعد احتلال بيروت عام 1982 وبدايات مقاومة غزة.
بعض المعطيات في سياق المقارنة التاريخية:
• هل يمكن مقارنة قوة المقاومة وقدرة المقاومة وتجربة المقاومة اللبنانية، حيث انطلاقها في ذلك الوقت، بما هي عليه اليوم حتى وبعد الضربة، أما زالت المقاومة تمتلك المبادرة بانتظار القرار السياسي.
• هل يمكن مقارنة قوة المقاومة وقدرة المقاومة وتجربة المقاومة الفلسطينية، وقت انطلاقها بما هي عليه اليوم، خاصة بعد طوفان الأقصى، الذي اذهل العالم وأحدث حالة انهيار حقيقي للعصابة الفاشية المسلحة، مما اضطر الناتو الى التدخل واستلام قيادة المجابهة العسكرية، وأحدث زلزالاً قوياً داخل المجتمع الصهيوني، وقلب الرأي العام العالمي رأساً على عقب،
• هل كانت اليمن العزيز محسوبة على محور المقاومة في ذلك الوقت، حيث أصبحت اليوم رقم صعب في المعادلة الدولية.
• هل كان موقف الرأي العام العالمي من القضية الفلسطينية كما هو عليه الأن.
هذه المعطيات القائمة اليوم على أرض الواقع ستسمح بمتابعة النضال، ضد مشروع الطغمة المالية العالمية مشروع الشرق الأوسط الجديد / الكبيرالنخب، بناء على قاعدة أقوى وأصلب عما كانت عليه، شرط إجراء مراجعة نقدية ذاتية من أطراف محور المقاومة، للأخطاء والدروس المكتسبة من الوقائع.
الشروط اليوم أفضل بكثير عما كانت عليه من اجل إعادة بناء متلازمة التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي عربياً ودولياً.
هذا التفائل الواقعي يجب أن يغلب التشائم المتخيل في المحصلة، وذاك اليوم ليس ببعيد.
• ستنهض مقاومة سورية استخلصت الدروس والعبر، ضد فاشية مرحلية، كما هو حال كل الفاشيات عبر التاريخ، كلها زالت: ألمانيا إيطاليا التشيلي اليونان ... الخ
• ستتحلل المقاومة العراقية بالضرورة، من قيود اتباع المركز الرأسمالي، وهيمنة الطغمة المذهبية.
• ستتخلى إيران مجبرة، عن سياسة الصبر الاستراتيجي، بسبب غباء وتهور الفاشية الصهيونية وسياسة الاستعلاء الغربي.
• ستفرض اليمن وجودها الصلب في محور المقاومة، وستشكل رقم صعب على صعيد العالم.
• سيعود توحد محور المقاومة بديلاً لوحدة الساحات.
لا تغمسوا خبزكم في دم أبناءكم
لا تسمحوا لليائس والإحباط أن يتسلل الى نفوسكم
الغد أجمل من اليوم والأمس
أحلك ساعات الليل قبل بزوغ الشمس.



