أردوغان أتعب الكثريين في الداخل و الخارج..
مقالات
أردوغان أتعب الكثريين في الداخل و الخارج..
علي وطفي
22 آذار 2025 , 23:42 م


الاحتجاجات تجتاح غالبية البلاد بعد اعتقال"اكرم امام أوغلو رئيس بلدية المدينة و عضو في أكبر حزب معارض في البلاد .

امتلأت ساحات اسطنبول و أنقرة و العديد من المدن بالمناصرين يقرعون الأواني احتجاجا على احتجاز "اكرم"من قبل سلطات اردوغان و التي سارعت الى حظر النزول إلى الشوارع و التصدي المتظاهرين و تترافق الاحتجاجات على الارض مع إطفاء الأضواء في المنازل ، كما حدث عام 2019 ، حينها فاز "إمام غولو" في انتخابات بلدية اسطنبول ، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يعترف بنتائج التصويت.

مع أكرم إمام أوغلو قامت السلطات باعتقال حوالي 100 موظف رفيع المستوى في إدارة مدينة "اسطنبول" بعد يوم من قرار الاحزاب المعارضة الداخلي بترشيحه الى رئاسة تركية القادمة و يعتبر المنافس الرئيسي الاوفر حظا للرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية و التي قد تجري مبكرة في عام 2027.

جرى اعتقاله في منزله الواقع في منطقة *سارير* في شمال المدينة و كان قد نشر رسالة فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي:

"نحن نواجه استبدادا عظيما. لكنني أريدك أن تعرف أنني لن أستسلم. أنا أحبك كثيرا ، و أنا أثق بنفسي للأمة. دع أمتي كلها تعرف أنني سأقف صلبا و شامخاً " ، وعد إمام أوغلو بعد اعتقاله.

كل الطرق الى رئاسة تركية تنطلق من 'اسطنبول" ، مسيرة إمام أوغلو السياسية نفس مسيرة أردوغان إلى السلطة الذي انطلق ايضاً من منصب عمدة اسطنبول في عام 1998 ، حينها حكم على أردوغان بالسجن لمدة 10 أشهر مع غرامة و اتهم آنذاك مثل إمام أوغلو ،بتهمة التحريض على الكراهية العرقية و العنصرية في البلاد.

رافق الاحتجاجات الحالية انهيار الليرة و البورصات كما ألقت السلطات التركية القبض على 37 شخصا يشتبه في نشرهم منشورات استفزازية و تحريضية تدعو للنزول إلى الشوارع على مواقع التواصل الاجتماعي.

اما لائحة الاتهام فهي تتضمن تهمة أولى تتعلق بدعم الإرهاب من قبل إمام أوغلو و محاولة التحالف و تعزيز نفوذ حزب العمال الكردستاني المعترف به كمنظمة إرهابية في تركيا.

وفقا لقناة إن تي في التركية ، بعد الانتخابات البلدية في مارس 2024 ، شكل حزب الشعب الجمهوري و حزب الشعب الديمقراطي الذي يمثل مصالح الأقلية الكردية ، تحالفا غير رسمي و يزعم أن إمام أوغلو قام باعمال غير قانونية.

التهمة الثانية: تتعلق بالفساد و غسيل الأموال ،و أن الشركات التابعة لمجلس مدينة اسطنبول فازت بالمناقصات البلدية و ازدادت أسعار خدماتها ، بينما لم يتم تنفيذ أي اعمال على الارض من هذه المشاريع.

بعد الاعتقال ، أصدر مجلس مدينة اسطنبول نداء رسميا للمواطنين ، أعرب فيه عن أمله في "استعادة العدالة في أقرب وقت ممكن" و سيعود الموظفون المحتجزون إلى واجباتهم.

و اعتبرت قيادة حزب الشعب ان اعتقال إمام أوغلو تم لأسباب سياسية على الرغم من حقيقة أن سلطات المدينة منعت قيام أي تجمعات و مظاهرات بين 19 و 23 آذار ، و لكن احزاب المعارضة استمرت بدعوة أنصرها لاستمرار الاحتجاج و النزول إلى الشوارع و الساحات: "نحن نواجه محاولة انقلاب ضد رئيسنا القادم أمتنا تحب دولتها و لكن إذا حاول شخص ما وضع الدولة ضد الأمة ، فإن الأمة لن تسمح بذلك" بحسب "أوزغور أوزيل" ، رئيس حزب المعارضة ، على شبكة التواصل الاجتماعي إكس.

المعروف انه من المقرر إجراء الانتخابات التالية في شهر نيسان عام 2028. و كانت حكومة اردوغان رفضت إجراء انتخابات مبكرة ، لكن في نهاية العام قد تسنح الفرصة بسبب الوضع الاقتصادي التدهور في البلاد و هي رغبة المعارضة في إجراء انتخابات رئاسية مبكرة .

الاتراك يعلمون ان "إمام أوغلو" هو المنافس الرئيسي المحتمل للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في للتنافس على الرئاسة و ترشح لمنصب عمدة اسطنبول مرتين و فاز مرتين كما يحتل حزب الشعب الجمهوري المعارض المرتبة الثانية في الشعبية بين السكان ، بينما الإحصاءات تؤكد ان تراجع شعبية حزب اردوغان و لا يشعر بثقة كبيرة الآن ، بعد ان خسر الانتخابات البلدية العام الماضي ، و فقد السيطرة على أكبر المدن ، اسطنبول و أنقرة بعد ذلك تم تنظيم مؤتمر حزبه (العدالة والتنمية) الحاكم و قام أردوغان بتغيير 80 ٪ من القيادة فيه من أجل زيادة مستوى الدعم الشعبي ، و كان قد تحدث حتى عن إمكانية تشكيل حكومة ائتلافية بمشاركة المعارضة و لكن توقفت هذه العملية مع تفاقم الأزمة السورية و معها المشكلة الكردية و غيرها من المشاكل."

بكل تاكيد "المعارضة إن وصلت إلى الحكم سوف تعزز التوجه نحو الاتحاد الأوروبي و التقارب مع الغرب، مما لاشك ان السياسيون الأوروبيون يدعمون "إمام أوغلو." وضح ذلك من تعليق على الاحداث "أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الاوربية": "نريد أن تظل تركيا على علاقة قوية مع أوروبا، لكن هذا يتطلب التزاما واضحا بالمعايير والممارسات الديمقراطية و من الأهمية بمكان أن تلتزم تركيا بهذه المبادئ الأساسية."

اما عمدة أثينا "خارس دوكاس": "صديقي أكرم ، نحن معك!" .

من جهة الواضح ان عزلة إردوغان ذات تتعمق في الخارج ايضاًبسبب "الفخ السوري" بعد طعنه لكل من روسيا و إيران و سقوط نظام الأسد بدعم تركيا لجماعة "هيئة تحرير الشام" و إنهيار" اتفاقات أستانا" مما ادى إلى إضعاف مواقف موسكو و طهران في المنطقة ، لكن انتصار أنقرة في سورية هو مؤقت و نلاحظ ان كل من روسيا و إيران يراقبون الاوضاع ببرودة غير معهودة و لا يبدو أنهما مستعجلين بدعمه فالنظام التركي الذي عزز نفوذه في سوريا يجد نفسه الآن محاصرا بين شعبه من المعارضين و هم الاغلبية و الحلفاء السابقين و هو ما قد يساهم في الانهيار التدريجي لنظام أردوغان و حكمه فهو يفقد الدعم الداخلي و شريان الدعم الخارجي بالتوازي و هو الذي تعهد بدعم سلطة الانقلاب في دمشق في كل المجالات على حساب الشعب التركي ، لان الانظمة العربية على مايبدو لن تقوم بالدعم الإقتصادي و المالي لها كي تمنحة اسباب تمكين نفوذه المستدام في سورية الجديدة على حساب نفوذها ، مع تسارع تدهور العملية التركية و البورصات المالية الحالي و إذا استمر هذا المسار ، فقد تواجه تركيا قريبا عواقب صعبة و خطيرة.

السؤال الاهم كيف و ما هو رد فعل الولايات المتحدة على ما يحدث في تركيا؟

المعروف ان "علاقة ترامب و أردوغان صعبة يمكن أن يؤثر ترامب بشكل كبير على الوضع في تركيا لكن لديه مصالحه , من ناحية أخرى إذا دعم وصول المعارضة فإنه يخاطر بتعزيز موقف الاتحاد الأوروبي بينما إضعاف الاتحاد الأوروبي هو أحد الأهداف الرئيسية التي يسعى إليها ترامب اليوم."

المصدر: موقع إضاءات الإخباري