"أنا شيدُ عليّ".
«لعليٍّ» جنّةٌ أخرى
ومحرابُ المدينة
لم يزل ينتظر الآتي من الأرض إليها
و«عليٌّ» أجملُ الموتى إذا ما ذكروا
في غدٍ أسماءه واستذكروا
سيّد الناس وربّان السفينة
و«عليٌّ» ماتَ مطعوناً على محرابهِ
ومضى
لكنّهم لم يعلموا
أنّهُ يعبرُ في هذا السحابْ
وجهُهُ
يصعدُ من هذي القبابْ
صوتُهُ
حتّى إذا ما نظروا
في مراياهم غداً وانتظروا
أرجع الليل
مع الليلِ عيونه
طائر يخرج من طينةٍ كل مساءْ
ليرى وجه «عليّ»
طائر يخرجُ
والريح دويّ
كلما جلجل رعد في السماءْ
شخصت أبصارهم
نحو «عليّ»
قرويّون أسارى وَجْدِهِمْ
وتُرابيّون من شرق الفراتْ
مالت الأرض بهم أم لم تمِلْ
كلّما جلجلَ رعدٌ في الفلاةْ
مالت الحرب بهم أم لم تملْ
تركوا أسماءهم واغتربوا
في المدى الأزرقِ
إذ تبكي الخيولْ
هكذا يحلج «حلّاجُ الحقولْ»
حَجَلَ الوقت
وترتيب الردى
هذه
أغنية للغرباءْ
...
شربتُ الراحَ
لكنْ
دونما خمرٍ
ولا أكوابْ
أغِثْ مجنونَكَ الباقي
على هذا الهوى الغلّابْ
وأنت الخمر والساقي
وأنت الكرمُ والأعنابْ
أغِثْ
بي لوعة المتروكِ
في وادٍ بلا أَسبابْ
أَغِثْ
لا باب يوصلني
إلى المحرابِ أنت البابْ
وأنتَ البابُ
والمحرابُ
والساعي
إلى الأعتابْ


