تمكن فريق من علماء الأحياء في جامعة واشنطن من إبطاء التدهور المعرفي لدى الفئران المسنة عبر تطوير علاج جيني يُحفز عمل الجهاز اللمفاوي في الدماغ، مما يُسرع دوران السوائل في الجهاز العصبي المركزي.
كيف يعمل هذا النظام؟
يُعد "النظام الغليمفاوي" شبكة معقدة من القنوات الموازية للأوعية الدموية واللمفاوية، والتي تدور عبرها السوائل البيولوجية في الدماغ، يلعب هذا النظام دوراً حاسماً في:
- توزيع السائل النخاعي
- التخلص من النفايات الخلوية الناتجة عن عمل الخلايا العصبية
- الحفاظ على التوازن الكيميائي للبيئة الدماغية
العلاقة بين الخلل اللمفاوي وأمراض التنكس العصبي
أظهرت الدراسات الحديثة أن ضعف هذا النظام قد يُسرع من تطور:
- مرض ألزهايمر
- أمراض التنكس العصبي الأخرى
- تراجع الوظائف الإدراكية مع التقدم في العمر
وقد لاحظ العلماء خلال التجارب أن الفئران التي عانت من ضعف في الأوعية اللمفاوية الدماغية أظهرت:
- انخفاضاً ملحوظاً في الذاكرة
- تراجعاً في القدرة على التعلم
- إجهاداً مفرطاً لخلايا "الميكروغليا" المسؤولة عن المناعة العصبية
العلاج الجيني: نتائج واعدة
قام الباحثون بتطوير علاج جيني يعزز نمو الأوعية اللمفاوية في أدمغة الفئران المسنة، وبعد أربعة أسابيع فقط من الحقن، لاحظوا:
- تحسناً كبيراً في سرعة دوران السوائل الدماغية
- تعزيزاً ملحوظاً للذاكرة والقدرات المعرفية
- استعادة جزئية لوظائف الخلايا العصبية
تطبيقات مستقبلية محتملة
يعلق البروفيسور جوناثان كيبنيس، أحد المشاركين في البحث:
"على الرغم من عدم قدرتنا على إحياء الخلايا العصبية الميتة، إلا أن تحسين أداء النظام اللمفاوي قد يساعد في الحفاظ على الوظائف المعرفية لدى كبار السن."
ويُعتقد أن هذا النهج العلاجي قد يُشكل أساساً لـ:
- تطوير أدوية جديدة لمكافحة شيخوخة الدماغ
- تحسين جودة الحياة للمصابين بأمراض التنكس العصبي
- فتح آفاق جديدة في فهم آلية عمل الجهاز اللمفاوي الدماغي
يمثل هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو فهم أعمق لآليات الشيخوخة الدماغية، ويُبشر بإمكانية تطوير علاجات فعالة للحفاظ على الوظائف المعرفية مع التقدم في العمر.
