المخطط المدروس والعجز المقابل أساس الأحداث الحالية المتسارعة
مقالات
المخطط المدروس والعجز المقابل أساس الأحداث الحالية المتسارعة
‏د.هالة أنور الأسد
26 آذار 2025 , 22:50 م


‏تسارعت الأحداث في الآونة الأخيرة بصورة مرعبة، لكن مقدمات ما حدث لم تكن وليدة الصدفة بل بدأت منذ بدايات القرن الجاري، بناء على مخطط مدروس وخطط بديلة جاهزة ومحضرة مسبقا.

وقد برزت خلال الفترات الماضية الكثير من المؤشرات التي كانت تدل على ما سيحدث، لكن أحدا لم يكن يهتم لها أو يريد ملاحظتها بسبب الانشغال في مسائل الحياة اليومية، وإن لاحظها البعض حقا فإنها لن تكون ذات أهمية لهم، بحكم تفكيرهم بأمورهم اليومية فقط، أو قد يهتمون به من باب العلم بالشيء وأن يكون لديه خبر يتحدث به مع زملاءه ومعارفه، وأن يطلعهم على معلوماته لمجرد  الحديث ليس إلا.

‏أما المهتم ممن لاحظ تلك المؤشرات التي تحدث في أطراف البلاد دون أن تنال أي اهتمام خارجي أو داخلي شرقا غربا وحتى شمالا وجنوبا، لم يقف عندها أيضا بل اجتهد على استنتاجه للقادم المريع في تلك الآونة، حرصا على الظهور بحكم دراسته أو عمله.

ورغم ذلك فقد كان ظهور مثل هؤلاء المهتمين على المحطات التلفزيونية لسرد التحليلات السياسية ولتوضيح الحقيقة يصطدم بالتضليل الإعلامي العالمي المكثف، ورغم أن صوتهم وتحليلهم سيطلب على المحطات لكنه يواجه بأسئلة صعبة وبالمراوغة، والهدف هو الابتعاد عن صلب الموضوع وتبيان حقيقة الوضع.

هذا التضليل الإعلامي الذي فاق كل توقع أو تصور ممكن، تم توجيهه إلى شعب يعيش بأمان من عمله لمنزله، لإثارة استياءه وامتعاضه من أمور سطحية، وقد عملت على هذا التضليل دول بقراراتها وأموالها ومموليها من الغرب، ومنها المحفل الماسوني العالمي، والتي كانت تضع نصب أعينها نجاح كل سيناريو مضلل، أو العمل عليه عبر الذكاء الاصطناعي أو باستخدام الأشخاص ممن يقبلون الأدوار الموكلة إليهم بمقابل دون اكتراث بالنتائج المدمرة المترتبة على التضليل.

وقد كان كل شيء محسوبا بدقة متناهية، حتى كيفية تلقي أي مواطن لهذا السيناريو في ذاته، واستحواذه على عقله بالدم والتعذيب، لدرجة أن ما تم من سيناريوهات لم يتم تصويره حتى في هيوليود!!!

ومع أن الأمر قد ‏تم الآن، لكن كان هناك فيما سبق ومنذ عام 2000، plan A، وplanB، ومن ثم الـ planD، وهي الأخطر على الإطلاق، وهي على المدى الطويل والأسرع، وكما يُقال المباغتة أو السرعة في الأحداث المصورة مسبقا حتى لا تستطيع أن تفكر، لتكون بمثابة عرض وراءه الأقوى.

وقد بدأت plan A، وplanB، ووصلنا بعدها إلى واقعنا هذا، وهذه الخطط تعني الحصار الاقتصادي، وهو ‏الحصار الدولي لتطبيق الحصار الاقتصادي الاجتماعي والعسكري، حتى يتم الانفجار في دقائق أو ساعات أو حتى بضع أيام بسرعة كبيرة، لا تدع مجالا لأي متلق لمجرد التفكير، وبغض النظر عنه إن كان عربيا أو أجنبيا، وبناء عليه يستشري الفساد المزعوم، على الرغم من حقيقة وجوده عربيا بنسبة ضئيلة، مقارنة بما تعاني منه دول عظمى على مر العصور.

ويترتب على الحصار إعطاء الشروط المفروضة مسبقاً، رغم أنها كانت قد رُفضت شكلاً ومضمونا، مع العلم أن فساد الحرب لا يشبه أي فساد آخر، وأبرز معالمه ضخ أموال لا يتقبلها العقل حتى لا يستطيع أي جانب الرفض لهول مارآه! وذلك في كافة المفاصل الدولية العربية، بعد أن فشلت الخطط بالشكل المباشر وعلى كافة الأصعدة، ‏والتي كان منها التمدد إلى داخل الدين أيضا.

هذا التمدد جاء على الرغم من قيام من يعلمون، بمنع إدراجها ضمن planD، وتحت بنود معلومة أيضا على المدى الطويل، من خلال رجال الدين المعتدلين ومن لهم باع في أصول السياسة، وبحكم استلامهم لروابط إسلامية وغيرها في الشرق الأوسط مع الغرب، وتقبله لهم على أنهم علماء بلدانهم.

لكن ذلك لم يدم، لأن الخطط قد تم تنفيذها دون تحقيق أي هدف منها أو تقدم كما كان متوقع منها مسبقا على الارض وعلى صعيد المنطقة بأسرها عمليا،

ومن هنا ‏اعتُمدت plan D، رغم خطورتها حتى على الغرب، ‏ورغم العدد الذي لايمكن تخيله من أرواح تُزهق، وعلى الطائفة التي يقع عليها الاختيار أولا.

ومع ذلك فقد نفذ كل ما كان، حتى الخيارات التي كان لا بد من إدراجها بسرعة وقوة ووحشية، وخلال المدة الأقصر في العالم، كما أسلفت في صلب الكلام.

وقد تم العمل بهذه الخطة، ولاقى ما تم تصويره وإعلانه وضخه، استعداد المقابل له في الجهة الأخرى أي البيئة بشكل عام.

‏وهذا ما سأكمله في مقال لاحق قريبا، رغم أنه لن يلاقي تصديقاً ولا تقبلاً، كما أنه سيُستهجن بشكل كبير، خاصة على الصعيد الديني السياسي، لأنه سيكون تحليلا دقيقا ليس كما يُلقن المتلقي في لوح محفوظ، وأيضا سيتم استنكاره على الصعيد الاجتماعي الغير متماسك، لأنه لا يفكر بعقله ولا يجتهد في الدين حتى يعلم، وخاصة بماهية الدين المسيس على مدى قرون.

فالتكلم في الحق والحقيقة يصطدم دائما بأصحاب العقول المتحجرة الذين لا يقبلون النقاش ولا التفكر بالأحداث والنتائج، فقد أصبح الحق والحقيقة أصعب ما يمكن تصديقه وتقبله في مجتمعاتنا المنغلقة البعيدة عنها، وأمست كذبة كبيرة تلاقي مع الأسف الشديد رواجاً مخيفا، مقابل كلمة صادقة لا تلقى آذانا صاغية لدى شعوب كما نعرفها متميزة بثقافتها بحكم الأرض والتاريخ.

 ‏د.هالة أنور الأسد

المصدر: موقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة أنشودة يا إمامَ الرسلِ يا سندي, إنشاد صباح فخري
أنشودة يا إمامَ الرسلِ يا سندي, إنشاد صباح فخري
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً