ذوبان جليد أنتاركتيكا يسبب تبريد المحيط الجنوبي رغم الاحتباس الحراري
علوم و تكنولوجيا
ذوبان جليد أنتاركتيكا يسبب تبريد المحيط الجنوبي رغم الاحتباس الحراري
29 آذار 2025 , 07:51 ص

تناقض غامض في نماذج المناخ

على عكس توقعات نماذج المناخ العالمية التي تنبأت باحترار مياه المحيط حول أنتاركتيكا، سجلت الملاحظات الفعلية تبريداً في هذه المياه خلال العقود الأربعة الماضية. كشفت دراسة جديدة من جامعة ستانفورد أن هذا التناقض يعود إلى عاملين مهملين في النماذج الحالية: تأثيرات مياه الذوبان من الجليد القاري وعدم تقدير كمية الأمطار الإقليمية بدقة.  

آلية التبريد المثيرة

أوضح البروفيسور إيرل ويلسون، المؤلف الرئيسي للدراسة المنشورة في مجلة "جيوفيزيكال ريسيرش ليترز"، أن الاحترار العالمي يتسبب في ذوبان الجليد وزيادة هطول الأمطار، مما يجعل الطبقة السطحية للمحيط أقل ملوحة وأقل كثافة، هذه الطبقة العازلة تمنع اختلاط المياه السطحية الباردة بالمياه الدافئة الأعمق، مما يعزز تأثير التبريد.  

ثغرات في النماذج المناخية

أشارت الدراسة إلى أن معظم النماذج المناخية المتطورة تهمل تأثير مياه الذوبان الجليدية على تيارات المحيط، مما يشكل مصدراً رئيسياً لعدم اليقين في توقعات ارتفاع مستوى سطح البحر المستقبلية.  

تأثيرات عالمية بعيدة المدى

يؤثر تبريد المحيط الجنوبي على:  

- أنماط الطقس العالمية مثل ظاهرة النينيو والنينيا  

- توزيع الأمطار في مناطق بعيدة مثل كاليفورنيا  

- امتصاص المحيطات للكربون والحرارة الزائدة  

اكتشاف مفاجئ

وجد الباحثون أن المياه العذبة القادمة من المناطق الساحلية في أنتاركتيكا لها تأثير أكبر على درجات حرارة سطح البحر مقارنة بالمياه الموزعة على نطاق واسع عبر الأمطار، هذا الاكتشاف غير المتوقع قد يغير فهم العلماء لتشكل الجليد البحري ودورته الموسمية. 

نتائج الدراسة الرقمية

باستخدام 17 نموذجاً مناخياً مختلفاً، حدد الباحثون أن المياه العذبة المفقودة في النماذج تفسر ما يصل إلى 60% من الفجوة بين درجات الحرارة المتوقعة والملاحظة في المحيط الجنوبي بين عامي 1990 و2021.  

تأثيرات مستقبلية

حذر الباحثون من أن اتجاهات ذوبان الجليد هذه قد بدأت بالفعل في تغيير ديناميكيات المحيط والنظام المناخي العالمي، مما قد يؤثر على التوقعات المناخية القريبة.

يختتم البروفيسور ويلسون بالقول: "لطالما عرفنا أن ذوبان الصفائح الجليدية سيؤثر على تيارات المحيط في القرن المقبل، ولكن دراستنا تقدم أدلة جديدة على أن هذه التأثيرات بدأت بالفعل في تغيير المناخ العالمي."  

تمثل هذه الدراسة تقدماً مهماً في فهم التفاعلات المعقدة بين الجليد والمحيط والغلاف الجوي، وتسلط الضوء على الحاجة إلى تحسين النماذج المناخية لدمج هذه العوامل بدقة أكبر.