خلال متابعتي للرسائل الواردة؛ لفت أنتباهي مقال منسوب إلى حاكم مصرف لبنان يتحدث عن منطقة منزوعة السلاح في الجنوب اللبناني تحت إشراف قوى الأمن الدخلي يسمح فيها لبعض وحدات الجيش التواجد فيها.
ونظرًا لدقة المضمون وخطورته بحثت بدقة للتأكد من أصل الموضوع وقد توصلت إلى أصل المقال باللغة الأجنبية؛ لذا سأرسل لكم المقال والمستند الأساس له، لتتعرفوا على التفكير السياسي الَمتقدم جدًا للحاكم آنحو السلام مع العدو الصهيوني.
وأترك لكم حرية التعليق.
عدنان علامه /عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
*حاكم المصرف المركزي طرح خلال الحرب أكثر من تطبيع: سلام مقابل نزع سلاح الجيش والحزب جنوب نهر الدامور!!!*
بعد أسبوع واحد على اندلاع الحرب الكبرى في جنوب لبنان، كتب كريم سعيد الذي عُيِّن قبل أيام حاكمًا لمصرف لبنان مقالًا (بتاريخ 30 أيلول 2024) يقترح فيه إقامة منطقة منزوعة السلاح تمتد من نهر الدامور حتى الحدود مع فلسطين المحتلة. أي عمليًا: نصف لبنان خارج السيادة، وخاضع لمنظومة أمنية خارجية تُدار بالكاميرات، والطائرات المسيّرة، والكلاب البوليسية، مع استبدال الجيش اللبناني بدور للشرطة ومنع تواجد مسلح وحقيقي له في المنطقة، وإفراغ المنطقة من أي سلاح.
نُشر المقال في Middle East Forum، وهي مؤسسة أمريكية يمينية متطرفة يقودها دانيال بايبس، المعروف بعدائه العلني للعرب والمسلمين، وعدائه المرضي للفلسطينيين والمقاومة. المنتدى يُعد منصة دعائية للمشروع الصهيوني، تبرّر الاحتلال، وتروّج للتدخلات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية، وتمنح منابرها لوجوه استخبارية صهيونية ومراكز ضغط مثل AIPAC.
المقترح لا يكتفي بنزع سلاح غير الدولة، بل ومنع تواجد سلاح الدولة، ويضع الجنوب كله في قالب أمني تُرسم حدوده من الخارج، وتُفرَض عليه رقابة لا تليق إلا بالسجون أو بالمناطق المحتلة. يتم تقييد الجيش اللبناني نفسه، واستبداله بجدار رقابي صامت. الجنوب، وفق هذه الرؤية، لم يعد جزءًا من الوطن بل بقعة “قابلة للضبط”، وظيفتها ضمان أمن إسرائيل.
الكاتب لا يرى في أهل الجنوب مواطنين أو بشر حتى، بل مصدر إزعاج مزمن. لا يتعامل معهم كشعب قاوم الاحتلال ودفع أثمانًا باهظة من دمائه، بل كحالة ينبغي تحييدها، إخضاعها، ومراقبتها. إنها النظرة نفسها التي حملها جنرالات الاحتلال إلى أرض الجنوب، وقد عادت اليوم في خطاب ناعم، لكنه لا يقل خطرًا.
والسؤال الفادح: كيف يُسلَّم موقع بهذا الوزن السيادي، في لحظة انهيار وطني، لشخص يرى في الأمن اللبناني عبئًا يجب تفكيكه، وفي السيادة مجرد عائق أمام “الاستقرار” كما تراه إسرائيل؟ إن خطورة هذا التعيين لا تكمن في المقال فقط، بل في ما يفتحه من أبواب على مستقبل يُعاد فيه ترتيب الدولة بأدوات ناعمة، وبأيدٍ مأذونة رسميًا.
https://www.meforum.org/middle-east-forum-observer/a-demilitarized-zone-is-a-prelude-to-any-peace-process-between-israel-and-lebanon



