كتب حسن علي طه:ىإميل لحود، وفخامة الاسم تكفي.
مقالات
كتب حسن علي طه:ىإميل لحود، وفخامة الاسم تكفي.
حسن علي طه
2 آب 2025 , 12:42 م

الرئيس الذي كبرت به الفخامة، لا الفخامة التي كبرته.

أنا الرجل الخمسيني الذي عايش تفكك وانحلال وطن،

ولكن – للأمانة – وفي عتمة هذا العمر، كان هناك بعض الوميض ونفحة من الجمال.

عام 1992 عاش لبنان وهم بناء الدولة، بدفع من ما عُرف بـ"اتفاق الطائف" الذي جمد الحرب الأهلية.

والأصح والواقع أن أهل الطائف أوقفوا تمويل الحرب، وألبسوا ناسها وناسهم ياقة وعطروهم بالبرفان، بعد أن عطّرونا بالآلام،

وهم حاضرون لتمويلها في أي لحظة.

يومها كانت إسرائيل ما زالت تحتل جزءًا كبيرًا من لبنان، فيما عُرف بـ"الشريط الحدودي".

في ذروة قوة الحكم، وما عُرف حينها بالترويكا الحاكمة (الهراوي – بري – الحريري)،

كان هناك موظف برتبة قائد جيش عرفناه: إميل لحود.

عندما أخذت الترويكا قرار إرسال الجيش إلى الجنوب (المحتل نصفه)،

كان القرار، شكليًا، سياديًا بامتياز، كما هي حال الشعارات السيادية اليوم: "حصرية السلاح والدولة والسيادة".

لكن الموظف إميل لحود، برتبة قائد جيش، تمرّد ورفض تنفيذ الأمر،

وقدّم استقالته لمعرفته أن هذا القرار "السيادي" فحواه ضرب الجيش بالمقاومة،

والمستفيد الوحيد: العدو الإسرائيلي.

تمرّد إميل لحود، فخضعت الترويكا لتمرده.

عام 1998، وبفضل تمرد 1993، وصل لحود إلى قصر بعبدا،

(المرة الوحيدة التي شعرت فيها بفخر الانتماء لوطن رئيسه إميل لحود، رمز القيم، الشرف، الوفاء، والكرامة).

عام 2000، وفي عهد لحود، اندحرت إسرائيل من لبنان،

وتولّت أمريكا هندسة هزيمتها بشخص وزيرة خارجيتها مادلين أولبرايت.

ومن منا ينسى اتصال أولبرايت بالرئيس لحود – ليس يزيد وفرحان وأسماء بلا وجوه، ولا براك، ولا تلك "اللازم نتذكر أنه من أصل لبناني" –

الاتصال الذي استمر حتى الرابعة فجرًا، وكانت أولبرايت تردد فيه للرئيس مرارًا:

"أنت عارف حالك ومنتبه مع مين عم تحكي"،

إلى أن قال لها الرئيس:

"مسز أولبرايت، صارت الساعة أربعة الفجر، بدي نام".

إميل لحود الذي يعرف للشرف معنى، استقبل ثلة من المقاومين في قصر بعبدا،

وكان قبلها قد استقبل قائدهم على باب القصر، في خرق فاضح وواضح للبروتوكول.

إميل لحود، مع كل محنة تمر بنا، نتذكرك،

نتذكرك عندما نرى الجبال،

ونتذكرك عندما نرى الأقزام – "الحسن يظهر عكسه الضد".

إميل لحود، عندما نذكر الكرامة والشرف، نتحسر على عهدك.

لكل دولة رجال، ولكل دويلة أقزام وأشباه رجال.

إميل لحود، وفخامة اسمك تكفي.

والسلام.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري