لقد طفح الكيل وزاد كثيراً عن حده من تصريحات عدوانية وعبارات وصلت لحد المطالبة بالإبادة للمسلمين الشيعة في لبنان، وذلك من إعلاميين وسياسيين وكتبة على وسائل التواصل ووزراء ونواب، ومن بعض الوسائل الإعلامية من أبناء الطوائف المسيحية في لبنان، ولأنه زاد هذا الأمرُ كثيرا عن حدِّه، وأصبح يهددُ مستقبلَ السلمِ الأهليّ، فإن لم يبادر رؤساءُ الكنائس، وعلى رأسهم الكنيسةُ المارونية، إلى لَجْمِ وإستنكارِ هذهِ المواقفِ والتصريحات _ والسكوت عنها بما يُفْهَمُ منهُ الرضى عنها_ ووضعِ حدٍّ لها، فإنها تتحمل مسؤوليةَ ماينتجُ عنها من تداعياتٍ لهذه الروحِ العدوانيةِ تُجاهَ الطائفةَ الإسلاميةِ الشيعيةِ في لبنان. . إذ من نتائج هذا التحريض أنّنا بدأنا نسمع الكثير من الكلام؛ نحن في بلدنا هذا، نريدُ أن نعيشَ أعزاءَ، نحنُ وشُركاؤنا فيه، ولن نَذِلَّ إلّا للّٰه، ولن يرى عزةً كلُّ مَنْ يتطاولُ علينا ...
ولن نهابَ، ولن نخشى أيَّ مُعْتَدٍ وأوَّلُهم العدوُّ الصهيو أميركي.
وأنتم، ولا شكَّ، تذكرون عندما كان بعضُ اللبنانيين جزءاً من اجتياح إسرائيل لِلُبنان العام 1982، حيثُ كانت أفعال سعد حداد وأنطوان لحد، ومُرتكبي مجازر صبرا وشاتيلا وصمةَ عارٍ على كلِّ مَنْ أيَّدَ وسانَدَ وصفّقَ لهذهِ الأعمالِ الإجرامية.
ورأيتم بأس أبناء السيد موسى الصدر، والشهيد السيد حسن نصرالله على كل مُحْتَلٍّ ومُعْتَدٍ وكيف أخرجوا العدُوَّ من جنوب لبنان ذليلاًعام 2000، وكيف تصدّوا لهُ وهزموه عام 2006، وليكن معلوماً أنّنا نحنُ حُماتُكُم، وليس الحلفَ الأطلسي الّذي لم يستطع أن يحميَ نفسه عندما أبرم بعضُكم معه إتفاق 17 أيار ..
إنَّ هذا النوعَ من الاعتداءات السالفة والتحريض يضع القضاءَ أمامَ مسؤلياتِه، كما يضَعُ الجيش اللبنانيَّ، موضعَ الأملِ التقدير، يضعُهُ أمامَ مهامِّهِ المُقدّسةِ في حفظِ البلادِ والعباد.
وحتى لا يقالَ: هذا كلامٌ طائفيٌّ وهو بعيدٌ كلَّ البُعْدِعنِ المقاصد، فإنّنانلفِتُ إلى الأصوات الحرةالتي تحوزُ كل التقدير والإحترام، لأنّها
تنطقُ بالحقِّ والجَرْأَة، خاصةً من بعضِ أبناءِ الطوائفِ المسيحيةِ الكريمةِ، الحريصةِ على السِّلْمِ الأهليِّ والتعايشِ الصادقِ بينَ أبناء لبنان الوطن الأوحدوالنِّهائيّ لجميعِ طوائفِه.
إن التأييدَ لهذا النهجِ المقاومِ والمساندِوالمستنكِرِ، لما يتعرضُ له الشعبُ الفلسطينيُّ من إبادةٍ بأيدي أشرارِ العالم، لا يمكن أن يكونَ ضِمنَ قاعدة" الساكت عن الحق شيطانْ أخرس".
إبراهيم سكيكي.
30 / 3/ 2025



