‏ترامب يعترف ويُدين نفسه: فخر بقتل المدنيين واعتراف بالهزيمة البحرية
مقالات
‏ترامب يعترف ويُدين نفسه: فخر بقتل المدنيين واعتراف بالهزيمة البحرية
محمد الحمد
6 نيسان 2025 , 20:18 م

‏نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقطع فيديو عبر حسابه على منصة "إكس" قال فيه:

‏"هؤلاء الحوثيون تجمعوا لتلقي التعليمات من أجل تنفيذ هجوم، لكن هيهات! لن ينفذ هؤلاء الحوثيون أي هجوم!

‏ولن يتمكنوا من إغراق سفننا مرة أخرى أبدا!"

‏من خلال هذا التصريح، يعترف ترامب صراحةً بأن القوات اليمنية قد أغرقت بالفعل سفنًا أميركية في وقتٍ سابق، إذ قال بوضوح: "لن يغرقوا سفننا مرة أخرى"، وهو ما يُعدّ إقرارًا لا لبس فيه بفعالية العمليات اليمنية في البحر الأحمر ضد الوجود العسكري الأميركي.

‏الجانب الآخر من المقطع لا يقل خطورة عن الاعتراف، إذ يكشف ترامب وفريقه عن جهلٍ بالغ، وجريمةٍ علنية، حيث يُظهر الفيديو استهداف مجموعة من المواطنين اليمنيين الذين كانوا يقفون بشكل طبيعي، في مشهدٍ اجتماعي من صميم الموروث اليمني الشعبي، وليس كما زعم ترامب بأنه اجتماع أمني أو تجمع مسلح. هذا الترويج لقتل المدنيين والتباهي بذلك، يفضح طبيعة العقلية التي تدير السياسة الأميركية، والتي لا تختلف في سلوكها عن التنظيمات الإرهابية التي لطالما استخدمت العنف ضد الأبرياء وروّجت لجرائمها بكل فخر.

‏وهذا يقودنا إلى جانب آخر لا يقل أهمية، وهو التضليل الإعلامي الذي تمارسه الإدارة الأميركية، وتحديدًا وزارة الدفاع، والتي زعمت أن حاملة الطائرات "ترومان" خرجت للصيانة بعد تعرضها لحادث اصطدام. غير أن الواقع، كما يُظهره الفيديو المرفق، وسياق الأحداث يُشير إلى أن هذه التصريحات ما هي إلا كذب مركّب، لأن حاملة الطائرات لا تُبحر بمفردها أصلًا، بل تكون محاطة دائمًا بمدمرات وبوارج حربية تؤمن لها الحماية، مما يجعل مزاعم الاصطدام مثيرة للسخرية، وتدل على محاولة فاشلة للتغطية على استهداف عسكري ناجح.

‏إن البيت الأبيض، في ظل هذه العقلية، يُدار من قبل إرهابي. فإذا ما رجعنا لتعريف الإرهاب، فهو ببساطة: "نشر الخوف والذعر في قلوب الناس، وخصوصًا المدنيين". وهذا تمامًا ما رأيناه في منشور ترامب، الذي يفتخر فيه بقتل مدنيين، دون أي وازع أخلاقي أو إنساني.

‏لقد عايشت الشعوب التي ذاقت ويلات الإرهاب هذا النوع من السلوك، وخصوصًا في العراق، حين كانت العصابات الإرهابية تقتل المدنيين وتنشر جرائمها بفخر أمام الكاميرات. وبصفتي عراقيًا، أستذكر أن الجيش الأميركي نفسه ارتكب مجازر بحق المدنيين العراقيين، ولا تزال حادثة "حديثة" محفورة في ذاكرة كل عراقي، حين قُتل الناس بدمٍ بارد.

‏ولعل المثال الأوضح والأشد إيلامًا اليوم هو ما يحدث في غزة، حيث تُرتكب مجازر لا مثيل لها في التاريخ الحديث، تحت إشراف وإدارة وسلاح أميركي مباشر. أجساد الأطفال المقطعة والمحروقة يوميًا، الحصار الخانق على النساء والأطفال، وتدمير البيوت فوق رؤوس ساكنيها، كل ذلك يُجسد أبشع صور الإرهاب الرسمي المُنظم الذي تمارسه الإدارة الأميركية وحليفها الكيان اللقيط، دون رادع من قانون أو ضمير.

‏لذلك، فإن منشور ترامب لا يختلف في جوهره وسلوكه عن فحوى منشورات أمراء الجماعات الإرهابية المدعومة امريكياً وصهيونيا، التي كانت تفتخر بجرائمها ضد المدنيين، وتبررها بعقلية منحرفة لا تعترف بأي معيار للإنسانية أو القانون.