هل فات الأوان؟ ماذا بعد؟
مقالات
هل فات الأوان؟ ماذا بعد؟
حليم خاتون
7 نيسان 2025 , 14:10 م

كتب الأستاذ حليم خاتون:

حتى لا نجلس كالنساء في مآتم عزاء نندب!!...

حتى لا نقف يوما على أطلال أمة اعتقدت لوهلة انها هي خير من أخرج للناس!!...

علينا أن نقف على هذا المنعطف الخطير الذي وصل اليه محور المقاومة...، ونقول الحقائق كما هي...

غزة تُباد بشكل منهجي...

لبنان يتخبط على غير هدى، وقد ملك قراره صعاليك السبت اليهودي الذين تحتفل بهم "الحدث" و"العربية" من اجل مشروع نيوم الذي يقوم على إبادة أحرار العرب، واستعباد ما تبقى...

سوريا طارت...

حتى قطعان الجولاني؛ لم تعد اسرائيل تكترث لدور قد يلعبونه...

هؤلاء الأغبياء الذين تم جمعهم من أربع أنحاء المعمورة من أجل وأد الأمل قبل أن يتحول إلى مارد في فلسطين وبلاد الشام وبلاد ما بين النهرين...

حتى هؤلاء الوحوش البشرية؛ تم الاستغناء عنهم...

دورهم قد انتهى...

لقد كشرت الامبريالية عن كل أنيابها، ولم تعد تخاف من كشف استراتيجيتها القائمة على الابادة والتهجير سواء اجتمع العرب في الرياض او في القاهرة او في هونولولو...

أساسا، لا إبن سلمان، ولا إبناء زايد، ولا أولاد خليفة ولا آل الصبّاح ومعهم إردوغان وبقايا القوميين العرب من امثال فؤاد عجمي وفؤاد السنيورة؛ ولا حتى بقايا الماركسيين من أحفاد بليخانوف وكيرنسكي من أمثال الياس عطاالله ونواف سلام... كل هؤلاء جزء خادم في مشروع كبير يقوم على ركائز ايديدلوجية المحافظين الجدد من المسيحيانية الصهيونية في أميركا وبريطانيا وحضارة الساكسون في العالم...

سوف "يحْرد" البعض في محور المقاومة عند ذكر هذه الحقائق...

لن تعجب الكثيرين هذه الحقائق المرّة...

هربا من واقع لا يريد البعض تحمل مسؤولية الوصول إليه، سوف يتم نعت الكاتب بكل الأوصاف التي لا تليق..

قد يصل البعض الآخر إلى اتهامات بالجملة بالعمالة...

بعض الصابرين من أحفاد أيوب سوف يتهم كاتب هذه الأسطر ب"الطاووسية"، والطواويس عند العرب من أشباه القذافي وصدام حسين موجودون أيضا في محور المقاومة؛ وهؤلاء حصرا هم أخطر أنواع البشر على القضايا المصيرية...

نحن الآن يا إخوان على بعد خطوة من الكارثة...

يردد ببغاوات المقاومة من رجالات الإعلام والسياسة اعترافات السيد الشهيد نصرالله بإنجازات العدو...

لو لم يقلها السيد الشهيد بنفسه لما قالوا حرفا في ذلك...

هم هكذا... ببغاوات من أيام أحمد سعيد في ال٦٧ إلى يومنا الحاضر...

الكل يضع اللوم، كل اللوم على الخرق الأمني الفظيع الذي ظهر عند حزب الله، وفي إيران...

نعم هناك إخفاقات أمنية فظيعة...

إخفاقات اطلق عليها السيد الشهيد وصف إنجازات، فكرت سبحة السنة ابواق المقاومة في استعمال نفس الكلمة: إنجازات...

بنظر الجميع؛ المسؤول عن ذلك هو أجهزة الأمن في محور المقاومة...

لكن هل تُختصر الأمور بهذه الإخفاقات الأمنية؟

لقد تعرض العدو إلى إخفاقات أمنية رهيبة في السابع من أكتوبر...

بصراحة لولا أن هرع الغرب بقضه وقضيضه، لما قامت للكيان الصهيوني قائمة بعد ذلك اليوم المجيد...

لكن هل هو الغرب فقط من أنقذ الكيان في تلك اللحظات التي كادت تكون حاسمة في الصراع الوجودي بين الأسياد عند العرب وأسياد العقيدة الصهيونية عند الغرب وبقية العرب...؟

الحقيقة المرّة هي ان الإنجاز الابرز عند الغرب وإسرائيل لم يكن فقط في المجال الأمني...

لقد حصل خرق فظيع على المستوى السياسي سمح للغرب أن يقوم بتمرير إنجازاته الأمنية بالخديعة والنفاق... بالتدريج...

يعترف بعض المستوى السياسي في إيران اليوم بأن أميركا نجحت في خداع إيران...

لكن احدا في حزب الله لا يريد الاعتراف حتى اليوم بأنه خُدع اكثر من مرة...

خُدع عند اغتيال العاروري...

خُدع عند اغتيال فؤاد شكر...

خُدع عند اغتيال السيد الشهيد نفسه...

لُدِغَ حزب الله من نفس الجحر اكثر من مرة...

في كل مرة أرادت أميركا النجاح في عملية أمنية كبيرة كان يجري تسريب تطمينات يأخذ بها حزب الله بكل سذاجة وشيء لا يصدق من الغباء والهبل...

لكن غلطة الشاطر بألف...

الإنجاز الحقيقي الذي نجحت فيه أميركا لم يكن أمنيا بحتا...

النجاح الباهر للإمبريالية الأميركية تمثل في تشتيت القدرة على اتخاذ القرارات على معظم المستويات القيادية داخل محور المقاومة...

عجزت القيادة الإيرانية العليا عن اتخاذ قرارات حاسمة، تماما كما عجزت القيادات العليا في حزب الله عن اتخاذ قرارات حاسمة في عز المعركة...

أما بشار الأسد...

فالرجل كان قد خسر الرجولة بعد الانتصار الأولي وتحول إلى طاووس جديد على طريق القذافي وصدام حسين...

تخلى بشار بكل غباء عن كل عناصر قوته وانغمس في حلم يقظة أن يصبح عبدا من عبيد الجامعة العربية...

لقد أمتلك محور المقاومة وعلى رأسه إيران سلاحا فتاكا كان يخيف أميركا...

هذا السلاح الفتاك له اسم رقمي...

الخيار صفر...

ماذا يقول الخيار صفر؟

بكل بساطة،

الخيار صفر يقوم على تفجير حرب عالمية كاملة وتفجير كامل الإقتصاد العالمي عبر هدم الهيكل على رؤوس الجميع...

الخيار صفر عند حزب الله كان يقوم على تدمير نصف إسرائيل في نصف ساعة...

لكن الإنجاز الذي حققته أميركا تمثل في حرمان قيادة حزب الله بالخداع عن اتخاذ القرار في الخيار صفر...

تعامل الغرب بامتصاص القدرة على اتخاذ القرار بالخيار صفر بالتدريج إلى أن تم تدمير معظم قوة حزب الله الاستراتيجية، والى أن سقطت سوريا...

الذي يدفع كاتب هذه الأسطر إلى الجنون هو أن إيران تسير بنفس الغباء على نفس طريق فقدان القدرة على اتخاذ القرار بالخيار صفر...

حزب الله لم يُهزم بالكامل...

لا يزال يحتفظ بالكثير من السلاح الاستراتيجي...

لذلك تعمل أميركا وعملاؤها في لبنان والسعودية والإمارات وقطر وغيرها من بلدان الذيل عند اميركا على الدفع بهذا البلد إلى تجريد نفسه من السلاح الوحيد القادر على قلب الطاولة من جديد...

نعم حزب الله لا يزال يملك ما يكفي من السلاح الاستراتيجي لكنه بكل أسف لا يزال ينتظر أن تمتلك إيران الجرأة على الخيار الصفري قبل أن يذهب هو أيضا إلى هذا الخيار...

نحن نقف الآن على حافة المهوار...

اذا بقينا دون حراك سوف تستمر أميركا في محاولات دفعنا إلى عمق المهوار...

هل تعلم حزب الله الدرس؟

ربما...

هو ينتظر ولا يتخلى عن السلاح الاستراتيجي حتى الآن رغم الكثير من الأغلاط التي تمثلت في تسليم الكثير من القدرات إلى الجيش اللبناني التابع لأميركا...

هل هو شراء للوقت؟

أميركا تكاد تفقد عقلها...

عملاء أميركا في لبنان والسعودية يكادون يفقدون عقولهم...

يريدون تسليم سلاح حزب الله بأسرع وقت ممكن حتى تبدأ الحرب ضد مركز المحور في طهران...

حتى متى يمكن أن يصمد لبنان؟

حزب الله لا يملك الا هذا الخيار...

الصمود والصمود إلى أن تنفجر المنطقة...

لكن الحسابات الإيرانية التي تعتقد بأن أميركا يمكن أن تتراجع وتقبل بالهزيمة مع اصرار اليمن على الوقوف وحده جدارا في وجه المشروع الغربي؛ هذه الحسابات الخاطئة قد توصل إيران إلى ما وقع فيه حزب الله...

اذا حصل هذا سوف يسود عصر اسرائيلي لمدة الف عام كما تقول النبوءات التوراتية...

لكن إذا نجح اليمن في فرض خيار صنعاء على طهران، سوف تندفع بيروت ويتم دفن النبوءات التوارتية في قبر لا قاع له...

الأمل يقوم على خيار صنعاء...

هل تكون صنعاء مقبرة المحافظين الجدد في أميركا؟

أميركا تندفع...

إيران تنتظر...

كذلك الضاحية...

لكن الصبح اليمني آت لا محالة...

الموت لإسرائيل...

الموت للعنجهية الأميركية البريطانية الألمانية...

الموت للصهيونية...

العزة والكرامة لأحفاد مملكة سبأ...

"إذا لم يكن اليمن قلب العرب،

من يكون العرب إذا؟!"


المصدر: موقع إضاءات الإخباري