بيروت في: 10/5/2025
"كارثة"...
قصّة قصيرة جدّاً
هذه القصّة هي رسالة إلى وزيرة التربية، مع السؤال التالي:
في الانتخابات النيابة، في أيِّ صندوق ستنتخبين؟
قد تُخصِّصُ لكِ وزارةُ الداخليةِ صُندوقًا تحت عنوان: لا أُنثى ولا ذَكَر.
ألله يستر مع هكذا وزراء.
عند تلك اللحظةِ التي طلب فيها والدُ الطِّفْلِ المَولُودِ حَدِيثاً مِنَ المسؤول ِ، مَنْحَ اِبْنِهِ وثيقةَ ولادة.
وقفَ الأخيرُ حائراً ومُرْتَبِكاً وخائفاً في آن ، حكّ رأسَهُ بعصبيّةٍ ظاهرةٍ مرّات ، وشرَعَ يُتَمْتِمُ بصوتٍ مسموع:
"ماذا أضعُ في خانةِ الْجِنْس، "صبي أم بنت ؟" "ذكر أم أنثى؟"
كانت التعليماتُ المشدّدةُ القاضِيَةُ بِعَدَمِ تحديدِ هُوِيَّةِ المولود ، وبتأجيلِ تحديدِ جِنسه ِ، حتى بُلوغِهِ الثامنةَ عشرةَ، تُؤَرِّقُهُ ، وتُصَفِّد يَدَهُ عن تسجيلِ ما يراهُ بِأُمِّ الْعيْن،فالمولودُ ذكر، وعُضْوُهُ الذُّكورِيُّ الظاهرُ يُثبِتُ ذلك ،فإذا لم أُسَجّلْ:صبي،فماذاأُسَجِّل؟
أأكتبُ إنّهُ مولودٌ بشريٌّ فقط؟
اِلْتَفَتَ إلى الوالِدِ وسأله:
- ماذا أضعُ هُنا، في هذِهِ الخانة؟
- لا أعرف .لا أعرف ، فإن حدّدتُ الجنسَ أُساقُ إلى السجن، بِتُهْمَةِ مُصادرةِ حُرِّيَّةٍ مُخَصَّصَة لَهُ حَصْراً، إلى حِين ِ بُلوغِهِ الثامنةَ عشْرة.
- إذا كنتَ أنتَ خائفاً من السجن، فأنا أخشاه أيضا، ولا أرغبُ فيه ، لذا ؛ أعْتَذِرُ عن مَنْحِهِ هذِهِ الشهادة، وأطلُبُ إلَيْكَ مُراجعةَ المسؤولينَ، من أجلِ حذف كلمَتَيْ مُذَكَّر ومؤنّث من قاموس اللغةِ، لأنّ المُشَرِّعَ حُرِّيَّةَ المثليّين، والداعمَ لهم لا يعترفُ بهاتين المفردتين.
ذهب الوالد غاضباً ، وهو يلعنُ، في سرّه مَنِ اعتمَدَ هذه الْفكرةَ الجهنميّةِ الهادفةِع إلى تحديدِ لجنس،وإنقاص ص الخصوبة والإنجاب في هذا الزمن الذي كثرت فيه وسا ئل القتل والإبادة ،بقصد تحييد سبعة مليارات نسمة والإبقاء على المليار الذهبي الذي إليه ينتمو



