المسيّرات الإسرائيلية لا تفارق سماء لبنان … من الضاحية إلى الجنوب فالبقاع
أخبار وتقارير
المسيّرات الإسرائيلية لا تفارق سماء لبنان … من الضاحية إلى الجنوب فالبقاع
8 آب 2025 , 21:36 م

لا تكاد سماء لبنان تخلو من هدير المسيّرات الإسرائيلية، التي تواصل تحليقها اليومي والمكثّف فوق الضاحية الجنوبية لبيروت، ومختلف مناطق الجنوب اللبناني، وصولاً إلى محيط نهر الليطاني، صيدا، وصور، وامتداداً نحو البقاع، من بعلبك إلى جرود عرسال.

وفي هذه الرقعة الجغرافية الواسعة، تحلّق المسيّرات على مستويات متفاوتة، بعضها منخفض إلى درجة يُسمع فيها صوت المحرك بوضوح، وبعضها الآخر يحوم بصمتٍ تام، في إستعراض دائم لقوة العدو وقدراته الاستخباراتية، في مشهد يعكس تصعيداً غير مُعلن، وإن بدا خالياً في الظاهر من الغارات المباشرة.

رغم ذلك، لم يتوقّف التحليق الاستطلاعي والتهديدي، في وقت تواصل فيه جرافات مدنية وفرق الإغاثة العمل على إزالة الركام والدمار الذي خلّفته الإعتداءات الإسرائيلية السابقة، في قرى الجنوب المتضرّرة، تحت أنظار المسيّرات نفسها.

وفي تطوّر لافت، باتت تلك الجرافات تُستهدف أحياناً من قبل المسيّرات الإسرائيلية، بذريعة إستخدامها من قبل حزب الله لأغراض عسكرية. وفي أعقاب بعض هذه العمليات، تُلقى مناشير ورقية فوق البلدات المستهدفة، في محاولة دعائية لتبرير الاعتداء أمام الرأي العام المحلي والدولي.

وفي مشهد بات مألوفاً، تعمد المسيّرات إلى تكرار هذا النمط من الإستهداف النفسي والإعلامي، عبر رسائل تُدرج ضمن الحرب النفسية المستمرة التي يشنّها العدو منذ بداية التصعيد.

ورغم كل هذا المشهد الضاغط، لم تتراجع وتيرة الحياة في تلك المناطق. بل يستمر السكان في مواجهة هذا الواقع بحزمٍ وثبات، متشبّثين بأرضهم، ومتسلّحين بثقافة المقاومة والصمود التي باتت جزءاً من هويتهم اليومية.