بلفور كأسك من دم الشهداء لا ماء العنب ..
لا يخدعنك انها راقت وكللها الحبب ..
فحبابها الأرواح قد وثبت إليك كما وثب ....
فإنظر لوجهك إنه في الكأس لوحه الغضب ..
وإنظر عميت فإنه من صرخة الحق إلتهب.
(ابراهيم طوقان)
• وعد بلفور – بريطانيا ليس مجرد حدث مضى عليه قرن من الزمن وأصبح في ذمة التاريخ , وهو ليس مجرد حدث إرتبط بظاهرة الإستعمار الذي أفل نجمها بعد ما ترتب عليها من تشكيل خرائط سياسية في العالم وانتهى الأمر , وليس محطة للإستذكار عندما تحين المناسبة بل هي حاضرة منذ يومها الاول في 2/11/1917 , ولازالت بعد مضي قرن من الزمن عليها شاهداً على الجريمة والإغتصاب والإحتلال والتشرد , وتحكي قصة رفضه ومقاومته , وفعلٌ كفاحي لم يتوقف .
• الوقوف عند وعد بلفور – بريطانيا يستوجب أمران متلازمان , الأمر الأول عندما نقول الذكرى الثالثه بعد المئة على الوعد المشؤوم يجب القول بثقة أنه قرنُ كامل على رفض الوعد , وعلى المواجهة والمقاومة , وبدون ذلك يجري تصوير الأمر على أنه مجرد وعد حمل المعاناة والبؤس والتشرد للشعب الفلسطيني وهو يحتاج للتضامن والتعاطف والتعويض على هذه المعاناة , والأمر الثاني هو إستحضار جذر الصراع مع المشروع الإستعماري الغربي وأهدافه ومسؤولية المجتمع الدولي عن الظلم والعدوان والإغتصاب والتشريد , فبريطانيا ودول الغرب الإستعماري لم يجلبوا الصهاينة إلى فلسطين ورعتهم وساعدتهم وخلقت لهم كياناً وأمنت عليهم وغادرت , بل أسندت لكيانهم مهة ودور ووظيفة لازال حتى يومنا هذا أميناً عليها والمؤامرة بفصولها المتتالية وأثوابها الشديدة لازالت تحمل المشرط , وتخلق الفتن والإنقسامات , وتعمل على بسط السيطرة والنفوذ .
• والسؤال اليوم عن اي وعد نتحدث , عن بلفور فقط , وماذا بشأن البلفوريين الجدد ومعاهدات السلام والمطبعون والزائرون الذين يبسط لهم السجاد الأحمر ويعلوا صوت نشيدهم في سماء عواصم تلك البلدان , والمتحالفون مع الاعداء , المتنازلون عن الأرض , المعترفون بالعدو , فإختصار الأمر أن بلفور عام 1917 أعطى وعداً للصهاينة بإقامة وطن قومي لهم وتغييب سلسلة المؤامرات والتنازلات وحملات التطبيع يجعل من هذه الذكرى مجرد مناحة ومندبة.
• وهي مناسبة لتحميل بعض الحكام العرب مسؤولية التفريط بفلسطين والحديث هنا يطول , فنحن اليوم لسنا أمام ذكرى مشؤومة نستحضرها بل أمام نكبة التي لحقت بفلسطين ولازالت تداعياتها ومفاعليها مستمرة حتى اليوم .
• ولابد من مواصلة تحميل بريطانيا المسؤولية الكاملة عن الجريمة المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني وإدانتها , وإدانة تاريخها الاسود , وعلى ملاحقتها عن الجرائم المرتكبة التي لن تسقط بالتقادم , أمام كل المحافل والمحاكم والمنابر الدولية المعنية بملاحقة المستعمرين وجرائمهم .
• للحكومة البريطانية نقول اليوم جريمتكم بحق الشعب الفلسطيني وما لحق به من نكبات وكوارث وصمة عار في تاريخكم الأسود ستظل تلاحقكم على مدى التاريخ.
• ولبعض الحكام العرب الذين فرطوا وتنازلوا و يقيمون العلاقات مع العدو الصهيوني ويعقدون الاتفاقيات ويبنون التحالفات معه، ولازالو يواصلون الجريمة بحق الشعب الفلسطيني ومقاومته ونضاله العادل نقول لهم :- دماء شعبنا أغلى من نفطكم .. قضيتنا وحقوقنا الوطنية أغلى من عروشكم .. رفعة وعزة ووحدة امتنا أغلى من كياناتكم الهزيلة, كيانات الذل والعار والهوان .
• ولكل من فرط من ابناء جلدتنا الفلسطينين , وتنازل واعترف بالعدو الصهيوني وبحقه في الوجود لن يرحمكم التاريخ، فعودوا عن غيكم وضلالكم ومزقوا وثيقه الاعتراف بالكيان الغاصب لتتطاير أوراق الاتفاق المهين اتفاق أوسلو و لتعود لشعبنا وحدته ولقضيتنا وهجها ولكفاحنا المجيد عدالته ليتواصل نضال شعبنا حتى يندحر الغزاة



