تعرف على سبب إصابة الفتيات بالاكتئاب أكثر من الشباب
منوعات
تعرف على سبب إصابة الفتيات بالاكتئاب أكثر من الشباب
20 نيسان 2025 , 14:44 م

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في لندن أن الفتيات أكثر عرضة لتشخيص الاكتئاب مقارنةً بالأولاد بمقدار الضعف، وقد توصل العلماء إلى بعض التفسيرات البيولوجية المحتملة لذلك.

- التريبتوفان ودوره في الدماغ

أظهرت الدراسة أن أدمغة الفتيات تميل إلى استخدام الحمض الأميني "تريبتوفان" بطريقة تؤدي إلى إنتاج مركبات سامة للأعصاب (neurotoxic)، على عكس غالبية الناس الذين يستخدمونه لإنتاج مركبات تحمي الأعصاب (neuroprotective).

ولاحظ الباحثون أن الفتيات اللواتي يظهرن هذه العملية السامة كنّ أكثر عرضة لأن تكون أجسامهن في حالة التهابية، وهو ما ظهر من خلال تحاليل الدم.

- الارتباط بالاكتئاب

الفتيات اللواتي أظهرن هذا النشاط العصبي السام كنّ أيضاً أكثر عرضة لتحقيق درجات مرتفعة في اختبارات تقييم خطر الاكتئاب، أو كنّ قد تم تشخيصهن مسبقًا بالاكتئاب الشديد.

تقول الباحثة الرئيسية في الدراسة، الدكتورة نغمه نيكخسلت من كلية كينغز في لندن:

"الاكتئاب خلال فترة المراهقة يمكن أن يؤثر بشكل كبير على النمو الاجتماعي والعاطفي، كما يزيد من خطر الانتحار. نتائجنا تمثل خطوة أمل نحو علاجات مخصصة تعتمد على الأسس البيولوجية، خصوصاً للفتيات."

- الحاجة إلى وقاية وعلاج مخصص

تدعم هذه النتائج الأدلة السابقة التي تشير إلى أن الفتيات أكثر عرضة للاكتئاب، مما يُبرز أهمية الوقاية والعلاج المستهدف.

فبحسب تقرير لمراكز السيطرة على الأمراض (CDC) عام 2024، أفادت 53% من الفتيات المراهقات بشعور دائم بالحزن أو اليأس، مقارنة بـ28% من الأولاد. كما كانت الفتيات أكثر عرضة للتفكير والسلوك الانتحاري.

- دراسة المقارنة بين الجنسين

شملت الدراسة 150 مراهقاً (75 فتاة و75 فتى) يبلغون جميعًا حوالي 15 عاماً ويعيشون في البرازيل. أظهرت النتائج أن الفتيات المصابات بالاكتئاب أو المعرّضات له كانت مستويات المركبات العصبية الواقية لديهن أقل من الفتيات غير المعرضات. ولم تُلاحظ هذه الفروقات لدى الأولاد، ما يشير إلى وجود مسار بيولوجي مختلف بين الجنسين، يعرف باسم "مسار كينورينين".

- علاج مخصص للفتيات

توضح الباحثة نيكخسلت أن "استهداف مسار كينورينين قد يفتح الباب لعلاج مخصص للفتيات المصابات بالاكتئاب. من خلال تقليل الالتهاب أو تشجيع الجسم على إنتاج مركبات عصبية واقية بدلاً من السامة، يمكن الوقاية من الاكتئاب أو منعه من أن يصبح مزمناً."

كما وجدت الدراسة أن المستويات المرتفعة من المركبات السامة بعد ثلاث سنوات ارتبطت بزيادة احتمال استمرار الاكتئاب، بينما ارتبط انخفاض تلك المستويات بالتعافي.

- الأسباب المحتملة للفروقات بين الجنسين

لا يزال العلماء يدرسون أسباب هذه الفروقات الكيميائية، إلا أن الالتهاب الناتج عن الصدمات في الطفولة أو تأثيرات الهرمونات الجنسية قد يكون سببًا رئيسيًا. وتقول نيكخسلت:

"الهرمونات الجنسية أو الصدمات النفسية قد تساهم في هذا الاختلاف الكيميائي، وربما كلاهما معا."

- اتجاهات جديدة للعلاج والوقاية

من العلاجات المحتملة التي سيتم تقييمها استخدام مضادات الالتهاب لمعرفة ما إذا كانت تساعد في تحويل الدماغ بعيدًا عن المسار السام. كما يمكن أن تساهم إدارة التوتر، والتمارين الرياضية، والتدخلات الغذائية المضادة للالتهاب في تحسين النتائج النفسية.

- أهمية التريبتوفان في التغذية

الحمض الأميني "تريبتوفان"، محور هذه الدراسة، يتواجد في العديد من الأطعمة الشائعة مثل الدواجن، ومنتجات الألبان، والبذور، والمكسرات. ويستخدمه الجسم في وظائف مهمة مثل دعم نمو الأطفال، وإنتاج الميلاتونين والسيروتونين (الذي ينظم المزاج والشهية).

وتختم نيكخسلت: "التدخلات الغذائية والأدوية التي تؤثر في طريقة استخدام الدماغ للتريبتوفان يمكن أن تكون مسارات علاجية واعدة، بل ومنقذة للحياة في بعض الحالات إذا تمكنا من تحديد الفتيات الأكثر عرضة للاكتئاب مبكرا."

المصدر: webmd