لماذا تفشل معظم علاجات آلام أسفل الظهر؟
منوعات
لماذا تفشل معظم علاجات آلام أسفل الظهر؟
20 نيسان 2025 , 15:16 م

إذا كنت تعاني من آلام أسفل الظهر وتشعر بالإحباط من عدم تحسّن حالتك، فالأخبار الجديدة قد تزيد من قلقك: فقط 1 من بين كل 10 علاجات شائعة غير جراحية يُظهر فاعلية حقيقية.

هذا ما توصلت إليه مراجعة علمية حديثة نُشرت في مجلة BMJ Evidence-Based Medicine، حيث قام الباحثون بتحليل 301 تجربة سريرية شملت 56 نوعا من العلاجات أو التركيبات العلاجية المختلفة، بهدف معرفة مدى فعاليتها في تقليل شدة الألم.

- العلاجات التي أثبتت بعض الفاعلية

للحالات الحادة:

الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل: الإيبوبروفين، الديكلوفيناك، والنابروكسين، أظهرت قدرة محدودة على تخفيف الألم.

للحالات المزمنة (ألم يستمر 12 أسبوعا أو أكثر):

التمارين الرياضية.

العلاج بالتلاعب في العمود الفقري.

لصاقات الكابسيسين.

مضادات الاكتئاب.

تقنية "التثبيت اللاصق" (taping)

لكن من الجدير بالذكر أن جميع هذه العلاجات خففت الألم بما لا يزيد عن 4 إلى 8 نقاط فقط على مقياس من 100 نقطة.

علاجات لم تُثبت فعاليتها

للحالات الحادة:

التمارين الرياضية.

حقن الكورتيزون (الجلوكوكورتيكويد).

الأسيتامينوفين (باراسيتامول).

للحالات المزمنة:

المضادات الحيوية.

المخدرات الموضعية مثل الليدوكائين.

أما باقي العلاجات فكانت الأدلة غير حاسمة بشأنها.

- لماذا تستمر آلام الظهر رغم العلاج؟

بحسب الأبحاث، تُعدّ آلام الظهر السبب الأول للإعاقة عالميا، وتؤثر على أكثر من 619 مليون شخص حول العالم.

ويُرجع الباحثون صعوبة علاج هذه الآلام إلى تعدد العوامل المساهمة في ظهورها واستمرارها، مما يعني أن العلاج غير المناسب أو السطحي قد لا يؤثر على الجذور الحقيقية للمشكلة.

نوعا آلام الظهر:

1. الآلام المحددة السبب: تنتج عن تغيّرات جسدية معروفة مثل كسور العمود الفقري أو تضيق القناة الشوكية.

2. الآلام غير المحددة السبب: وهي الأكثر شيوعا (85% إلى 95% من الحالات)، حيث لا يمكن تحديد سبب واضح لها.

ويؤكد الباحث الدكتور آيدان كاشين على أهمية استشارة مختص لتحديد نوع الألم واختيار العلاج المناسب بناءً على ذلك.

- ما الحل؟ خطوات فعّالة لعلاج آلام الظهر غير المحددة

تجربة قصيرة الأمد لمضادات الالتهاب (NSAIDs).

مناقشة الأعراض والتوقعات الواقعية مع الطبيب.

وضع خطة تدريجية للعودة إلى الأنشطة اليومية، كالعمل والحركة الاجتماعية.

ملاحظة مهمة: يجب استشارة الطبيب قبل تناول NSAIDs، خصوصا لمن يعانون من مشاكل في المعدة أو القلب.

- عندما يستمر الألم: ما العمل؟

العلاجات غير الجراحية:

المسكنات قد تخفي الألم لكنها لا تعالج السبب. المفتاح يكمن في تحديد السبب الجذري ومعالجته، كما تقول الدكتورة هيلين بيرتراند، الطبيبة المتقاعدة والمتخصصة في طب الأسرة بجامعة كولومبيا البريطانية.

وأشارت إلى أن كثيرا من المرضى يعانون من خلل في مفاصل العجز الحرقفي (التي تربط العمود الفقري بالحوض)، وهو ما تسببه الجلسات الطويلة، وتوصي بأداء تمارين بسيطة لتصحيح تموضع هذه المفاصل، والتي أظهرت نتائج واعدة في دراسة أولية.

- العلاجات التدخلية (الجراحية أو شبه الجراحية):

إذا فشلت العلاجات المحافظة، يُمكن التوجه إلى خيارات تدخلية مثل:

الكي بالترددات الراديوية لتعطيل الأعصاب الناقلة للألم.

منظم النبضات العصبية للعمود الفقري (Spinal Cord Stimulator).

الجراحة لتصحيح المشكلات التشريحية.

يؤكد الدكتور تيموثي دير، أستاذ علم التخدير السريري، أن نسبة النجاح طويلة الأمد للعلاجات غير التدخلية لا تتجاوز 9%.

تخصيص العلاج بحسب الحالة

يمكن أن تتطلب الحالات المعقدة مزيجا من العلاجات، وتساعد تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) في توجيه القرارات العلاجية.

فمثلا، إذا كان المريض يبلغ 40 عاما، ويعاني من تنكس الأقراص الفقرية، ضعف وظيفي، زيادة في الوزن، وتاريخ من الصدمات النفسية، فإن خطة العلاج قد تشمل:

العلاج الفيزيائي.

الدعم النفسي.

خيارات تدخلية لاحقا تستهدف الأقراص المتضررة.

ويختم الدكتور دير بقوله:

"الأفضل دائما هو اختيار العلاج الأنسب لكل مريض بناءً على حالته الفردية."

المصدر: webmd