كشفت دراسات طبية حديثة أن بعض الأدوية المتداولة بكثرة قد تُحدث تأثيرات سلبية غير متوقعة على الرغبة الجنسية، الأمر الذي قد يؤثر على جودة الحياة والعلاقات الشخصية، وأوضحت الدكتورة سارة ويتبورن، رئيسة قسم طب الصحة الجنسية في الكلية الملكية للأطباء العامين بمدينة إيست ملبورن، أن تأثير الأدوية يختلف من شخص لآخر، إلا أن بعض الأنواع ترتبط ارتباطا وثيقا بانخفاض الأداء الجنسي.
1. فيناسترايد: لعلاج الصلع ولكن...
يُستخدم دواء فيناسترايد (تجاريا: بروبيشيا وبروسكار) لعلاج تساقط الشعر الوراثي لدى الرجال، إلا أن الدراسات أظهرت أن تناوله قد يرتبط بزيادة احتمالية ضعف الانتصاب. فقد وجد الباحثون أن الرجال الذين تناولوا فيناسترايد كانوا أكثر عرضة لمشاكل الانتصاب مقارنة بمن استخدموا علاجا وهميا.
2. موانع الحمل الهرمونية: تأثيرات متفاوتة على النساء
تتفاعل وسائل منع الحمل الهرمونية مثل أقراص منع الحمل، وحقن "ديبو-بروفيرا"، واللولب الهرموني مع هرمونات المرأة الجنسية، ما قد يؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية لدى بعض النساء. ورغم أن هذه التأثيرات لا تحدث لجميع النساء، فإن النسبة المتأثرة ليست ضئيلة.
3. المسكنات الأفيونية: خطر على التستوستيرون
الأدوية الأفيونية مثل المورفين والأوكسيكودون تُستخدم لتخفيف الألم، لكنها قد تُثبّط المحور الهرموني بين الدماغ والغدد التناسلية، ما يؤدي إلى انخفاض في هرمون التستوستيرون وبالتالي تراجع الرغبة الجنسية، خاصة عند استخدامها لفترات طويلة.
4. أدوية إنقاص الوزن مثل أوزمبيك: خسارة للرغبة أيضا؟
يُعد أوزمبيك (الاسم العلمي: سيماغلوتايد) من أبرز أدوية إنقاص الوزن في الآونة الأخيرة، إلا أن بعض المستخدمين أبلغوا عن انخفاض في الرغبة الجنسية أثناء استخدامه. ورغم أن الدراسات لم تؤكد هذه العلاقة بشكل قاطع، فإن الشهادات الفردية تشير إلى وجود ارتباط محتمل.
5. حاصرات بيتا: الأثر الجانبي المزعج لمرضى القلب
تُستخدم حاصرات بيتا على نطاق واسع لعلاج أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، إلا أنها قد تُسبب ضعف الانتصاب لدى بعض الرجال، نظرا لتأثيرها على تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية، مما يُضعف الاستجابة الجنسية.
-استشارة الطبيب أمر ضروري قبل أي تغيير
من الضروري عدم إيقاف أي دواء دون استشارة الطبيب المختص، فالتوقف المفاجئ قد يؤدي إلى مضاعفات صحية. يُمكن للطبيب المساعدة في تعديل الجرعة أو وصف بدائل ذات تأثير أقل على الرغبة الجنسية.
الصحة الجنسية جزء لا يتجزأ من صحة الإنسان العامة، ومن المهم أن يكون المرضى على دراية بتأثيرات الأدوية التي يتناولونها على هذا الجانب الحيوي. وإن ظهرت تغيرات في الرغبة أو الأداء الجنسي، فإن الحوار المفتوح مع الطبيب خطوة أساسية لتصحيح المسار دون الإضرار بالصحة العامة.

