على ما يبدو قضي امر السوريين و سوريتهم السايكسبيكية إلى اضمحلال ، هي مسالة وقت إلى ان يعلن ذلك و توزع الخرائط بغياب وعجز حكام العرب و بتغييب السوريين انفسهم فهم في حالة انتظار اي شيء يوقف موتهم البطيء و يكفروا بكل خطوط بلدهم الحمراء و المحرمات يبحثون عن اي امل للعيش الامن. لذلك الامريكي و معه جيوشهم المحلية السورية سوف ينتشر من قاعدته في التنف حيث تمركز جيش سورية الحر الى الضمير ما بين تدمر و الشام ، قرب يد تشرين و قرب كسب بجوار تركيا و ليس بعيد عن قاعدة حميميم الروسية ، فالامريكي سلف اردوغان سوريا و اثنى على نجاحه في السيطرة تقريبا على البلد و اليوم استحق على اردوغان إعادة الدين لواشنطن التي غطت انقلابه على اتفاق"استانا" ايضا و طعن حلفائه روسيا و إيران .
هو سرطان امريكي يتمدد ، فالجنوب السوري يمكن نسيانه بعد ان تركته السلطة المؤقتة بين انياب الكيان الإسرائيلي و انتهى امره حالياً . الشمال الشرقي غير ماسوف عليه منذ زمن عمليا اصبح مستقل على ارض الواقع و الساحل يعاني الموت البطيء أمنيا و اقتصاديا مابين قبضة الروس ميلشيات تركيا الاجنبية إلى أن يتم الاتفاق على منع يرسو ، الصراع روسيا و تركي مع رغبة و حنين فرنسيين الى تراث الماضي ، لكن احتمال ضعيف ان تحصل على قطعة من ربع الكعكة السورية إلا بموافقة روسية او امريكية و تبقى العاصمة دمشق مع جيب خغرافي باتجاه الشمال اي (جمهورية الشرع )/ ولاية تركيا/ فعلياً.
إنه السيناريو الاسود الذي يلوح في الافق اذا ما تم تثبيت خطط النفوذ القادم ..؟ و لكم ان تتخيلوا وضع الشعب السوري بين كل هذه التجاذبات و مواقع النفوذ المتعدد الجنسيات، هو الخاسر و التائه الاكبر . ربما نعيش ارهاصات مصطلح جديد في السياسة الدولية او فتح استراتيجي جديد من تعدد الاقطاب الإستعمارية الذي يترجم حالة تعدد الاقطاب الناشئة بعد تفرد امريكا و هيمنتها منذ تلاشي منظومة المعسكرين التي آمنا شي من التوازن والحماية الانظمة الضعيفة في القرن الماضي
سوريا موقع جيوستراتجي في قلب العالم و بيضة قبان النفوذ العالمي و عقدة التحكم بطرق الطاقة و الموارد منذ القدم و توكدها مقولة روزفلت : "سورية الجغرافية عبارة عن حاملة طائرات طبيعية و غير قابلة الغرق."
هو ملخص ما يدور و يخطط له ما بين جلسات الامن الدولي التي قد تصل إلى خمس جلسات بينما تكون الكواليس قد حسمت توزع خارطة الامر الواقع ، و يخشى و يتوقع ان يتم رسمها بالدم و الدموع السورية من خلال تصاعد العمليات الانتقامية في مناطق من المساحة سورية و يكون هو السبب و الحجة المباشرتين( سعيا ) لوقف حمام الدم المفتعل لان الادوات جاهزة لتلقي الاوامر و التمهيد لمثل هذا السيناريو الذي يؤدي إلى عزل او فصل المجتمع السوري جماعات و اعراق او مذاهب داخل حدوده. نتذكر ما آلت إليه يوغوسلافيا في مرحلة افول الحليب السوفيتي و ضعف الوريث القانوني له روسيا الاتحادية حينها.
اما العرب و حكامهم و ما ادراك و اينهم..؟ إنهم مجرد صندوق التمويل و كوبارس لكل ما يدور مسلحين بمواقف و أسلحة من اناشيد و بيانات بمفاعيل نووية من الرفض و الاستنكار و التأكيد على وحدة سورية و هذا اعترافا منهم انها سوف تقسم و تتمزق ..! إثبتت التجارب الغير بعيدة ان غالبيتهم يعملون جنود مجهولين في تفتيت الامة.
و بالتوازي فالحضن العربي الذي لم و لن يولد إلا العاهات
و المشوهين من السياسين الذين يفتشون عن مصالحهم بين مشاريع السياسة الدولية يتنافسون على خدمة اجندة الاخرين يتصارعون فيما بينهم و ليس لديه قراره ساهم في قتل سورية و فقدان موقعها و نفوذها السياسي و هم يشربون في السر نخب هذا المصير الكارثي ، لان الاولوية لأصحاب هذا الحضن العمل ليل نهار حماية رؤوسهم السياسية من التدحرج بين أرجلهم لكن عندما يؤذن الموذن لن ينفع هؤلاء ما قدموا من خدمات العراب الخارجي.
من المفيد ان نعتبر و نتذكر كلمات الراحل القذافي في قمة دمشق كيف رسم ما هو آت و ينتظر أقرانه من الرؤساء بينما معظمهم جالسيين يستهذوون و يقهقهون و يحذرهم بينما معظمهم غير مبالين بما ينتظر العديد منهم و نستطيع اليوم القول بصحة نبوآته لقد كان (نوستراداموس) العرب و أفريقيا على يبدو.


