الكشف عن العلاقة بين الميكروبيوم الفموي ونوبات الشقيقة
منوعات
الكشف عن العلاقة بين الميكروبيوم الفموي ونوبات الشقيقة
27 نيسان 2025 , 12:35 م

قد تكون سمعت عن "الميكروبيوم المعوي"، لكن هل تعلم أن فمك يحتوي أيضا على مجتمع ميكروبي واسع؟ يضم الميكروبيوم الفموي نحو 700 نوع مختلف من البكتيريا والفيروسات والفطريات، ما يجعله ثاني أكثر بيئات الجسم تنوعا ميكروبيا بعد الأمعاء.

وتشير دراسة جديدة من جامعة سيدني إلى أن هذا المجتمع الميكروبي قد يكون له دور مباشر في تحفيز نوبات الشقيقة (الصداع النصفي).

- دراسة رائدة: الربط بين صحة الفم والصداع

أجريت الدراسة على أكثر من 150 امرأة دون سن الـ75، حيث ملأن استبيانًا مبنيًا على مسح منظمة الصحة العالمية لصحة الفم، تم تقييم المشاركات من حيث الشقيقة، الألم الجسدي، الصداع، وألم البطن، كما تم جمع عينات من اللعاب لتحليل الميكروبات الموجودة فيه.

النتائج كانت مذهلة: وجود علاقة قوية بين صحة الفم وكافة أنواع الألم التي شملها البحث.

تقول الباحثة "شارون إردريتش"، المرشحة لنيل الدكتوراه في كلية الطب والصحة بجامعة سيدني:

"حتى قبل تحليل بيانات الميكروبيوم، أظهرت البيانات علاقة واضحة بين صحة الفم وكل مؤشرات الألم التي قمنا بقياسها."

- الميكروبيوم الفموي وآلام الرأس: العلاقة أوضح من أي وقت مضى

من المعروف علميا أن مشاكل الفك يمكن أن تسبب الصداع النصفي. فعلى سبيل المثال، أظهرت دراسة كورية في عام 2020 وجود علاقة بين الشقيقة واضطراب المفصل الفكي الصدغي (TMJ).

لكن ما أضافته هذه الدراسة الجديدة هو تحليل الميكروبيوم الفموي لتحديد أنواع البكتيريا المسؤولة عن هذه الآلام.

ومن بين البكتيريا التي برزت في المشاركات المصابات بالشقيقة: Mycobacterium salivarium.

وقد تم سابقًا عزل هذه البكتيريا من مفاصل أشخاص يعانون من TMJ.

- كيف يبدأ الصداع النصفي من الفم؟

لا تزال الآليات الدقيقة غير معروفة، لكن العلماء يشيرون إلى أن البكتيريا قد لا تكون السبب المباشر، بل ما تفرزه من مركبات التهابية.

على سبيل المثال، تنتج بكتيريا Aggregatibacter actinomycetemcomitans مركبات تُحفز جهاز المناعة لإنتاج أجسام مضادة، ما قد يؤدي إلى أمراض مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.

ووفقا للدكتورة "مي-هسوان لي" من جامعة يانغ مينغ الوطنية في تايوان، فإن هناك مستويات مرتفعة من الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين (CGRP)، وهو عنصر أساسي في تطور الشقيقة، لدى المصابين بأمراض اللثة والصداع المزمن.

- هل تلعب الوراثة دورا؟

تشير التقديرات إلى أن بين 40% و50% من خطر الإصابة بالشقيقة يعود إلى العوامل الجينية.

ويقول الدكتور "إريك فيري"، أستاذ العلوم العصبية بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو:

"تتشابك متلازمات الألم المزمن، مثل الفيبروميالغيا والـTMJ والشقيقة، مع عوامل متعددة، ومحاولة فصل هذه العوامل هو التحدي الأكبر.

- محور الميكروبيوم الفموي والجهاز العصبي: فرضية جديدة

تشير الدكتورة "لي" إلى احتمال وجود ما يُسمى بـ"محور الميكروبيوم الفموي والجهاز العصبي"، حيث تؤدي البكتيريا الفموية الضارة إلى التهابات عامة تنشط جهاز المناعة في الدماغ.

ويشرح الدكتور "فيري" أن النواقل العصبية التي تنقل إشارات الألم قد تتأثر بالبكتيريا أو مركباتها أثناء رحلتها إلى الدماغ.

فعلى سبيل المثال، تُعرف النترات بأنها من مسببات الشقيقة، لأنها ترتبط بهذه النواقل وتؤدي إلى تحفيز الألم.

- ما الخطوة التالية؟

تأمل الباحثة "إردريتش" في التوسع في هذه الأبحاث لتشمل تدخلات علاجية تستهدف الميكروبيوم الفموي. ومن هذه التدخلات:

تحسين نظافة الفم

زيارات منتظمة لطبيب الأسنان

استخدام البروبيوتيك

تعديل النظام الغذائي لاستعادة التوازن البكتيري في الفم

أما الدكتور "فيري"، الذي يعالج عددًا كبيرًا من مرضى الشقيقة، فيأمل أن تصبح اختبارات الميكروبيوم والاختبارات الجينية في متناول الجميع خلال 3 إلى 5 سنوات، ما يسمح بتخصيص العلاجات بشكل أدق.

المصدر: webmd