غزو الخردل الصحراوي يهدد صحارى كاليفورنيا
منوعات
غزو الخردل الصحراوي يهدد صحارى كاليفورنيا
29 نيسان 2025 , 14:26 م

في الوقت الذي كان يُعتقد فيه أن الصحارى تتمتع بمقاومة طبيعية ضد الغزاة البيئيين، تظهر الأبحاث الحديثة أن هذا المفهوم لم يعد صالحا، فقد كشف علماء من جامعة كاليفورنيا – ريفرسايد عن تهديد خطير قادم من نبات يُدعى الخردل الصحراوي، وهو نوع غازي يعمل على تقويض التنوع البيولوجي في صحارى جنوب كاليفورنيا، ويؤثر سلبا على قدرة هذه النظم البيئية على التعافي من التقلبات المناخية القاسية.
- دراسة طويلة الأمد توثق التدهور البيئي
نُشرت الدراسة في مجلة Ecology، واعتمدت على بيانات جُمعت على مدار 17 عاما من منطقة بالم ديزرت والمناطق الصحراوية المحيطة بها. وقد قادت الباحثة "لورالي لاريوس" هذا البحث الذي أظهر أن الخردل الصحراوي يسيطر على "بنك البذور" الطبيعي في التربة، وهو عبارة عن مخزون من البذور الكامنة على عمق خمسة سنتيمترات، يلعب دورًا محوريًا في تمكين النباتات الأصلية من الإنبات حين تتوفر الظروف المناسبة.
- كيف يدمر الخردل الصحراوي فرص بقاء النباتات الأصلية؟
تنتج نبتة الخردل الصحراوي ما يصل إلى 15,000 بذرة لكل نبتة، ما يمنحها أفضلية تنافسية ساحقة على النباتات الأصلية، ويمنع هذه الأخيرة من الإنبات في السنوات اللاحقة، بالإضافة إلى ذلك، ينتمي هذا النبات إلى فصيلة معروفة بإفرازها لمواد كيميائية تعيق نمو الأنواع الأخرى، ما يضاعف من أضراره المحتملة، رغم أن الدراسة لم تختبر هذا الجانب تحديدا.
- نظام بيئي يفقد توازنه الطبيعي
في الظروف الطبيعية، تختلف أنواع النباتات التي تنمو حسب كمية هطول الأمطار السنوية، ما يخلق نظاما بيئيا متجددا ومتوازنا. إلا أن الدراسة أظهرت أنه مع انتشار الخردل الصحراوي، يتناقص عدد الأنواع الأصلية، وتتحول البيئة إلى نظام موحد النمو، ما يُضعف قدرتها على التأقلم مع التغيرات البيئية.
- تأثيرات تتجاوز النباتات لتطال الحياة البرية
تتعدى آثار الخردل الصحراوي النباتات لتشمل الحيوانات التي تعتمد على الغطاء النباتي الأصلي في الغذاء والمأوى، مثل النمل والسحالي والزواحف الأخرى، إذ لا تتغذى هذه الكائنات على بذور الخردل الصحراوي ولا تستخدمه كمأوى، ما يقلص من فرص بقائها في المناطق التي تعرضت للغزو.
- حلول عملية لاستعادة التوازن
يقترح الباحثون إزالة الخردل الصحراوي بشكل مستهدف خلال السنوات الرطبة، أي قبل أن تُسقط النباتات بذورها. نظرًا لأن هذا النوع يسهل تمييزه قبل مرحلة الإزهار، فإن لدى مديري الأراضي فرصة ذهبية للتدخل المبكر قبل أن يتوسع انتشاره.
- أهمية المراقبة البيئية طويلة الأمد
تشدد الدراسة على ضرورة المراقبة البيئية طويلة الأمد، لأن كثيرًا من النباتات الصحراوية تبقى كامنة لسنوات. لذا فإن الدراسات قصيرة الأجل قد تفشل في رصد التغيرات الحقيقية في التنوع البيولوجي، ويُمكن من خلال تحليل البيانات على مدى سنوات طويلة تحديد الأنواع التي تتراجع وأيها ينبغي إعطاؤه الأولوية في جهود الاستعادة.
- دعوة للعمل من أجل مستقبل الصحراء
تشير الباحثة "لورالي لاريوس" إلى أن فهمنا للغزو البيئي في الصحارى بحاجة إلى تغيير جذري: "الصحارى لا تتصرف كالنظم البيئية الأخرى، إذ يمكن أن تمر سنوات دون نمو نباتات تُذكر، يليها انفجار نباتي مفاجئ. لذا نحتاج إلى أدوات ومناهج جديدة لقياس أثر الأنواع الغازية بمرور الزمن."
وتُعد هذه الدراسة مفتوحة الوصول، ما يتيح للعلماء ومديري المحميات في مناطق صحراوية أخرى تطبيق نتائجها واستراتيجياتها في مواجهة تهديدات مماثلة.
- الأمل ممكن: إزالة الغزاة في الوقت المناسب
تختم لاريوس حديثها برسالة إيجابية: "إذا استطعنا إزالة الأنواع الغازية في الوقت المناسب، وركزنا على استعادة الأنواع الأصلية الرئيسية، فستكون لدينا فرصة حقيقية للحفاظ على التنوع البيولوجي في الصحارى."

المصدر: SciTechDaily.com