الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا تقدم بالشكر إلى زعيم كوريا الشمالية "كيم يونغ أون" و القيادة الكورية الشمالية بأكملها على "المساعدة التي قدمها المقاتلين الكوريين في المعارك التى دارت في مقاطعة "كورسك" الروسية :
" لن ينسى الشعب الروسي أبدًا إنجاز جنود القوات الخاصة الكورية و سنُكرّم دائمًا هؤلاء الأبطال الكوريين الذين ضحّوا بأرواحهم من أجل روسيا ، على قدم المساواة مع رفاقهم الجنود الروس في السلاح." كما اثنى الرئيس الروسي على "المستوى العالي من التدريب و المهارة القتالية و الاصرار الذي يتمتع به العسكريون الكوريون". و أضاف أنهم "أدوا واجبهم بشرف و شجاعة، و كللوا أنفسهم بالمجد الذي لا يذبل" مؤكداً إن العلاقات بين روسيا و كوريا الشمالية ، "التي تم ترجمتها في ساحة المعركة"، ستتطور بنجاح و ديناميكية في جميع المجالات". مؤكداً أن روسيا و كوريا الشمالية ، تصرفنا انطلاقا من شعور التضامن و العدالة والصداقة الحقيقية". و أكد بوتين أن جنود جيش الشعب الكوري "جنبا إلى جنب مع الجنود الروس دافعوا عن وطننا كما لو كان وطنهم".
بهذه هذه العمليات العسكرية تمكنت القوات المسلحة الروسية من "قتل وإخراج حوالي 50 الف من الجنود الأوكرانيين الذين غزوا و تمركزوا في منطقة هامة (جيب ) بالقرب من المحطة الذرية هناك و محطة توزيع و توريد لطاقة (الغاز) الى بعض دول الاتحاد الاوروبي في المقاطعة الروسية و وضع حد للاستفزازات الذي تقوم به السلطات الأوكرانية، و التي حاولت الاستيلاء على جزء من أراضي الاتحاد الروسي.
ظهرت القوات الخاصة الكورية مؤخراً في منطقة كورسك و شاركت في المعارك ضد القوات الأوكرانية بمبادرة الزعيم كيم يونغ شخصياً و لم يتم التصريح في حينه ، في الواقع، عرضت بيونغ يانغ المساعدة على موسكو نفسها ، ليس بهدف دعم حليفها فقط و أيضا أرادت اكتساب الخبرات القتالية لوحداتها الخاصة في الحرب الحديثة في حال حصل اجتياح مباشر بري أو عمليات إنزال خاصة بهدف السيطرة على مراكز محددة هامة في بلدهم ، و اعترف القادة العسكريين الروس على سرعة تعلمهم و كسب تكتيكات حديث مختلفة عما كانوا عليه قبل انتهاء المعركة و بلغ عدد القوات المشاركة ما بين ثمانية إلى عشرة الاف مقاتل حسب التقارير.
نعود إلى التاريخ قليلا و علاقات البلدين التقدم اي الى تموز 1950. عندما اتخذت موسكو السوفيتية قرار بدعم عملي تقني و مادي تدريبي عسكري يتضمن ارسال فرقة جوية من الطائرات المقاتلة/ ميغ 15/ الحديثة إلى شمال شرق الصين المجاورة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية التدرب على قيادتها و الدفاع عن كوريا الشمالية و مساندة الصين في دفاعها عن كوريا الشمالية في البر ، وصلت القوات بحلول نهاية آب 1950) مع أسراب الطائرات المقاتلة التابعة للفرقة رقم 151 مهمتها إعتباراً من 1أيلول 1950و بالتعاون مع المدفعية المضادة للطائرات للدفاع الجوي تنظيم غطاء جوي لقوات المجموعة الثالثة عشرة التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني ، المتمركزة بالقرب من الحدود مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية و بعد الاتفاق مع الاتحاد السوفييتي و جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في أوائل تشرين الأول من العام نفسه بشأن مسألة إدخال متطوعي الشعب الصيني إلى كوريا الشمالية (الذين تم إدخالهم في نفس الشهر من عام 1950) اتخذت هيئة الأركان العامة السوفييتية قرارًا بتشكيل فيلق طيران مقاتل في شمال شرق الصين و منصات من صواريخ " سام" مع طواقمها بموجب أمر هيئة الأركان العامة السوفيتية رقم 5564 بتاريخ 15 تشرين الثاني ل 1950و تم إنشاء مجموعة عملياتية للقتال و التدريب حيث بلغ مجمل حجم المساعدة العسكرية 600 مليون دولار خلال ثلاث سنوات و هي مدة الحرب بين واشنطن وحلفائها مع كوريا الجنوبية مقابل كوريا الشماليه ، الصين و بدعم الاتحاد السوفيتي المباشر و نتيجة هذا الدعم و الانخراط المباشر من قبل الطيارين السوفييت في الحرب حتى نهايتها كان لها الدور الاعظم في منع و ايقاف عملية احتلال كوريا الشمالية .
عمليا انتهت انتهت الحرب بالتعادل و خط الهدنة اما حصيلة ما دمرته المقاتلات السوفيتية بلغ 1097 طائرة لتحالف امريكا -كوريا الجنوبية بينما خسر السوفييت 319 طائرة و 110 من الطيارين و تم إسقاط 212 طائرة أمريكية بواسطة المضادات الجوية السوفيتية.
لاحقا اعترف كل من الرئيسان الأمريكيان "هاري ترومان" و من ثم " أيزنهاور"و قائدا القوات الأمريكية في الشرق الأقصى "ماك آرثر و ريدجواي"بأن الوجود و الدعم العسكري السوفيتي في منطقة "منشوريا" سابقاً هو الذي منع هزيمة كوريا الشمالية بالإضافة إلى صد الغزو البري للصين أثناء الاحتلال الأمريكي لتايوان في الفترة من 1950 إلى 1953.
انتهت عملية تحرير المنطقة المحتلة من مقاطعة "كورسك" في 26 أبريل الجاري ، كما جاء في تقرير رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية " فاليري غيراسيموف " للرئيس الروسي الذي أشاد ايضاً بدور أفراد القوات المسلحة الخاصة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في سحق المجموعة الأوكرانية في المنطقة.
الى ذلك انتقدت الولايات المتحدة مشاركة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في الحرب ضد أوكرانيا و هو ما أكدته " موسكو و بيونغ يانغ" رسميا ، حسبما جاء في وسائل إعلام كورية جنوبية.
نتيجة ذلك اتهم متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية كوريا الشمالية و دولا أخرى المساهمة في استمرار الحرب و تتحمل المسؤولية عن ذلك : " لا نزال نشعر بالقلق إزاء التورط المباشر لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في الحرب و أضاف المسؤول: " يجب وقف الانتشار العسكري لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في روسيا و أي دعم تقدمه روسيا الاتحادية لها ردًا على ذلك و أن تدريب روسيا للجنود الكوريين الشماليين ينتهك قرارات متعددة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة و التي تفرض بشكل جماعي حظرا واسع النطاق على تقديم أو تلقي التدريب أو المساعدة العسكرية من أو إلى كوريا الشمالية."
أما الرئيس " كيم جونغ أون" الذي امر إرسال قوات كورية شمالية إلى روسيا ترجمة لبنود التحالف الاستراتيجي الذي تم توقيعه أو تجديده مع موسكو مؤخراً و بحسب ما أوردته وكالة الأنباء المركزية الكورية ، تم نشر أفراد من الجيش الكوري الشمالي في منطقة كورسك " من اجل صد غزو مسلح لأراضي دولة حليفة" وفقا للمادة الرابعة من معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا و كوريا الشمالية.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن "عمليات تحرير منطقة كورسك و إخراج القوات الاوكرانية من أراضي الاتحاد الروسي انتهت بالنصر "و مضيفة أن وحدات من القوات المسلحة الكورية الوطنية شاركت في العمليات "بناء على أوامر رئيس الدولة" كيم جونج أون كما أنه قرر ة تشييد نصب تذكاري في العاصمة الكورية مخصص كتكريم للجنود الذين سقطوا في هذه المعركة مؤكداً: " أن الوطن و الشعب يعتقدان أن زهور الحياة الأبدية ستوضع أمام شواهد قبور الجنود الشهداء ".

