كتب جورج حدادين
الصراع متلازمة التاريخ البشري، الفردي والجمعي، في السابق صراع القبائل، ثم صراع المجتمعات وصراع الدول،
الصراع بحد ذاته وليد تضارب مصالح، صراع الاستحواذ على الماء والكلأ في العصور الفائته ثم تطور الى صراع على السلطة والثروة، وصولاً الى الصراع على النفوذ، الاستعمار المباشر وغير المباشر، ثم الهيمنة على قرار الدول ،
تستخدم الضغوط بكافة اشكالها في الصراع، ضغوط عسكرية واقتصادية ومالية، ضغوط الحصار بهدف التجويع وتركيع وفرض الاستسلام على الضعيف لشروط القوي،
ثم يطرح السؤال، من هو القوي ومن هو الضعيف؟
الكيان الصهيوني الفاشي مقابل الأمة العربية.
الكيان الفاشي الصهيوني 7.5 مليون قوي، أمام 450 مليون عربي ضعيف، مساحة، الأف الكيلو مترات المربعة أمام ملاين الكيلو مترات المربعة، ثروات طبيعية محدودة أمام ثروات طبيعية لا محدودة، قوى عاملة محدودة أمام قوى عاملة لا محدودة، تاريخ حضاري مصطنع أمام تاريخ حضاري حقيقي وملموس وعميق.
لماذا الكيان الفاشي قوي والأمة العربية ضعيفة؟
زلزال طوفان الأقصى كان وما زال مقدمة صيروية إنهيار الكيان الفاشي، فيما لو:
• دخلت قوات الرضوان الى الجليل
• دخل الجيش السوري المعركة بكافة الأسلحة التي ظهرت لاحقاً ودمرت مجاناً بعد اسقاط النظام.
• انضمت المقاومة العراقية والحشد الشعبي بكل قوته فعلياً وعبر سوريا الى المعركة.
• حدثت انتفاضة ثالثة في الضفة وفي ال 48
• تمنّع النظام الرسمي العربي عن نجدت الكيان بالوسائل التي تمت.
• ضرب المصالح الأمريكية والغربية في المنطقة.
الضغوط والإستجابه، الأوهام وعدم الثقة بالذات، الاستسلام والإنبطاح، جلها عوامل منعت من تحقيق نتائج هائلة لطوفان الاقصى، على صعيد الأمة العربية والمنطقة والعالم، حيث أحدث طوفان الاقصى تداعيات هائلة، كان يمكن التقاطها لحظة تاريخية لتشكل عالم جديد بكل معنى الكلمة.
من يعتقد أن النظام الرسمي العربي قادر على مقاومة الضغوطات الخارجية، فهو واهم، وتجربة طوفان الأقصى خير دليل.
من يعتقد ان النظام الرسمي العربي يستطيع مقاومة ضغوط الطغمة المالية المضاربة، دون توفير شروط المقاومة، فهو واهم، ومقولة ترامب " سوف يقبلون " لم تأتي من فراغ ، ولا من رجل لا يعرف ما يقول، بل من معرفة دقيقة لواقع النظام الرسمي العربي.
من يعتقد ان الأمة العربية تستطيع المقاومة بدون بناء حركة تحرر وطني عربي، فهو واهم.
من يعتقد ان الأمة العربية تستطيع المقاومة بدون حشد كافة طاقاتها المادية والمعنوية، فهو واهم.
من يعتقد ان الأمة العربية تستطيع المقاومة بدون:
كسر التبعية للمركز وتحرير الإرادة السياسية وتحرير الثروات الطبيعية المهيمن عليها والمحتجزة وصياغة مشروع تنموي ونهضوي، وبناء دولة الأمة، فهو واهم.



