كشفت دراسة واسعة النطاق، استنادا إلى بيانات "تايوان بيوبنك"، عن ارتباط وثيق بين الحساسية الزائدة للبرد، خاصة في القدمين، والإحساس بثقل في الساقين، وبين الإصابة بدوالي الأوردة، ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من درجات متوسطة إلى شديدة من الحساسية للبرد كانوا أكثر عرضة للإصابة بالدوالي، لا سيما عند تزامن ذلك مع شعور بثقل في الأطراف السفلية.
- أعراض تُهمل كثيرا لكنها تشير إلى خطر حقيقي
رغم أن برودة القدمين تُعدّ عرضا ذاتيا وغالبا ما يُقلل من أهميته، إلا أن هذه الدراسة المنشورة في مجلة Open Heart تشير إلى أن هذا العَرَض قد يكون دليلاً مبكرًا على خلل في عمل الأوردة العميقة أو السطحية، أو حتى الأوردة الناقلة بين النظامين الوريديَّين.
ويؤثر مرض دوالي الأوردة على ما بين 2% و30% من البالغين، وتُصاب به النساء بنسبة أكبر من الرجال. وتشمل الأعراض الشائعة: ثقل الساقين، ألم نابض، حكة، شعور بعدم الارتياح، انتفاخ، احتباس سوائل، تشنجات عضلية، وفي الحالات المتقدمة، تقرحات جلدية.
- تحليل البيانات: الحساسية للبرد وثقل الساقين كمؤشرات مهمة
استندت الدراسة إلى بيانات من 8782 مشاركا تتراوح أعمارهم بين 30 و70 عاما ممن يعانون من درجات متفاوتة من دوالي الأوردة. تم سؤالهم عن حساسية أقدامهم للبرد ومدى شعورهم بثقل في الساقين.
وشملت البيانات أيضا معلومات مؤثرة أخرى مثل الجنس، النظام الغذائي، التدخين، الكحول، النشاط البدني، مؤشر كتلة الجسم، مستوى التعليم، نوع العمل (وقوف أو جلوس)، والإصابة بالسكري أو ارتفاع ضغط الدم.
ومن بين المشاركين، صرح 676 شخصا أنهم يعانون من دوالي متوسطة إلى شديدة. وذكر 5888 مشاركا أنهم لا يعانون من حساسية للبرد، 6% منهم فقط كانوا مصابين بالدوالي. أما أولئك الذين أفادوا بحساسية معتدلة، فكانت نسبة الإصابة لديهم 9%، بينما وصلت إلى أكثر من 14% بين من وصفوا حساسيتهم بأنها شديدة.
- الأرقام لا تكذب: ارتفاع ملحوظ في نسبة الإصابة
أظهرت التحليلات الإحصائية أن الحساسية المتوسطة إلى الشديدة للبرد تزيد من احتمالية الإصابة بدوالي الأوردة بنسبة تتراوح بين 49% إلى 89% مقارنة بمن لا يعانون من الحساسية. كما تبيّن أن الشعور بثقل في الساقين يزيد هذه الاحتمالية بشكل كبير، حيث أفاد أربعة أضعاف عدد المرضى المصابين بالدوالي بشعورهم بثقل في الأرجل مقارنة بمن لا يعانون من المرض.
- الوقوف الطويل يزيد من خطر الدوالي
كشفت الدراسة أيضًا أن نوع العمل يلعب دورًا ملحوظًا، حيث إن الأعمال التي تتطلب الوقوف لفترات طويلة تزيد من احتمال الإصابة بدوالي الأوردة بنسبة 45%. وعندما يجتمع الشعور بالبرودة الشديدة وثقل الساقين، تزداد احتمالية الإصابة بشكل كبير، تصل أحيانا إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بمن لا يعانون من أي من العرضين.
- أعراض تُهمل في العيادات لكنها مهمة للتشخيص
رغم أن الدراسة وصفية ولا يمكنها تحديد السبب المباشر، إلا أنها تسلط الضوء على أهمية الأعراض الذاتية مثل برودة القدمين، والتي غالبا ما تُهمل في الممارسات الطبية اليومية. ويُحذّر الباحثون من أن تجاهل هذه العلامات قد يؤدي إلى التأخر في تشخيص الدوالي، وبالتالي تفاقم الحالة.
ويؤكد الباحثون:
"يُعتبر الإحساس بالبرودة عادة عرضا ثانويا وغير مهم، إلا أن دراستنا أوضحت أن هذا العَرَض قد يكون دلالة مبكرة مهمة على وجود خلل وريدي يجب عدم تجاهله، لا سيما عند اقترانه بشعور بثقل الأرجل."


