طور باحثون من جامعة ولاية واشنطن بالتعاون مع شركة APIX Biosciences البلجيكية مصدراً غذائياً جديداً لنحل العسل، يمكنه تعويض حبوب اللقاح بشكل دائم، مما يساهم في إنقاذ المستعمرات من الانهيار وتحسين كفاءة التلقيح.
- غذاء متكامل يعزز صحة النحل
نُشرت نتائج الدراسة في 16 أبريل في مجلة Proceedings of the Royal Society B، حيث أظهرت التجارب الميدانية أن مستعمرات النحل التي تعاني من نقص غذائي، والتي تُستخدم في تلقيح المحاصيل التجارية في ولاية واشنطن، قد ازدهرت عند تغذيتها بالغذاء الجديد.
يشبه الغذاء الجديد "ألواح الطاقة" التي يستهلكها البشر، ويتم وضعه مباشرة داخل الخلية حيث يتولى النحل الصغير توزيعه على اليرقات والنحل البالغ، وهو يحتوي على جميع العناصر الغذائية الأساسية اللازمة لصحة المستعمرة، تماماً كما في الأنظمة الغذائية المدروسة للحيوانات الأليفة والماشية.
- التغذية ... أزمة خفية تهدد النحل
يواجه نحل العسل تحدياً متزايداً يتمثل في نقص التغذية بسبب تغيّر أنماط استخدام الأراضي، والتوسع العمراني، والتغيرات المناخية القاسية. وقال البروفيسور براندون هوكينز من جامعة ولاية واشنطن: "النحل يحتاج إلى تنوع غذائي دائم، ولا يمكنه الاعتماد على مصدر واحد فقط، لكن العثور على حبوب لقاح مغذية بشكل مستمر بات مهمة صعبة في بيئتنا المتغيرة."
- تقدّم علمي غير مسبوق في تربية النحل
أشار الدكتور باتريك بيلكنغتون، الرئيس التنفيذي لشركة APIX Biosciences في الولايات المتحدة، إلى أهمية هذا الاكتشاف بقوله: "كان نحل العسل هو الحيوان الوحيد الذي لا يمكن تربيته على غذاء صناعي بالكامل، واليوم أثبتت أبحاثنا أن الغذاء الجديد قادر على دعم المستعمرات بشكل ملحوظ في ظروف الإنتاج الفعلية."
ويحتوي هذا الغذاء على مركب "الإيزوفوكوستيرول" الموجود طبيعياً في حبوب اللقاح، والذي يُعد عنصراً غذائياً بالغ الأهمية. التجارب أظهرت أن المستعمرات التي حصلت على الغذاء المعزز بهذا المركب نجت طوال الموسم دون الحاجة إلى حبوب لقاح، في حين شهدت المستعمرات الأخرى تدهوراً شديداً.
- تعاون عالمي وتفانٍ بحثي
امتدت جهود تطوير هذا الغذاء لأكثر من عشر سنوات، وشملت فرقاً من العلماء في APIX، وخبراء من جامعة واشنطن، ومربين للنحل في كاليفورنيا. وأشادت آن ماري فوفيل، إحدى المشاركات في البحث، بدور فرق الإرشاد الزراعي الذين ساهموا في تنفيذ التجارب الميدانية على نطاق واسع.
وقال تييري بوغارت، رئيس مجلس إدارة APIX ومؤلف مشارك في الدراسة: "لقد اختبرنا آلاف التركيبات الغذائية حتى توصلنا إلى هذه الصيغة المثالية، وقد تحقق ذلك بفضل تعاون استثنائي بين ثلاثة فرق علمية."
- نتائج ميدانية مبشرة في بيئات قاسية
اختبرت جامعة ولاية واشنطن الغذاء الجديد في حقول التوت وعباد الشمس، حيث تُعد جودة حبوب اللقاح في تلك المحاصيل ضعيفة بالنسبة للنحل. وأظهرت النتائج أن المستعمرات التي تناولت الغذاء البديل أظهرت معدلات بقاء ونمو أعلى بكثير مقارنة بتلك التي اعتمدت على الغذاء التقليدي أو لم تحصل على دعم غذائي.
وقال هوكينز: "كثير من مربّي النحل توقفوا عن تلقيح محاصيل التوت بسبب الخسائر الفادحة، لكن الغذاء الجديد يمكن أن يعيد الثقة ويشجعهم على العودة، لأن النحل سيكون أكثر قدرة على البقاء."
- أمل جديد لمربي النحل والزراعة العالمية.
في ظل التقارير الحديثة التي تشير إلى معدلات نفوق مقلقة في مستعمرات النحل، فإن هذا الابتكار يأتي في توقيت حرج. ويأمل الباحثون في توفير هذا المنتج تجارياً في الولايات المتحدة بحلول منتصف عام 2026.
ويختتم بيلكنغتون حديثه قائلاً: "نحن واثقون من أن هذا الغذاء سيمثل نقلة نوعية في تربية النحل وسيدعم المزارعين ومربي النحل في مواجهة التحديات المتزايدة."


