سد صيني يبطئ دوران الأرض
علوم و تكنولوجيا
سد صيني يبطئ دوران الأرض
6 أيار 2025 , 12:02 م

أعلن خبراء وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أن سد الأخاديد الثلاثة الواقع على نهر اليانغتسي في مقاطعة هوبي بالصين، قد أسهم بشكل مباشر في إبطاء معدل دوران الأرض حول محورها، مما أدى إلى إطالة اليوم على الكوكب بمقدار ضئيل ولكن قابل للقياس.
- 0.06 ميكروثانية: اليوم أصبح أطول
بحسب تصريحات الدكتور بنيامين فونغ تشاو، ممثل وكالة ناسا، فإن التأثير الذي أحدثه السد على حركة الأرض تسبب في إطالة طول اليوم بمقدار 0.06 ميكروثانية، ورغم أن هذا الرقم يبدو ضئيلاً للغاية، إلا أنه يمثل تغيرا فعليا في فيزياء دوران الأرض.
- انحراف محور الأرض بسبب كتلة السد الهائلة
لم يتوقف تأثير سد الأخاديد الثلاثة عند تباطؤ دوران الأرض، بل أدى أيضا إلى انحراف محور الأرض بمقدار سنتيمترين تقريبا، وقد أكد الخبراء أن هذا الانحراف البسيط لن يُحدث تغييرات مناخية تُذكر، لكنه يعكس تأثير التغيرات الصناعية والإنشائية الضخمة على الجيولوجيا الكوكبية.
- كتلة مائية توازي 39 مليار طن
يمتد السد على مسافة 2335 مترا، ويبلغ ارتفاعه 185 مترًا، وقد اكتمل بناؤه عام 2012. ويستوعب خزان السد نحو 40 كيلومترا مكعبا من المياه، أي ما يعادل حوالي 39 مليار طن من الكتلة المائية المركزة في موقع واحد، وهو ما أدى إلى تغيير توزيع كتلة كوكب الأرض.
- تغير الكتلة = تغير في الحركة
يُعد هذا التغير في توزيع الكتلة مثالا حيويا على العلاقة بين الجاذبية وحركة الأجسام الضخمة، حيث إن أي تحوّل كبير في توزيع الكتلة الأرضية، سواء كان طبيعيا أو من صنع الإنسان، يمكن أن يؤثر على خصائص الدوران أو محور الأرض بشكل طفيف لكنه حقيقي.
- الأرض مالت سابقا وعادت لموقعها
في سياق متصل، أظهرت دراسة أخرى أجرتها مجموعة دولية من الباحثين أن الأرض قد "مالت" قبل نحو 84 مليون سنة بمقدار 12 درجة، ثم عادت تدريجيا إلى موقعها الأصلي على مدى خمسة ملايين سنة. هذه الحقيقة التاريخية تدعم الفرضية القائلة بأن الكوكب حساس تجاه التغيرات الكبيرة في التوزيع الكتلي.
- تأثيرات مستقبلية محتملة
ورغم أن التأثيرات الحالية ضئيلة ولا تشكل خطورة مباشرة، إلا أن هذه الظاهرة تدق ناقوس الخطر بشأن المشاريع الهندسية الضخمة التي قد تؤثر على توازن كوكب الأرض، وتفتح أبواب البحث المستمر في علم الجيوفيزياء وتغيرات النظام الأرضي.
سد الأخاديد الثلاثة ليس مجرد إنجاز هندسي ضخم، بل هو تجربة حقيقية على مدى تأثير البشر على كوكبهم. ورغم أن اليوم لا يبدو أطول بالنسبة لنا، إلا أن العلم يسجل كل تغيير بدقة، مما يفتح المجال للتساؤل: كيف سنؤثر على الأرض في المستقبل دون أن نشعر؟

المصدر: وكالة ناسا