زراعة أول شريان أورطي مطبوع بتقنية ثلاثي الأبعاد
علوم و تكنولوجيا
زراعة أول شريان أورطي مطبوع بتقنية ثلاثي الأبعاد
8 أيار 2025 , 14:34 م

أعلن فريق من الباحثين في جامعة "ييل" الأمريكية عن نجاحهم في زراعة شريان أورطي مطبوع باستخدام تقنية الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد، وذلك ضمن تجارب مخبرية أجريت على الفئران، هذا الإنجاز يمهّد الطريق نحو تطوير أوعية دموية قابلة للزرع لدى البشر، وهو ما يمثل ثورة في علاج أمراض القلب والأوعية الدموية.
- تجربة ناجحة على الفئران: زراعة دقيقة ونتائج واعدة
استخدم الباحثون طابعة حيوية متطورة لطباعة شريان أورطي صناعي، تم زراعته بنجاح في 20 جرذا مختبريا، بينما شكّلت مجموعة المقارنة 20 جرذا لم تخضع لأي زراعة، أظهرت النتائج أن جميع الفئران التي زُرعت لها الأوعية تعافت تماما من الجراحة، مع نجاح ملحوظ في تجديد الأنسجة، الملفت أن الأوعية المزروعة عملت بكفاءة حتى عندما كانت الخلايا مأخوذة من فئران أخرى، ما يعزز من إمكانيات استخدام هذه التقنية مستقبلا في زراعة الأعضاء البشرية.
- تحديات الطرق التقليدية والحل الثوري القادم
تعاني الأساليب التقليدية لعلاج أمراض الشرايين من عدة عيوب، فزراعة الأوعية من جسم المريض تتطلب عمليات جراحية معقدة وغالبًا ما تفشل في الالتئام، بينما تقتصر الأنابيب الصناعية المتوفرة على الأوعية الكبيرة ولا تلائم الشرايين الدقيقة. في هذا السياق، تمثل الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد باستخدام خلايا حية حلاً مبتكرا يفتح آفاقا علاجية واسعة.
- آلية الطباعة الحيوية: تكنولوجيا دقيقة بخلايا حية
قاد الفريق البحثي البروفيسور "جون غايبل"، الذي اعتمد على خلايا مأخوذة من الشريان الأورطي للفئران، حيث تم إنماؤها مخبريا ثم تحميلها في الطابعة الحيوية، ومن خلال عملية طباعة دقيقة، تم "بثق" الخلايا على أنبوب فولاذي دوّار، لتشكّل الشريان الأورطي المطلوب خلال يومين فقط. وتتميز هذه التقنية بالقدرة على تشكيل أوعية دموية عالية التخصيص والدقة.
- أثر طبي مستقبلي واعد: نحو زراعة بشرية آمنة وفعالة
يمثّل هذا الإنجاز خطوة جوهرية نحو طباعة أوعية دموية بشرية قابلة للزرع، مما يفتح المجال لتقليل الاعتماد على المتبرعين بالأعضاء وتطوير حلول مخصصة لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية. كما يمكن لهذه التقنية أن تقلل من خطر الرفض المناعي، من خلال تصنيع أوعية تتطابق تماما مع خلايا المريض.
- نحو طب شخصي أكثر دقة وأمانا
تشير النتائج إلى مستقبل طبي واعد حيث يمكن إنتاج أوعية دموية مصمّمة خصيصًا لكل مريض، مما يحسّن من فرص الشفاء ويقلل من المضاعفات المرتبطة بعمليات الزرع. هذا الابتكار، الذي يجمع بين الهندسة الحيوية والطباعة ثلاثية الأبعاد، قد يغيّر قواعد اللعبة في علاج أمراض القلب المزمنة، ويوفر بدائل أكثر فعالية للمرضى حول العالم.


المصدر: ria.ru