وتر العرقوب أخطر إصابة يتخوف منها الرياضيون.. السبب والعلاج
منوعات
وتر العرقوب أخطر إصابة يتخوف منها الرياضيون.. السبب والعلاج
16 أيار 2025 , 13:49 م

حين سقط نجم فريق بوسطن سيلتيكس، جيسون تاتوم، على الأرض ممسكاً بقدمه اليمنى متألماً خلال مباراة فاصلة أمام نيويورك نيكس، سادت حالة من الذعر بين الجماهير. ولم يكن قلقهم في غير محله؛ ففي اليوم التالي، أعلن الفريق أنّ تاتوم خضع لعملية جراحية لإصلاح تمزق في وتر العرقوب، مما يعني غيابه عن بقية الأدوار الإقصائية وربما عن كامل موسم 2025–2026.
في مقابلة محرّرة مع صحيفة Gazette، يوضح الدكتور جورج ثيودور، جراح العظام وخريج كلية الطب، وأحد أطباء الفرق الرياضية المحترفة في بوسطن، الأسباب التي تجعل من إصابة وتر العرقوب إحدى أكثر الإصابات رهبة لدى الرياضيين.
- لماذا يُعدّ وتر العرقوب معرضا لهذه الإصابة؟
يقول الدكتور ثيودور: "وتر العرقوب هو أكبر وتر في الجسم، وله دور أساسي في الحركات الرياضية، وخاصة في الدفع والانطلاق."
وعندما تحدث حركة مفاجئة وعنيفة عند الكاحل أو الوتر، كحركة الثني الظهري المفاجئة، فقد يؤدي ذلك إلى تمزق، ويزداد خطر الإصابة لأن المنطقة التي يتمزق فيها الوتر عادةً تكون ضعيفة التروية الدموية، لذا فإنّ مزيجا من قلة الدم الوافد وقوة الشد المفاجئة يُعدّ وصفة نموذجية للإصابة.
ورغم وجود بعض عوامل الخطر لدى الرياضيين، فإنّ التنبؤ بهذه الإصابة أو الوقاية منها بشكل قطعي يبقى أمراً صعبا.
- هل يمكن أن تكون الإصابة موجودة مسبقا؟
في المرضى الأكبر سنا، غالبا ما يكون التمزق ناتجا عن تلف مزمن في الوتر، كما يحدث لدى لاعبي التنس أو البيكل بول، أما في الرياضيين الأصغر سنا، مثل تاتوم، فإن التمزق يكون عادة نتيجة لحركة عنيفة مفاجئة، دون وجود مشاكل سابقة واضحة.
ويضيف الدكتور: "قد تكون هناك إصابات صغيرة سابقة، لكنها ليست شائعة في فئة الشباب كما هي في الرياضيين الأكبر سنا."
- أنواع تمزقات وتر العرقوب
شد عضلي: مجرد تمدد بسيط، يُعالج عادةً بالراحة والتأهيل.
تمزق جزئي: لا يحتاج غالبًا إلى تدخل جراحي، بل يُعالج بالراحة والعلاج الفيزيائي.
تمزق كامل (انفجار الوتر): يُعدّ الأخطر ويتطلب اتخاذ قرار طبي دقيق بشأن الحاجة إلى الجراحة من عدمها.
- كيف تتم جراحة إصلاح وتر العرقوب؟
تُجرى الجراحة من خلال جمع طرفي الوتر المقطوعين وخياطتهما مع، ويمكن تنفيذ ذلك عبر:
شق جراحي مفتوح.
شق طفيف (عن طريق الجلد)، حيث تمر الخيوط من خلال الجلد ويتم ربط طرفي الوتر تحت الجلد.
- هل الجراحة هي الخيار الوحيد؟
ليس بالضرورة، هناك حالات يمكن فيها معالجة التمزق الكامل بدون جراحة، خاصةً إذا كان المريض لا يمارس أنشطة تتطلب دفعا قويا أو إذا كانت حالته الصحية لا تسمح بالتخدير.
ويشمل العلاج غير الجراحي:
وضع القدم في جبيرة أو حذاء طبي مع دعائم للكعب.
الخضوع إلى برنامج علاج فيزيائي مخصص.
- كم تستغرق فترة الشفاء بعد الجراحة؟
يمر المريض بعدة مراحل:
1. تثبيت القدم لفترة قصيرة للسماح بشفاء الجرح.
2. المشي باستخدام حذاء طبي مع إمكانية التحميل الجزئي على القدم.
3. بدء برنامج تأهيلي متكامل.
وبالنسبة للاعبي النخبة مثل تاتوم، فإنّ العودة إلى المستوى السابق من الأداء تحتاج إلى 9–12 شهرا، وتشير الدراسات إلى أن 80% من الرياضيين المحترفين يعودون إلى مستوياتهم السابقة.
- هل تطور العلاج خلال السنوات الأخيرة؟
نعم، شهدت السنوات الأخيرة ثلاثة تطورات رئيسية:
1. الجراحات الأقل توغلاً، مما يقلل من المضاعفات ويسرّع الشفاء.
2. برامج إعادة تأهيل أكثر جرأة، تسمح بالحركة والتحميل على القدم مبكرا.
3. اختبارات تقييم الأداء، التي تكشف القيود الوظيفية والنفسية وتساعد في تجاوزها بمساعدة أطباء مختصين في الطب النفسي والتأهيلي.
ويختم الدكتور ثيودور بالقول: "التعافي الكامل يتطلب تعاونًا وثيقًا بين الجراح، والمعالج الفيزيائي، والمريض، وأحيانا الطبيب النفسي أيضا."

المصدر: ميديكال إكسبريس