تشهد الولايات المتحدة ارتفاعا ملحوظا في معدلات الإصابة ببعض أنواع السرطان التي تصيب الأشخاص تحت سن الخمسين، وهي ما يُعرف بالسرطان المبكر الظهور (Early-onset cancer). ويُعزى هذا الارتفاع إلى زيادة انتشار 14 نوعا من السرطان بين الشباب، مع أكبر الزيادات في سرطانات الثدي، القولون، الكلى، والرحم.
- أسباب الزيادة في سرطان المبكر
يرى الخبراء أن أسباب هذا الارتفاع معقدة ومتعددة، وتختلف حسب نوع السرطان، فقد أشار تحليل جديد إلى أن معدلات الإصابة بسرطانات الثدي والرحم ارتفعت في كل الفئات العمرية المبكرة (15-29، 30-39، 40-49 سنة)، بينما زادت معدلات سرطانات القولون والكلى في الفئات الأكبر من هذه المجموعة.
- تأثيرات نمط الحياة
يُعتبر السمنة عاملا رئيسيا في زيادة معدلات الإصابة بسرطان القولون والكلى والرحم، إذ أن نسبة البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة قد ارتفعت عالميا بشكل ملحوظ منذ عام 1990، علاوة على ذلك، التغيرات في العادات الإنجابية مثل بدء الحيض في سن مبكرة، وتأخر الحمل، وقلة عدد الأطفال، كلها ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الثدي المبكر.
- دور الكشف المبكر والفحوصات الوراثية
تساعد الفحوصات المبكرة، خصوصا للأشخاص الحاملين لطفرات جينية مثل BRCA أو متلازمة لينش، على الكشف المبكر عن أنواع معينة من السرطان، مما قد يسهم في زيادة أعداد التشخيصات، كما أن تطور تقنيات التصوير الطبي أدى إلى اكتشاف المزيد من الحالات المصابة بسرطان الكلى خلال فحوصات لأسباب أخرى.
- العوامل البيئية وتأثيرها
هناك أدلة متزايدة على أن التعرض لبعض المواد الكيميائية والملوثات منذ فترة ما قبل الولادة أو خلال الطفولة قد يزيد من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان المبكر، مثل التعرض لبكتيريا إي.كولاي التي تنتج مادة "كوليباكتين" المرتبطة بطفرات جينية تزيد خطر سرطان القولون المبكر.
- التحديات المستقبلية
يؤكد الخبراء على الحاجة إلى دراسات طويلة المدى تتبع الأفراد من الطفولة حتى البلوغ لتحديد عوامل الخطر بدقة. ويعتبر هذا الأمر معقدًا بسبب ندرة الحالات المبكرة مقارنة بالفئات العمرية الأكبر، مما يستلزم تجمع بيانات ضخمة لتحليلها.
- نصائح للوقاية
على الرغم من استحالة القضاء الكامل على خطر الإصابة بالسرطان، هناك إجراءات يمكن أن تقلل من احتمالات الإصابة، مثل استخدام واقي الشمس، التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، الحد من تناول الكحول والتدخين، والتي تساهم في خفض مخاطر الإصابة بجميع أنواع السرطان، بما في ذلك في سن مبكرة.
