إرهابي مطلوب أم المطلوب إرهابي؟
مقالات
إرهابي مطلوب أم المطلوب إرهابي؟
حليم خاتون
19 أيار 2025 , 06:07 ص

كتب الأستاذ حليم خاتون:

ما أن غادرت قافلة دونالد ترامب المُثقلة بتريليونات الذهب من الجزية المفروضة على أهل الخليج حتى تحركت عربات جدعون الإسرائيلية لمتابعة مسلسل إبادة الشعب الفلسطيني في غزة...

لا قرارات قمة بغداد كان لها وزن، ولا عنتريات دون كيشوتات "الأمة السُنّية" البائسة كان لها ولو حتى كلمة...

لم يخرج الإعلامي اللبناني محمد سلام يهدد بالمارد السُنّي كما كان يفعل لأكثر من ربع قرن في دعواته لمواجهة الهلال الشيعي...

بماذا كان ينغص هذا الهلال على محمد سلام وصالح المشنوق ونواف والسنيورة؟

لا احد يعلم...

عدو إسرائيل، هو عدوهم...

هكذا هي الأمور بكل بساطة...

لم يخرج النائب الفلسطيني الأصل وضاح الصادق يحرض الناس على عدم السكوت على تفرد إسرائيل بقرار الحرب في قصف وقتل الناس كل يوم كما كان يفعل ضد المقاومة اللبنانية طيلة اكثر من ٣٠ شهرا...

لم يستنفر عرب وادي خالد ويقطعوا طريق الجنوب في منطقة خلدة انتصارا لأهلنا من السُنّة في فلسطين كما فعلوا انتصارا لوحوش جبهة النصرة وداعش وما شاكلها في غزو الساحل السوري وغيره من مناطق الأقليات...

تهديد حافظ الأسد للغرب في الخيار بين الحركة الوطنية القومية أو الأصوليين، حولته أميركا والخليج وإسرائيل وتركيا إلى نكتة...

نجح بندر بن سلطان في جمع مئات المليارات من الدولارات عمل من خلالها لجمع عشرات الآلاف من الإرهابيين الإسلاميين ليس لمقاتلة أعداء الإسلام كما كان يهدد حافظ الأسد؛ بل لنشر الفوضى في كل البلاد العربية التي شكلت او قد تشكل خطرا على كيان الإستيطان في فلسطين...

طلب بندر ألفي مليار دولار لاسقاط الدولة السورية...

هذا مبلغ بسيط قياسا إلى خطر المقاومة على كيان الإستيطان الذي عمل لحمايته بندر وكل حكام الخليج وتركيا...

"كله في حب إسرائيل، يهون"..

لن نعرف كم دفعت بلدان الخليج قبل أن يخرج ويكليكس جديد في المستقبل يخبر بذلك...

لكن ما دُفع كان أكثر من كاف على ما يبدو...

تم شراء معظم جنرالات الجيش السوري من قبل صندوق إسقاط سوريا الذي مولته دول الخليج، وتم تنفيذ عملية منسقة تنسيقا كاملا بين قطر، تركيا، أميركا، وإسرائيل بالتفاهم مع روسيا...

صدرت الأوامر برمي السلاح والذهاب إلى البيوت، فدخل عدة آلاف من التكفيريين على موتوسيكلات حتى سقطت دمشق بأيدي رجال القرون الوسطى من أتباع إبن تيمية...

تحرك معظم هؤلاء تحت قيادة رجال أمنتهم المخابرات المركزية الأميركية والمخابرات البريطانية التي تشرف اليوم على إنشاء جيش سوري جديد...

هل تذكرون غلوب باشا البريطاني الذي كان قائد الجيش "العربي" الأردني سنة ٤٨...

التاريخ يعيد نفسه لكن بشكل أكثر سخرية...

كذلك فعل الموساد بارسال ما تيسر من خريجي جامعة تل أبيب الإسلامية التي أنشئت خصيصا لتكوين جيش من أغبياء الأصولية الدينية يعمل لمصلحة مشاريع الغرب في المنطقة وسط تصفيق أمثال محمد سلام وصالح المشنوق ونواف وفؤاد السنيورة...

مع كل ما يجري، يسأل المرء نفسه:

هل انتهت القضية الفلسطينية؟

هل انتهت المقاومة؟

هل انتهى المحور؟

هل يتم الآن شراء إيران كما تم قبلها شراء روسيا وتركيا؟

كيف يمكن لغزة المحاصرة من كل الجهات في أقل من ٣٠٠ كلم٢ أن تستمر في القتال للسنة الثالثة على التوالي، بينما جيوش مدججة بكل انواع الخردة التي دفعت الأمة أثمانا باهظة لها لا تجرؤ على أكثر من تأدية التحية لدونالد ترامب أثناء جمعه الجزية من حكام عبيد العرب...

كيف يستطيع الحوثي تركيع اميركا، بينما تلجأ إيران إلى المفاوضات لحماية رأسها؟

أسئلة كثيرة لا جواب لها...

يسأل المرء نفسه لماذا أوقف حزب الله القتال من طرف واحد؟

١٢ مليون فلسطيني يتم ذبح ما أمكن منهم، وتهجير الباقين في بلاد الله...

بضعة ملايين علوي وشيعي في لبنان وسوريا يتم شحذ الخناجر لذبحهم وسبي نسائهم والسطو على أموالهم بفضل فتاوى حملها أحمد الشرع ومحمد عبد الوهاب ومحمد سلام وصالح المشنوق...

هل المطلوب انتظار الذبح كما فعل أهل الساحل السوري؟...

الأعداء يحاصرونا من كل الجهات:

أميركا، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، داعش، النصرة، الخليج، كلاب التكفير الديني، كلاب الكراهية الطائفية...

الأعداء منتشرون...

ماذا نفعل؟

هناك إرهاب دولي يحيط بنا نحن والفلسطينيين...

سوريا سقطت، العراق على وشك السقوط...

إيران تفاوض، لكن على ماذا؟

نحن إرهابيون رؤوسنا مطلوبة لكل الأعداء المذكورين أعلاه...

هل ندعهم ينالون منا الواحد بعد الآخر أم نبادر نحن إلى شن حرب بلا هوادة على كل هؤلاء...

كما ان لكل فعل رد فعل؛

كذلك قد يحتاج الرد على الإرهاب الدولي الذي يحاصرنا إلى إرهاب معاكس...

بالنسبة لهم نحن ارهابيون مطلوبون؛

المطلوب الرد على الإرهاب بالإرهاب...

من لديه حل آخر فليتفضل؛ والا دعونا نرد على الإرهاب بشكل استباقي قبل أن ينالوا منا كما فعلوا مع قيادة المحور الذي تمادى في الصبر والتفكير حتى تم القضاء عليه...

نحن ارهابيون مطلوبون...

الأفضل أن نتحول إلى إرهاب من يريد ارهابنا...

العين بالعين، والسن بالسن والبادئ أظلم!

إرهابي مطلوب أم المطلوب إرهابي؟

المصدر: موقع إضاءات الإخباري