بوتين وترامب: هل ترسم المحادثة المرتقبة ملامح نظام عالمي جديد؟قراءة تحليلية على ضوء مفاوضات إسطنبول غير الرسمية بين موسكو وواشنطن
أخبار وتقارير
بوتين وترامب: هل ترسم المحادثة المرتقبة ملامح نظام عالمي جديد؟قراءة تحليلية على ضوء مفاوضات إسطنبول غير الرسمية بين موسكو وواشنطن
19 أيار 2025 , 22:05 م


بقلم: بدور الديلمي - اعلامية يمنية

مقدمة:

تعيش الساحة الدولية حالة من الترقب، إثر الحديث عن محادثة مرتقبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي المحتمل دونالد ترامب. تأتي هذه التطورات في أعقاب مفاوضات غير رسمية جرت في إسطنبول بين شخصيات دبلوماسية وأمنية من الجانبين الروسي والأميركي، ما يثير تساؤلات حول أهداف هذا الحراك وما إذا كان يمهد لتفاهمات كبرى تتجاوز الصراع في أوكرانيا.

أولًا: خلفية مفاوضات إسطنبول – قناة خلفية أم اختبار نوايا؟

في أوائل مايو الجاري، استضافت مدينة إسطنبول التركية سلسلة لقاءات غير رسمية بين وفود تمثّل دوائر مقربة من صانعي القرار في كل من موسكو وواشنطن. ورغم عدم إعلان رسمي من الطرفين، فإن تسريبات صحفية أشارت إلى أن المحادثات تناولت سبل تجنب التصعيد المباشر، واحتمالات فتح نافذة للحل السياسي، وسط تعقيدات ميدانية متصاعدة في أوكرانيا وتوترات عسكرية في البحر الأسود.

الوساطة التركية، المدعومة من أجهزة استخباراتية، تسعى على ما يبدو إلى إعادة إحياء نموذج اتفاق الحبوب أو اتفاقات وقف إطلاق النار الجزئية، لكنها هذه المرة تركّز على "جس نبض" إدارة بايدن من خلال قنوات غير رسمية.

ثانيًا: بوتين – ترامب... توازن مصالح أم استعراض نفوذ؟

في حال تم اللقاء بين بوتين وترامب – سواء قبل الانتخابات الأميركية أو بعدها – فإن أبعاده لن تكون شكلية. فترامب يسعى إلى تعزيز صورته كصانع صفقات، مروجًا لرؤيته القائلة إن الحرب في أوكرانيا لم تكن لتندلع في عهده، وأنه قادر على إيقافها "في غضون أيام". في المقابل، يرى الكرملين أن ترامب – على عكس بايدن – قد يكون أكثر مرونة تجاه صيغة تسوية تحفظ لروسيا مكاسبها الاستراتيجية.

ثالثًا: ما المتوقع من هذا التواصل؟

السيناريوهات المطروحة متعددة، وتتمثل أبرزها في:

التأثير على مزاج الناخب الأميركي: ترامب قد يوظف هذه المحادثة كورقة انتخابية مؤثرة، خصوصًا في صفوف الجمهوريين والناخبين المترددين.

مقدمة لتفاهمات غير معلنة: بعض المحللين لا يستبعدون أن يُستخدم اللقاء كمنصة لصياغة تفاهمات مؤجلة، قد تُفعل لاحقًا في حال فوز ترامب.

ضغط على إدارة بايدن: مجرد الإعلان عن استعداد بوتين للحديث مع ترامب قد يربك حسابات إدارة بايدن ويخلق انقسامات داخل المؤسسة السياسية الأميركية.

انعاكاسات على حلفاء واشنطن: الدول الأوروبية، وخصوصًا أوكرانيا، ستراقب هذا التواصل بحذر، خشية أن يكون مقدمة لتقليص الدعم أو فرض تسوية لا تخدم مصالحها.

خاتمة:

في عالم باتت فيه التحركات غير المعلنة واللقاءات الخلفية أداة لإعادة تشكيل التحالفات، فإن المحادثة المحتملة بين بوتين وترامب تتجاوز بعدها الثنائي. هي إشارة إلى أن النظام الدولي يمر بمرحلة إعادة تموضع كبرى، وأن اللاعبين التقليديين قد يعودون إلى الواجهة، ولكن هذه المرة بأدوات تفاوض أكثر سرية وواقعية.

بقلم / الاعلامية اليمنية بدور الديلمي

المصدر: موقع إضاءات الإخباري