اليمن بين معركة التحرر ومخاطر التقسيم: انتصارات صنعاء وأجندات تفكيك الجنو
مقالات
اليمن بين معركة التحرر ومخاطر التقسيم: انتصارات صنعاء وأجندات تفكيك الجنو
د. بدور الديلمي
22 أيار 2025 , 00:13 ص

ب

تحقيق: بدور الديلمي اعلامية يمنية

---

مقدمة

بينما تسجل القوات المسلحة اليمنية – أنصار الله – تقدمًا نوعيًا على مختلف الجبهات العسكرية والسياسية، تزداد في المقابل التحركات الرامية إلى تمزيق اليمن، خاصة في جنوبه. مشاريع تقسيم، وكيانات مدعومة خارجيًا، واحتلال مقنّع يتغلغل تحت غطاء “الاستقلال الجنوبي”... كل هذا يحدث وسط صمت عربي ودولي مريب.

في هذا التحقيق، نغوص في تعقيدات المشهد اليمني، لنكشف كيف يُصاغ حاضر اليمن ومستقبله بين سطور المعارك والانتصارات والانقسامات.

---

أولًا: الجنوب اليمني... ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات

منذ دخول التحالف السعودي الإماراتي إلى اليمن عام 2015، تحوّل الجنوب إلى منطقة نفوذ مباشر لأبو ظبي والرياض.

الإمارات دعمت تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي ليكون أداة سياسية وعسكرية تُشرعن وجودها وتدفع نحو فصل الجنوب عن الشمال.

في المقابل، أُقصيت المكوّنات الوطنية الجنوبية غير التابعة للانتقالي، وقُمعت الأصوات الرافضة للاحتلال العسكري الأجنبي.

الهدف؟ السيطرة على الموانئ والجزر الاستراتيجية (مثل سقطرى وميون)، وإبقاء اليمن منقسمًا وضعيفًا.

---

ثانيًا: الوحدة اليمنية... من إنجاز وطني إلى خطر مُهدد

تحققت الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، كخطوة فارقة في التاريخ اليمني الحديث.

لكن الحرب العدوانية المستمرة منذ 2015، أعادت فتح جراح قديمة، واستُغلت الظروف لتشويه فكرة الوحدة، وربطها بالفساد والهيمنة.

الحقيقة أن الوحدة لم تُعطَ فرصتها الكاملة، وتم استغلال تعثراتها من قبل قوى خارجية تسعى لتفتيت اليمن، وتمكين كيانات وظيفية تابعة لها.

اليوم، يتم تفكيك اليمن بطريقة منهجية: سلطات موازية، عملات متعددة، تحكم أجنبي مباشر، وترويج إعلامي مكثف لفكرة "الدولة الجنوبية".

---

ثالثًا: انتصارات القوات المسلحة اليمنية – أنصار الله

في الوقت الذي يعاني فيه اليمن من التقسيم والتدخلات، تشكّل القوات المسلحة اليمنية نموذجًا لمشروع وطني مقاوم.

استطاعت في السنوات الأخيرة تحقيق التالي:

ردع العدوان في الداخل، وتحرير مساحات واسعة من أراضي اليمن.

نقل المعركة إلى العمق السعودي والإماراتي، بضربات دقيقة طالت منشآت استراتيجية.

كسر الحصار البحري عبر معركة البحر الأحمر، دعمًا لغزة، في إطار معادلة إقليمية تربط تحرير اليمن بتحرير فلسطين.

بناء توازن ردع حقيقي، أجبر قوى العدوان على إعادة الحسابات، وأعطى اليمن صوتًا مهابًا في معادلات المنطقة.

---

رابعًا: صمت دولي... وتشجيع غير مباشر للتقسيم

رغم وضوح المخطط، لا توجد إدانة أممية أو عربية للتحركات الانفصالية، بل يتم التعامل مع المجلس الانتقالي وكأنه مكوّن شرعي.

الأمم المتحدة تساوي بين الضحية والجلاد، وتغض الطرف عن الاحتلال الإماراتي للجنوب، بينما تضغط على صنعاء لوقف عملياتها الدفاعية.

هذا الصمت يعكس واقعًا دوليًا يقوم على شرعنة التقسيم إن خدم المصالح الغربية، حتى لو أدى لتدمير الشعوب.

---

خلاصة

الجنوب اليمني اليوم ليس "محررًا" كما يزعم البعض، بل واقع تحت سلطة احتلالين: إماراتي وسعودي، بأدوات يمنية.

في المقابل، تسير صنعاء نحو بناء دولة حقيقية رغم العدوان والحصار.

الوعي الشعبي هو الرهان الأخير لإسقاط مشاريع التقسيم، والتمسك بوحدة وطنية عادلة، لا تُقصي أحدًا ولا تخضع لوصاية خارجية.

---

خاتمة

بين معركة التحرير ومعركة الهوية، يقف اليمن على مفترق طرق.

فإما وطن موحد قوي يقوده مشروع مقاوم، أو خارطة مجزأة تحكمها المصالح الأجنبية وأدواتها.

بقلم /الاعلامية بدور الديلمي / اليمن

المصدر: موقع إضاءات الإخباري